"ثورة مسلحة".. مخططات إرهابية يتماهى معها إخوان الجزائر
أثار "الصمت المطبق" لجماعة إخوان الجزائر بالداخل على المخططات المشبوهة للإخوان الهاربين شكوك كثير من الجزائريين.
شكوك يقول المتابعون إنها نُسجت من عدم إبداء التيارات الإخوانية أي مواقف "ولو تلميحاً" من المخطط الإرهابي لحركة "رشاد" الإخوانية ضد الجزائر، والذي تقوده عناصر هاربة بأوروبا لـ"إعلان ثورة مسلحة" متابعة بتهم إرهاب وفق مخطط إجرامي رصدته وأكدته السلطات الجزائرية.
- فضيحة إخوانية بالجزائر.. "اغتصاب وهمي" لتهييج الرأي العام
- سخرية من مبررات إخوان الجزائر الانتخابية.. ما لكم وبلماضي؟
وفي الوقت الذي أُطلقت فيه التحذيرات والتنديدات للمشروع الإرهابي لجماعة الإخوان من قبل معظم الأحزاب بالموالاة والمعارضة، إلا أن التيارات الإخوانية الداخلية اختارت الصمت "المشكوك فيه"، ومسك عصا النفاق السياسي من منتصفه بين التملق للحراك وتسول أصوات الناخبين للانتخابات النيابية المبكرة التي ستجرى في 12 يونيو/حزيران المقبل وفق تعليقات الجزائريين عبر منصات التواصل، وسعت لنقل الحقائق والنقاش باتجاهات أخرى لزرع الفتنة مثل ترويجها لـ"صراع علماني إسلامي".
ومنذ نهاية فبراير/شباط الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية الجزائرية عن إحباطها عدة مخططات إجرامية لحركة "رشاد" الإرهابية وفلول "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" المحظورة، وتمكنت من تفكيك عدة شبكات وخلايا نائمة لها سعت لاستغلال الحراك الشعبي، وضبطت معها أسلحة مختلفة وأدلة عن "مخططات هدامة" تستهدف أمن البلاد.
كل ذلك، لم يشفع لجماعة إخوان الداخل – بسحب ردود أفعال جزائريين – للتعبير عن موقف "منطقي مستنكر للإرهاب" متجانس مع المواقف الأخرى التي التقت بـ"شكل نادر" بين السلطة والمعارضة.
وهو الصمت الذي دفع جزائريين لطرح تساؤلات عن سره وخباياه، بينها: ما نوع العلاقة المشبوهة بين إخوان الداخل والخارج؟، وإن كان ذلك الصمت المتواطئ "علامة قبول" فأي دور أوكل لكل طرف منهما؟ أم هو السكوت الذي يُخفي مخاوف من حقائق أكبر والطامس لأسرار أعظم؟
مخططات داخلية وخارجية
متابعون لما يسمى بـ"الحركات الإسلامية" في الجزائر، يرون بأن "غض جماعة إخوان الداخل البصر والبصيرة" عن المخططات الإجرامية لعناصر الخارج له أسباب "خارجية" وأخرى "تاريخية"، مرتبطة بمسار وحقيقة بعض الفصائل الإخوانية الداخلية.
أول الأسباب "خارجية"، التي يذكرها المراقبون هو تواطؤ أجهزة مخابرات معادية عبر علاقت مشبوهة مع تيارات إخوانية داخلية وخارجية جزائرية "تمويلا وتخطيطاً"، بشكل جعلها "رهينة لها"، وهو ما يفسر إلى حد كبير صمت بعض المحسوبين على إخوان الداخل على المخططات الإرهابية لـ"نظرائهم" بالخارج.
ومن بين تلك الأمثلة ما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية، التي أصدرت بيانات ومواقف عن كل التطورات السياسية الداخلية، حتى إنها حشرت أنفها في قضايا خارجية لا تخص الشأن الجزائري، وكان لها "وقاحة" التدخل في شؤون دول عربية، وفق تعليقات جزائريين.
فيما بقيت الحركة الإخوانية بعيدة عن إبداء المواقف من الحقائق المتساقطة مؤخرا لطبيعة المخطط الإرهابي الخطر والمثير الذي تقوده "رشاد" الإرهابية وأذنابها بالداخل.
ويلخص العارفون بخبايا إخوان الجزائر ذلك في أن "حركة مجتمع السلم" و"رشاد" يجلسان تحت سقف "التنظيم العالمي الإرهابي للإخوان" تحت قيادة "الهرم التركي" الذي "لا يمكن الخروج عن طاعته"، ويشتركان في الدور الضاغط على السلطة الجزائرية "سياسياً وإرهابياً بأوامر خارجية".
وتمثل الحركة الأولى (حمس) في المخطط التركي الإخواني ما يسمى بـ"جناح الإخوان السياسي"، أما الثانية (رشاد) فتُصنف في خانة "حركات سد الفراغ بالمراحل الحساسة" من خلال أنشطة إجرامية وإرهابية، وهو ما يفسر سكوت الأولى عن الثانية.
إنعاش الإرهاب
أما ثاني الأسباب – بحسب المتابعين – فهي "تاريخية" مرتبطة بشخصية وفكر الإخواني عبد الله جاب الله رئيس ما يعرف بـ"جبهة العدالة والتنمية" الذي لم يخف يوماً مواقفه "المؤيدة والمساندة" لما يعرف بـ"جبهة الإنقاذ" الإخوانية المحظورة التي تبنت العمل الإرهابي سنوات التسعينيات وتسببت في مقتل نحو ربع مليون جزائري.
ويعيد المتابعون مشاهد السيناريو الحالي بعد تكشف مخططات جماعة الإخوان الإرهابية، إلى الدور الذي لعبه الإخواني جاب الله في إعادة "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" إلى الواجهة السياسية غداة ترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في مارس/أذار 2019.
حينها، فرض الإخواني عبد الله جاب الله مشاركة عناصر من "الجبهة الإرهابية" في اجتماعات للمعارضة لبحث الأزمة السياسية بـ"بيته" و"مقر تياره" رغم منع القانون الجزائري لأي نشاط سياسي لهم، كان من بينهم الإخواني علي جدي.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg جزيرة ام اند امز