جيش الجزائر يتوعد الإخوان.. ويصنفهم "إرهابيين" للمرة الأولى
صعّد الجيش الجزائري بشكل غير مسبوق لهجته ضد حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية والأطراف التي تقف وراءهما.
وللمرة الأولى، وصفت المؤسسة العسكرية الجزائرية الحركتين بـ"التنظيميْن الإرهابييْن" في تأكيد -حسب المتابعين- على تعامل الجزائر وتصنيفها "بشكل رسمي" مع حركة "رشاد" الإخوانية "والماك" الانفصالية على أنهما إرهابيتان.
- "رشاد حركة إرهابية".. غضب جزائري يكشف مخططات الإخوان
- محرز في مرمى الهجوم.. كيف فضحت أحداث القدس إخوان الجزائر؟
وتضمن العدد الأخير من مجلة "الجيش" الصادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية "وضع النقاط على الحروف" بشكل غير مسبوق، من خلال اللهجة التصعيدية التي تضمنتها الافتتاحية وعبارات الوعيد ضد الحركتين المتطرفتين، في مؤشر على المخططات الخطرة التي تقودها بدعم خارجي كما ورد في الإصدار.
وحذر الجيش عبر مجلته الشهرية بأن الجزائر التي "رسمت حدودها وحرّرت أراضيها بدماء الشهداء لن تغفر لمدبري النزاعات والمتلاعبين بمشاعر المواطنين والمختبئين وراء الأفكار المتطرفة وبائعي الذمم بأثمان رخيصة".
المجلة وصفت عناصر حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية و"الماك" الانفصالية المتطرفة بـ"بقايا الطابور الخامس" و"الخونة"، وتوعدتهما بأن يكون "الشعب والجيش سداً منيعاً في وجه كل المؤامرات التي تستهدف المساس بوحدة الجزائر وأمنها واستقرارها".
وخاطبت المؤسسة العسكرية الجزائرية الحركتين وفضحت محاولة "رشاد" الإخوانية دغدغة مشاعر الجزائريين باستعمال الدين، وكذا متاجرة "الماك" الانفصالية بـ"التنوع الثقافي".
وشددت على أن "هؤلاء الخونة الذين يسبحون في وجه التيار المعاكس، فإن التنوع الثقافي والتعدد اللغوي وسماحة الدين الحنيف الذي تزخر بها بلادنا هي مصدر قوة وعامل نهضة وتجسيد للشخصية الجزائرية، على الرغم من أن شذاذ الآفاق يستعملونه سجلاً تجارياً لأغراض شخصية ذاتية ضيقة".
مجلة "الجيش" ذهبت أبعد من ذلك عندما استطردت في افتتاحيتها بالقول: "لا يجب التعجب إذا أفرزت الأحداث من حين لآخر خرجات بعض الأنواع البشرية، أقل ما يقال عنها مطبوعة بالهلوسة والهرطقة والدجل".
وأشارت إلى وجود "تنظيم يطالب بانفصال منطقة عزيزة على الجميع، على أمها الجزائر لأسباب مفضوحة وبإيعازات مكشوفة يعرفها القاصي والداني" في إشارة إلى حركة "الماك" الانفصالية.
ونوهت بأن تلك الحركة "لا تمثل القبائل التي أنجبت أبطالا أشاوس حملوا لواء الوطن واستشهدوا من أجله، على غرار الشيخ الحداد، المقراني، فاطمة نسومر، عميروش وعبان والآلاف من شهداء المنطقة الذين دفعوا حياتهم فداء للجزائر الغالية الموحدة".
تجار الدين
مجلة وزارة الدفاع الجزائرية أسقطت جميع أقنعة التجارة الدينية والسياسية عن حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية وعناصرها الهاربين دون أن تسمها، وكذا تحالفها مع "الماك" رغم التناقض في أفكارهما بهدف "ضرب استقرار الجزائر"، وكشف عن مخططات للقيام بأعمال إرهابية.
وأكدت وجود "تنظيم يحسب على التنظيمات الإسلاموية الراديكالية لكنه يتحالف مع حركات علمانية لائكية، حيث لا يوجد بينهما ولو عامل مشترك، والأمر يتعلق بحركة متطرفة عنصرية، أفكارها بالية ومهترئة، لا تزال تطرح موضوع السكان الأصليين ومن هم أقدم على هذه الأرض.
وكشفت المجلة التي تصدر بشكل شهري على أن الحركتين الإرهابيتين "تتحالفان مع أعداء الجزائر لضرب أمنها واستقرارها عن طريق تجنيد المرتزقة وتدريب الخونة وإعدادهم لعمليات إرهابية داخل التراب الوطني لتقتيل أبناء الجزائر وتدمير الوطن المفدى".
كما وصفت عناصر الحركتين بـ"جاهلي التاريخ ومتنكري تضحيات كل الشهداء والمجاهدين"، وشددت على أن "العدو مهما قدمت له من تنازلات وأظهرت من خيانات وأفصحت عن السفالة فستبقى بالنسبة له خائناً وضيعاً يبيع وطنه من أجل الكرسي وحفنة من الدولارات".
مشاريع توسعية
مجلة "الجيش" الجزائرية أعادت التذكير بالضربات الاستخبارتية والأمنية الموجعة التي وجهت لحركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية و"الماك" الانفصالية بإحباط تنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية وسط المظاهرات الشعبية بعدة مناطق في البلاد.
وكشفت أن "التحريات أظهرت نية أفراد هذه التنظيمات في إلحاق الضرر بالشعب الجزائري بكل الطرق الجهنمية والشيطانية".
كما وجهت رسائل مشفرة للأطراف الخارجية الداعمة والممولة لهذين التنظيمين الإرهابيين، واتهمت تلك الأطراف للمرة الأولى بـ"الانتقام من الجزائر بعد أن أفشلت مخططاتهم التوسعية والاقتصادية".
وشددت على أنهما "لو لم يجدا سندا وتحريضاً من بعض الأطراف الخارجية لما تجرّآ على القيام بفعلتيهما"، مؤكدة أن هذه الأطراف الخارجية "هي التي تقدم الدعم اللوجستيكي من تسليح بمالها وتدريب على أراضيها وتسهيل تنقلاتهم بهدف الانتقام من الجزائر التي أفشلت مخططاتهم التوسعية وأطماعهم الاقتصادية".
وتصاعدت المطالب الشعبية بشكل واسع جدا في الجزائر لتصنيف "حركة رشاد" الإخوانية "والماك" الانفصالية "تنظيمين إرهابيين"، لتتوسع المطالب إلى جلب عناصرها الهاربة ومحاسبتها على ما وصفه حقوقيون ونشطاء بـ"الخيانة العظمى".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية" عن اعتزام السلطات الجزائرية تصنيف حركة "رشاد" الإخوانية تنظيماً إرهابياً، وجهزت ملفاً كاملا عن جرائم عناصرها الهاربين.
وتأسست حركة "رشاد" الإخوانية عام 2005 من قبل 5 عناصر إرهابية متورطة في عمليات إجرامية في الجزائر أو التعامل مع منظمات إرهابية دولية، وهي منبثقة عن "الجبهة الإرهابية" للإنقاذ التي أدخلت البلاد في أتون حرب دموية راح ضحيتها نحو ربع مليون جزئري، وتعتبر نفسها "وريثها الشرعي"، ومقرها جنيف.
أما "الماك" فهي حركة متطرفة تطالب باستقلال منطقة القبائل الأمازيغية عن الجزائر، وتقع هذه المناطق شرق البلاد وتضم ولايات تيزيوزو وبجاية والبويرة.
وتأسست عام 2002 من قبل المغني الأمازيغي والناشط السياسي فرحات مهني ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، وتسميتها الأصلية "الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل".
وكشفت الأحداث الأخيرة عن "تحالف" بين هذه الحركة الانفصالية وحركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية وفق ما كشفته الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الرسمية، والتي أشارت إلى مخطط مشترك بين الحركتين لضرب استقرار الجزائر بدعم من أطراف أجنبية.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg
جزيرة ام اند امز