الجيش الجزائري.. صخرة تتحطم عليها مخططات الإرهاب
لأنها اكتوت بجحيم الإرهاب، أعدّت الجزائر كل العدة العسكرية لمواجهة الجماعات الإرهابية ومخططاتهم لاستهداف أمن البلاد.
وأشار خبراء أمن جزائريون في أوقات سابقة لـ"العين الإخبارية" إلى أن حدود الجزائر باتت "عصية" على الجماعات الإرهابية المنتشرة في الغرب الليبي ومنطقة الساحل المحيطة بالجزائر، وأن "تخطيهم لحدود البلاد يعني انتهاء وجودهم" على حد وصفهم.
- كبح الإرهاب وتأمين الحدود.. مناورات جزائرية بأسلحة متطورة
- الخطر الرابض على الحدود.. مليشيات ليبيا تستنفر جيش الجزائر
تحليلات تؤكدها الأرقام الأخيرة التي كشف عنها، الأربعاء، موقع "جلوبال فاير باور" الخاص بتصنيف جيوش العالم.
وكشف الموقع عن آخر إحصائية للجيش الجزائري، حيث أكد أنه يحتل المرتبة الثانية في أفريقيا بعد الجيش المصري والمركز الـ27 عالمياً من بين 140 جيشاً في العالم.
وأورد الموقع المختص في الشؤون العسكرية، أرقاماً عن قوة الجيش الجزائري وقدراتها العسكرية التي تمكنه من تأمين الحدود وإحباط كل المخططات الإرهابية الداخلية والمحيطة بالبلاد.
وكشف الموقع عن أن إجمالي عدد الجنود في الجيش الجزائري بلغ 470 ألف جندي، بينهم 150 ألف جندي في القوات الاحتياطية.
وتمتلك القوات المسلحة الجزائرية 551 طائرة حربية، بينها 102 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و22 طائرة هجومية، و268 مروحية، وطائرات أخرى مخصصة للتدريب والمهام الخاصة لم يكشف عن عددها.
وبلغ عدد دبابات الجيش الجزائري – بحسب الموقع – أكثر من 2000 دبابة، و7 آلاف مركبة مدرعة، و324 مدفعا ذاتيا الحركة، و396 مدفعا ميدانيا، و300 راجمة صواريخ.
وعن الأسطول البحري، كشف موقع "جلوبال فاير باور" بأنه يتكون من 201 قطعة بحرية، بينها 8 غواصات و8 فرقاطات، بالإضافة إلى سفن دورية وكاسحات ألغام بحرية.
وأشار إلى أن الموازنة المخصصة للجيش الجزائري تتجاوز 13.9 مليار دولار، رغم أن قانون الموازنة العام 2021 كشف عن أن قيمة الأموال المرصودة لوزارة الدفاع بلغ 12 مليار دولار.
قوة ردع
وشدد الخبراء على أن تلك الأرقام تؤكد أن مهمة الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة لاختراق حدود البلاد أو العبث بأمن واستقرار الجزائر "تظل في خانة المستحيلات" أمام المشروعات الإجرامية للتنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها، خصوصاً وأنها تجد نفسها في كل مرة أمام "جيش متمرس في الحرب على الإرهاب منذ 3 عقود كاملة".
كما يشير الخبراء إلى أن قوة الجيش الجزائري في مواجهة خطر الإرهاب المتنامي بالمنطقة، لا تعكسه فقط أرقام القدرات العسكرية، بل لنوعية الأسلحة الحديثة التي انضمت إلى مختلف القطاعات العسكرية البرية والبحرية والجوية.
وزودت الجزائر في الأعوام الأخيرة قواتها المسلحة بمنظومات عسكرية متطورة قادرة على صد الهجمات الإرهابية سواء داخل البلاد، أو على طول حدودها الملتهبة من تونس وليبيا إلى مالي والنيجر.
وكان آخرها ما كشف عنه الجيش الجزائري في مناورات "رعد 2021"، والتي استعمل فيها للمرة الأولى منظومات صواريخ ومدفعية جديدة ومتطورة أبرزها نظام الصواريخ والمدفعية للدفاع الجوي"بانتسير-إس1" وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات ذاتية الدفع "كورنيت-إيه إم" القائمة على هيكل المركبة المدرعة الروسية "في بي كي-233136" "تيغر-إم" روسية الصنع، ودمرت منظومة "بانتسير" طائرة مسيرة، وضرب الصاروخ المضاد للدبابات هدفاً أرضياً.
هذه المنظومات يؤكد خبراء أمنيون دوليون أن لها قدرة كبيرة على محاربة "التكيتيكات الجديدة" للشبكات الإرهابية المحيطة بمعظم حدود البلاد، خصوصاً الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع مالي والنيجر، والتي تحولت إلى خطر داهم دفع الجيش الجزائري إلى الاستنفار على طول حدودها الشرقية والجنوبية.
كما يرى مراقبون أن تعزيز الجزائر لقدراتها الدفاعية الردعية فرضته التطورات الميدانية بالمنطقة، إذ باتت الجزائر تواجه خطر "تصدير 20 ألف من المرتزقة والميليشيات" من غرب ليبيا، وكذا محاولة تمدد الجماعات الإرهابية في الساحل ومالي تحديدا نحو الجنوب الجزائري بحسب وسائل إعلام محلية.
ورغم القوة العسكرية التي بات يمتلكها الجيش الجزائري في مجال الحرب على الإرهاب، إلا أن خبراء الأمن وحتى المسؤولين الجزائريين يؤكدون أن "الخطر الإرهابي لازال متربصاً".
ووضعت السلطات العسكرية والأمنية في الجزائر على رأس أولوياتها الخبرة التي باتت تمتلكها الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، وقدرتها أيضا على التحكم في أسلحة حربية غير تقليدية مخصصة للجيوش.
وبرزت تلك المخاطر في "الفاعلية القتالية لتلك العناصر الخطيرة البارزة في المواجهات العسكرية بالسنوات الأخيرة"، والتي قد تتحول إلى "نواة صلبة لمجموعة مسلحة مستقلة" وفق تقارير إعلامية جزائرية، والتي اعتبرتها "التهديد الأكبر للمنطقة".
"حسم" ضد الإرهاب
والأربعاء، أشرف قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة على ثاني مناورات عسكرية خلال الأسبوع الحالي بعنوان "حسم 2021"، والتي نُفذت بالناحية العسكرية الثالثة غربي البلاد في إطار "برنامج التحضير القتالي لسنة 2020 – 2021" بحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.
وكشف البيان الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، عن أن التمرين العسكري قامت بتنفيذه الوحدات العضوية للقطاع العملياتي الأوسط مدعومة بوحدات من القوات الجوية.
ويهدف التمرين – بحسب الوزارة الجزائرية – إلى "الرفع من القدرات القتالية والتعاون بين مختلف الأركانات، فضلا عن تدريب القيادات والأركانات على التحضير والتخطيط وقيادة العمليات في مواجهة التهديدات المحتملة".
وجرت الأعمال القتالية بالمناورات العسكرية بإقحام "الوحدات المقحمة بدءا من طائرة الاستطلاع للقيادة العليا مرورا بالطيران المقاتل والمروحيات وصولا إلى مختلف وحدات القوات البرية المشاركة في التمرين".
وأكد الفريق السعيد شنقريحة على أن "التطور الفعلي والتحسن الحقيقي للمستوى، يستلزمان إيلاء أهمية قصوى، لتحضير وإجراء التمارين الاختبارية المختلفة المستويات والخطط"، مشيرا في هذا السياق "إلى أن هذه التدريبات تعد ضرورية لعزيز الخبرة القتالية، وترسيخ المعارف والقدرات، وغرس سلوكيات العمل الجماعي المنسجم والمتكامل".
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA=
جزيرة ام اند امز