مناورات "تيريرين".. جيش الجزائر يتحدى إرهاب الساحل
نفذ الجيش الجزائري، الجمعة، مناورات عسكرية ضخمة بالقرب من الحدود مع دولة مالي شاركت بها مختلف أنواع الأسلحة.
وتزامنت المناورات العسكرية، التي جاءت تحت مسمى "تحدي تيريرين 2021"، مع التحذيرات التي أطلقها قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، الخميس، من وجود مخططات إرهابية خطرة لتحويل صحراء البلاد إلى "ملاذ آمن لهم".
- تضاريس الصحراء.. يقظة جيش الجزائر تواجه مخططات إرهابية
- مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية": تفكيك خلية سرية للإخوان
وأشرف الفريق شنقريحة على المناورات العسكرية، وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية أن مناورات "تحدي تيريرين 2021" تندرج في "إطار تقييم المرحلة الأولى لبرنامج التحضير القتالي، لسنة 2020-2021".
وبالناحية العسكرية السادسة في ولاية تمنراست الواقعة على الحدود مع دولة مالي، نفذت القوات المسلحة الجزائرية أضخم مناورات عسكرية في 2021 بمشاركة مختلف القوات البرية والجوية والدفاع الجوي عن الإقليم، من دبابات ومركبات عسكرية وطائرات حربية ومروحيات، ومئات الجنود.
وأشارت "الدفاع الجزائرية" إلى أن التمرين العسكري تقدمته طائرات الاستطلاع بما في ذلك الطائرات بدون طيار، ونُفذ بالذخيرة الحية، وشهد عمليات إنزال جوي "لكتيبة من المظليين" و"إبرار" فرقة أخرى بواسطة مروحيات، كما تم تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوا.
وأشارت إلى أن التمارين التكتيكية العسكرية اتسمت "باحترافية عالية في جميع المراحل وبمستوى تكتيكي وعملياتي عالٍ يعكس جدية الأعمال المنفذة، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ".
كما يعكس -حسب المصدر ذاته- "الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية، ومهارة وقدرة الأفراد على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات الموضوعة في الخدمة، وهو ما أسهم في تحقيق الأهداف المسطرة".
ووفق الوزارة الجزائرية، فقد تحددت أهداف المناورات العسكرية في "اختبار الجاهزية القتالية لوحدات القطاع، وتدريب القادة والأركان على قيادة العمليات، وتطوير معارفهم في التخطيط والتحضير والتنظيم والتنفيذ ووضعهم في جو المعركة الحقيقية".
وفي ختام مناورات "تحدي تيريرين 2021" وصف قائد أركان الجيش الجزائري نتائجها بـ"المرضية جدا جسدتها دقة الرمايات بمختلف الأسلحة"، ودعا إلى تكثيف الخبرات الميدانية العسكرية بـ"مردود عملي على الأرض".
الملاذ القاتل
وربط متابعون "توقيت" المناورات العسكرية الضخمة، الجمعة، بالتحذيرات التي أطلقها قائد الجيش الجزائري، الجمعة، والتي دعا فيها القوات المسلحة لـ"الفطنة من تحديات محتملة" تقودها الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل، خصوصاً في الشمال المالي، والتي سماها "الشراذم الإجرامية" كاشفاً وجود مخطط لتحويل الصحراء الجزائرية إلى "ملاذ آمن لتحقيق أغراضها المعادية عبر شبكاتها وجيوبها وأذنابها".
وفي كلمة له بمقر الناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست الواقعة على الحدود مع دولة مالي، شدد على أن "الفطنة لا تقتصر على المراقبة المسـتمرة لنطاق السيادة الوطنية، ومواجهة كل التحديات المحتملة فحسب، بل تمـتد لتشمل التصدي لكل التهديدات الإرهابية والإجرامية".
وكشف الفريق شنقريحة أن مقترفي العمليات الإرهابية والإجرامية يسعون "لأن يجعلوا من الطبيعة الجغـرافية لهذه الناحية العسكرية ومن تضاريسها، لا سيما تلك التي تحاول التسلل عبر الحدود، ملاذا آمنا لتحقيق أغراضها المعادية، ذات الآثار الخطيرة، على حاضر ومستقبل بلادنا أمنياً واجتماعياً واقتصادياً".
واعتبر المراقبون أن الجيش الجزائري وجه "رسائل نارية واضحة" للجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء، تؤكد أن "الصحراء الجزائرية ستكون ملاذا قاتلا في أي مخططات لضمها إلى البؤر الإرهابية التي شكلتها الجماعات المسلحة المتطرفة في شمال مالي ومناطق أخرى من الساحل والصحراء".
كما يرى المتابعون بأن لمكان تنفيذ المناورات العسكرية "دلالة" قوية، حيث تقع منطقة "حاسي تيريرين" بالقرب من المثلث الحدودي مع دولتي مالي والنيجر والتي تشهد تمركزا للجماعات الإرهابية أو نفذت بها عمليات إرهابية بشعة.
وتضم منطقة "حاسي تيريرين" قاعدة عسكرية جزائرية للانتشار الجوي ساهمت في حماية البلاد من اختراق الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، وتعمل القاعدة الجوية على" تسهيل التواصل مع مختلف وحدات القطاع وضمان نقل الأفراد وضمان الإسناد اللوجيستي متعدد الأشكال" بهذه المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري.