تضاريس الصحراء.. يقظة جيش الجزائر تواجه مخططات إرهابية
جدد الجيش الجزائري تحذيره من مخططات خطيرة للجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل الأفريقي لتحويل صحراء البلاد إلى "ملاذ آمن" لها.
ودعا قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، القوات المسلحة في بلاده إلى "الفطنة" تجاه "تحديات محتملة" تقودها الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة أسماها بـ"الشراذم الإجرامية".
وكشف، في كلمة له بمقر الناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست الواقعة على الحدود مع مالي، وجود مخطط لتحويل الصحراء الجزائرية إلى "ملاذ آمن لتحقيق أغراضها المعادية (الجماعات الإرهابية) عبر شبكاتها وجيوبها وأذنابها".
وشدد على أن "الفطنة لا تقتصر على المراقبة المسـتمرة لنطاق السيادة الوطنية، ومواجهة كافة التحديات المحتملة فحسب، بل تمـتد لتشمل التصدي لكافة التهديدات الإرهابية والإجرامية".
وكشف الفريق شنقريحة أن مقترفي العمليات الإرهابية والإجرامية يسعون لـ"أن يجعلوا من الطبيعة الجغـرافية لهذه الناحية العسكرية ومن تضاريسها ملاذا آمنا لتحقيق أغراضها المعادية".
وتابع: "تريد عبثا هذه الشراذم الإجرامية بشتى شبكاتها وجيوبها وأذنابها، لاسيما تلك التي تحاول التسلل عبر الحدود، أن تجعل منها ملاذا آمنا لتحقيق أغراضها المعادية ذات الآثار الخطيرة، على حاضر ومستقبل بلادنا أمنياً واجتماعياً واقتصادياً."
كما طالب القائد العسكري الجزائري أفراد القوات المسلحة بـ"بذل المزيد من الجهود ليلا ونهارا، من أجل صد وإفشال أي محاولة يمكنها أن تهدد سلامة بلادنا الترابية وحماية حدودها في هذه المنطقة الحساسة".
ولفت إلى أن ما تعيشه بلاده في محيطها الجغرافي برمته "من أحداث ومستجدات متلاحقة، وما يجري بمحاذاة كافة حدودنا الوطنية المديدة، يشكل باعثاً أساسياً من بواعث زيادة الحيطة، ومضاعفة الحذر وتكثيف كل موجبات اليقظة".
الفريق شنقريحة استبعد في المقابل "أي خطر" للأحداث المحيطة بالجزائر على أمنها واستقرارها، قائلا: "تيقنوا أن حالة اللاإستقرار التي يشهدها محيطنا القريب والبعيد، لن تشكل أبدا أي خطر على سلامة ترابنا الوطني".
ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي بليبيا في 2011، وما تبعه من انقلاب عسكري في مالي عام 2012، دفعت الجزائر بتعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة إلى حدودها مع البلدين، ورفعت درجة التأهب إلى القصوى نتيجة انفلات الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وتدفق الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية.
كما تواصل الأجهزة العسكرية والأمنية حربها على فلول الجماعات الإرهابية الناشطة في المرتفعات الشمالية للبلاد، في حين أكدت اعترافات بعض الإرهابيين الموقوفين ارتباطها بالجماعات الإرهابية المتمركزة شمالي مالي، خصوصاً تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب".