رياض محرز في مرمى الهجوم.. كيف فضحت أحداث القدس إخوان الجزائر؟
لقي نجم كرة القدم الجزائري رياض محرز نفسه فريسة لهجوم شرس من جماعة الإخوان في بلاده، إثر تعاطفه مع الفلسطييين.
ساعات قليلة من منشورات على مواقع التواصل لرياض محرز نجم المنتخب الجزائري لكرة القدم وفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، أبدى فيها دعمه ومساندته لدفاع الفلسطينيين عن حقهم وأرضهم في القدس المحتلة، كانت كافية ليجن جنون إخوان الجزائر.
فوجد نجم محاربي الصحراء رياض محرز نفسه في مرمى سهام الإخوان، لتفاعله مع الأحداث الأخيرة في حي "الشيخ جراح" والمسجد الأقصى، فصب قادة حركة رشاد المتطرفة عليه وابلا من النقد والتشكيك في الوطنية.
منشور عبر صفحته الخاصة على "فيسبوك" باللغة الإنجليزية مرفوقاً بعلم فلسطين ويدان مرفوعتان للدعاء من أجل أن "يحفظ الله حي الشيخ جراح" في القدس، مع صورة تعبيرية عن الحي، وتغريدة أخرى عبر موقع "تويتر" أرفقها بعلم فلسطين وعلامة النصر، وهاشتاق "#فسلطين_حفظ_الشيخ_جراح"، أدخلت محرز في منطقة يحتكرها الإخوان، في تجارتهم بقضية فلسطين.
تشكيك في الوطنية
وشن عناصر من الحركة الإخوانية الإرهابية هجوماً لاذعاً على النجم الجزائري، وزعموا أنه "لم يساند المسجونين في الجزائر" واستعملوا في ذلك "العبارات الإخوانية للاصطياد في المياه العكرة" مثل "الأحرار، سجون الجنرالات، التعذيب، المستضعفين"، في محاولة لاستمالة الجزائريين وقلب مواقفهم نحو التهجم على نجم رياضي "بعيد كل البعد عن السياسة في بلاده أو خارجها".وكان على رأس هؤلاء محمد العربي زيتوت أحد مؤسسي حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية أو كما يسميه الجزائريون بـ"رأس الفتنة الإخوانية".
وفي الوقت الذي لقيت فيه مواقف النجم العالمي والعربي رياض محرز تفاعلاً فلسطينياً وعربياً ودولياً واسعاً، خرجت أبواق إخوان الجزائر "الهاربة" بـ"انتقادات" لدعمه الفلسطينيين، وهم عناصر حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية.
وأثارت المواقف الشاذة لجماعة "رشاد" الإرهابية غضباً شعبياً واسعاً في الجزائر على ما اعتبروه "جهل وحقد الخونة الإخوان الهاربين" والذي تجاوز بحسبهم "كل التوقعات" وأسقط عنهم أحد الأقنعة التي حاولوا التمسك بها لسنوات طويلة وهي "المتاجرة بالدين والقضية الفلسطينية" كما كانوا يتاجرون بهموم وقضايا الجزائريين.
السحر ينقلب على الساحر
مواقف الجزائريين سرعان ما انقلبت على العناصر الإرهابية للحركة الإخوانية، فقد شن رواد مواقع التواصل "هجوماً معاكساً" على تلك العناصر الإخوانية واتهموها بـ"الدخول في منطقة الـ18 المحرمة على السياسة والدين والمتاجرة بهما"، مؤكدين أن "الإخوان هم أول عدو للقضية الفلسطينية من خلال متاجرتهم بها ظاهرا وطعنها في الخلف".واستغرب المغردون والنشطاء من جهل تلك العناصر الإخوانية المتطرفة لابتعاد النجم رياض محرز عن إبداء الآراء والمواقف في الشأن السياسي لبلاده، ولم يسبق له أن علّق على أي حدث سياسي سواء بـ"التأييد أو المعارضة" حتى فترة الحراك الشعبي الذي خرج مطالباً برحيل نظام بوتفليقة في 2019، رغم اهتمامه بالأعياد الوطنية من خلال منشوراته التي يترحم فيها على أرواح شهداء ثورة الجزائر التحريرية في عيد الاستقلال (5 يوليو/تموز) أو عيد الثورة (1 نوفمبر/تشرين الثاني).
وأكدت عدة تعليقات رصدتها "العين الإخبارية" على موقعي "فيسبوك" و"تويتر" بأن مواقف محرز "إنسانية أكثر منها سياسية"، واستغربت أخرى كيف لمن تاجروا بالدين والقضية الفلسطينية لعدة سنوات أن "ينتقدوا من يدعمها من الرياضيين".
وأجمعت معظم تعليقات الجزائريين على أن "المتعارف عليه" هو أن الخلافات حول المسائل المحلية "تسقط" عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، مؤكدين أن الردود الشاذة لحركة "رشاد" الإخوانية "أسقطت ما تبقى لها من أقنعة" أمام الجزائريين الذين يعتبرون القضية الفلسطينية "قضية مقدسة".
وأشارت تعليقات أخرى إلى جهل من يسمون أنفسهم بـ"الأحرار" من الإخوان وهم "عبيد لمخابرات أجنبية وللأفكار المتطرفة الشاذة عن الإسلام"، وبأنه "شتان بين رجل شرّف الجزائر والعرب وبين خونة الأوطان" في إشارة لحركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية.
كما أفحمت تعليقات أخرى الإخواني زيتوت وأمثاله من حركة "رشاد" الإرهابية عندما وجّهوا لهم السؤال المحرج: "ماذا قدّمتم للجزائر وفلسطين؟" مؤكدين أن ذلك النجم الرياضي "شرّف بلاده الجزائر والعرب بالأفعال وليس بالأقوال" كما تفعل جماعة الإخوان المتاجرة بكل شيء.
وأكدت تعليقات كثيرة على أن مواقف المؤثرين من رياض محرز وبقية نجوم كرة القدم العرب والعالميين "تساهم في إيصال صوت الفلسطينيين ولو بمنشور واحد حتى يسمع العالم ما يحدث في فلسطين" كما علق الناشط "إسماعيل علاب".
وأبدى الجزائريون غضباً كبيرا من محاولة زج جماعة الإخوان الإرهابية باسم رياض محرز في فتنتهم ومخططاتهم الإجرامية، بينما كانت لآخرين تعليقات ساخرة من انتقادات عناصر حركة "رشاد" الإخوانية مؤكدين أن محرز "لم يسمع بهذه الجرثومة الإخوانية في حياته".