كبح الإرهاب وتأمين الحدود.. مناورات جزائرية بأسلحة متطورة
وجهت الجزائر رسائل ردع جديدة للجماعات الإرهابية التي تحاول يائسة ضرب استقرار البلاد أو اختراق حدودها.
وكثف الجيش الجزائري منذ بداية العام الحالي مناوراته العسكرية في مختلف مناطق البلاد الحدودية، كان آخرها مناورات "رعد" التي تعد ثالث أضخم مناورات عسكرية خلال الأشهر الـ5 الأولى من 2021.
- مناورات "تيريرين".. جيش الجزائر يتحدى إرهاب الساحل
- الخطر الرابض على الحدود.. مليشيات ليبيا تستنفر جيش الجزائر
واستعمل الجيش للمرة الأولى منظومات صواريخ ومدفعية جديدة ومتطورة أبرزها نظام الصواريخ والمدفعية للدفاع الجوي"بانتسير-إس1" وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات ذاتية الدفع "كورنيت-إيه إم" القائمة على هيكل المركبة المدرعة الروسية "في بي كي-233136" "تيغر-إم" روسية الصنع، ودمرت منظومة "بانتسير" طائرة مسيرة، وضرب الصاروخ المضاد للدبابات هدفاً أرضياً.
درع ضد الإرهاب
ويرى خبراء أمنيون أن اكتساب الجزائر لهذه المنظومات الصاروخية والمدفعية المتطورة يعد مرحلة جديدة في حربها على الإرهاب، بالنظر إلى قدرتها الكبيرة على محاربة "التكيتيكات الجديدة" للشبكات الإرهابية المحيطة بمعظم حدود البلاد، خصوصاً الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع مالي والنيجر، والتي تحولت إلى خطر داهم دفع الجيش الجزائري إلى الاستنفار على طول حدودها الشرقية والجنوبية.
ولهذه المنظومات العسكرية الجديدة –بحسب الخبراء– قدرة فائقة على مواجهة التكتيكات الجديدة للجماعات الإرهابية التي اكتسبتها من مناطق النزاع في عدد من الدول بينها سوريا وليبيا والساحل، وكذا الأسلحة النوعية التي باتت تمتلكها بشكل أصبح يهدد أمن الجزائر ودول المنطقة برمتها، مكنتها (الجماعات الإرهاب) من توسيع رقع إجرامها بأساليب إرهابية "غير كلاسيكية" كما كانت عليه في السابق وفق تأكيدات خبراء أمنيين لـ"العين الإخبارية" في أوقات سابقة.
ويأتي الكشف عن طبيعة الأسلحة الجديدة التي استخدمتها القوات المسلحة الجزائرية في مناوراته الأخيرة بعنوان "رعد 2021" التي امطلقت يوم الجمعة الماضي وتستمر لأسبوع بالتزامن مع حالة الاستنفار القصوى الأمنية والعسكرية التي تشهدها حدود الجزائر الشرقية والجنوبية خشية تسلل مليشيات ومرتزقة الغرب الليبي أو ما بات يعرف بـ"تصدير المرتزقة والميليشيات" من ليبيا إلى الجزائر ودول الساحل الذين استقدمتهم تركيا لدعم ميليشيات الحكومة الإخوانية المنتهية ولايتها التي كان يقودها فايز السراج.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف بين مقاتل أجنبي ومرتزقة لا يزالون متواجدين في ليبيا، وسط تحذيرات خبراء أمنيين من "عدم وجود أي بوادر لانسحابهم من ليبيا"، رغم توصيات مؤتمر برلين الذي دعا إلى الخروج الفوري وغير المشروط لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وتناول إعلام جزائري في الأيام الأخيرة مخاوف الجزائر من تسلل المليشيات الناشطة في الغرب الليبي إلى أراضي البلاد هرباً من حالة السلم التي فرضها الليبيون والدول الفاعلة والمجاورة.
ووفق المعطيات الأمنية التي اعتمدت عليها المصادر الإعلامية الجزائرية، فإن الوضع في ليبيا انتقل، منذ 2020 إلى مرحلة "أشد خطورة" نتيجة ما قالت إن "هناك مؤشرات قوية على احتمال تصدير المرتزقة والمليشيات الأجنبية" إلى دول الجوار الليبي.
وبحسب المصادر الإعلامية ذاتها، فإن مخاوف الجزائر "من القادم" تبقى "موضوعية" وتستند إلى "معطيات أمنية دامغة"، أبرزها خطورة المقاتلين الأجانب وعناصر المليشيات الأجنبية خصوصاً بعد "الخبرة العسكرية المكتسبة والتي تصل لنحو 10 سنوات".
وبرزت تلك المخاطر في "الفاعلية القتالية لتلك العناصر الخطيرة البارزة في المواجهات العسكرية بالسنوات الأخيرة" والتي قد تتحول إلى "نواة صلبة لمجموعة مسلحة مستقلة"، وهو ما اعتبرته المصادر الأمنية الجزائرية "التهديد الأكبر للمنطقة".
واستنفر الجيش الجزائري قواته على الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي لمنع تسلل المرتزقة والميليشيات إلى أراضيه ودول الساحل، في إطار مواجهة الأخطار الجديدة التي زرعها النظام التركي ألغاماً موقوتة في المنطقة.
تعزيز القدرة الدفاعية
وأشرف، الجمعة الماضي، قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة على 3 أضخم مناورات عسكرية تنفذها القوات المسلحة في 2021 في إطار البرنامج القتالي السنوي لوزارة الدفاع الجزائرية.
وينفذ الجيش الجزائري تمريناً تكتيكياً بالذخيرة الحية بعنوان "رعد- 2021"، قامت بتنفيذه وحدات من اللواء 38 مشاة ميكانيكية ومن الفرقة الثامنة المدرعة، ووحدات من القوات الجوية، بميدان الرمي والمناورات التابع للناحية العسكرية الثانية في وهران، بحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.
ووفق البيان، جرت خلال المناورات أعمال قتالية قامت بها الوحدات المقحمة، "بدءا من الطيران المقاتل ومروحيات الإسناد الناري، مرورا بمختلف محطات الأعمال القتالية المنفذة، في ظروف قريبة جدا من جو المعركة الحقيقية".
كما شهدت المناورات العسكرية البرية والجوية أيضا "إنزال مفارز من المظليين المغاوير وكذا إبرار مفارز أخرى بواسطة المروحيات في عمق ميدان الأعمال القتالية".
وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية بأن "كل هذه الأعمال القتالية اتسمت باحترافية عالية في جميع مراحلها وبمستوى تكتيكي وعملياتي جد ممتاز، يعكس بحق القدرات القتالية العالية للأطقم والقادة في كافة المستويات، كما يعكس الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية، وهو ما أسهم في تحقيق نتائج جد مُرضية".
كما أشارت إلى الأهداف المرجوة من التمارين العسكرية التي تجريها القوات المسلحة الجزائرية، والتي حصرتها في "الرفع من القدرات القتالية والتعاون بين مختلف الأركانات، وتدريب القيادات والأركانات على التحضير والتخطيط وقيادة العمليات في مواجهة التهديدات المحتملة".