سخرية من مبررات إخوان الجزائر الانتخابية.. ما لكم وبلماضي؟
وضعت جماعة الإخوان في الجزائر نفسها موضع سخرية بجملة مبررات سوّقتها لمشاركتها بالانتخابات البرلمانية المبكرة في 12 يونيو المقبل.
مبررات صدمت الجزائريين وأبانت بحسب ردود أفعالهم عبر منصات التواصل عن حالة الإفلاس السياسي التي وصلت إليها تيارات الإخوان وهي تتلون بين زعم المعارضة ومغازلة السلطة في آن واحد.
- الجزائر تحاصر الإخوان.. توقيف وتوقعات بالتصنيف "إرهابية"
- إخوان الجزائر وفلسطين.. تجارة يفضحها تودد أردوغان لإسرائيل
وأجمعت معظم ردود الأفعال على أن "الانتهازية" ديدن هذه "الفصيلة السياسية الغريبة" كما سموها وهي تسيل لعاباً وتتسول الناخبين بمبررات غريبة، وراحت جماعة الإخوان بعد أن عرّاها الحراك الشعبي ولفظها لتُخرج من أدراجها أقنعة المتاجرة بالدين وحتى بالرياضة، والتي وصفها ناشطون بـ"النكت السياسية" الجديدة.
المتاجرة بالرياضة
الإخواني عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية زج باسم جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم في طرح "بضاعته الكاسدة" كما علق جزائريون عبر منصات التواصل.
رأس جماعة الإخوان بالجزائر زعم في تصريح صحفي أن تياره الإخواني "يسير على خطى ونهج جمال بلماضي من أجل التغيير ونُقلده" وبأنه "اختار المشاركة في بيئة صعبة، ونحن أيضا اخترنا المشاركة في الانتخابات ببيئة صعبة".
تصريح سرعان أدى إلى تهاطل آلاف التعليقات وردود الأفعال الساخرة والغاضبة مما أجمعوا على وصفه بـ"تعدي الإخوان لكل حدود النفاق والمتاجرة حتى بالرياضة والوقاحة السياسية".
وأكدت تعليقات الجزائريين عبر منصات التواصل أن الإخواني مقري "حوّل مدرب المنتخب الوطني إلى سجل تجاري سياسي جديد وورقة انتخابية".
الناشط "معمري مراد" علق عبر موقع "فيسبوك" مستهزئاً وناقماً على تصريحات مقري واعتبر أن الإخواني "يقارن بين أبي جهل وعمر بن الخطاب" في إشارة إلى أن جماعة الإخوان "منبع الجهل السياسي" في البلاد.
وعلق "مراد" قائلا: "ما بك تقارن أبا جهل بعمر بن الخطاب، ما بك؟ بلماضي اختار أن يخدم شعبه وشعبه فقط، والدليل أن بلماضي لم يرد التكلم على زطشي إلا بعد أن قرر هذا الأخير الانسحاب".
وتابع مهاجماً الإخواني مقري: "هل رأيت قيمة مواقف الرجال، أنتم كنتم مع بوتفليقة ثم مع الحراك ثم مع تبون ضد الحراك، هناك فرق كبير جدا، أنتم تصطادون في المياه العكرة وبلماضي شخص نظيف وعصامي".
وختم تعليقه: "دعك من بوتفليقة وتبون ولا تحشر نفسك في الوطنية والجزائرية، هذه تُغرس ولا تُكتسب".
ردود أفعال الجزائريين اتفقت على أن الإخواني مقري تجاوز كل الحدود السياسية وهو يتاجر بـ"أكثر شخصية يجتمع الجزائريون على حبها واحترامها وهو جمال بلماضي"، وتراوح وصفهم لجماعة الإخوان بـ"الطفيليات والمرتزقة والمنفاقين والكذابين" و" وبأن "بلماضي أشرف وأطهر من أن تتم مقارنته بمن باعوا الشعب" وفق تعليقاتهم.
ومن بين تلك التعليقات ما كتبه "لطفي قوايدية" عندما وصف جماعة الإخوان بـ"المرتزقة" ولخص نفاق الجماعة، وقال "مرتزقة يستغلون أي شيء له قبول لدى الشعب، استعملتم الدين والوطنية وحتى الشخصيات النظيفة، تريدون استعمال اسمها وسمعتها الطيبة لدى العامة، ننتظر من الناخب الوطني أن يرد على هذا...".
المتاجرة بالدين
أما الإخواني عبد الله جاب الله رئيس ما يعرف بـ"جبهة العدالة والتنمية" فلم يشذ عن المبررات الصادمة لقرار مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة بخطاب "المتاجرة بالدين"، زاعماً أن "تقدم حزبه للتشريعيات هو قبل كل شيء إبراء للذمة أمام الله عز وجل".
وكان للإخواني جاب الله نصيب كبير من الانتقادات والسخرية الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل عدد منهم عن "مكان اختباء الذمة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة" التي جرت نهاية 2019، واعتبروها "غير شرعية في نتائجها" لكن "يلهثون للمشاركة في انتخابات تقودها سلطة غير شرعية وفق زعمهم" كما علق جزائريون.
ولعل تعليق الناشط "نصرو نصرو" كان الأكثر جرأة وصراحة في الرد على مزاعم الإخواني جاب الله، عندما قال رد مستغرباً: "لما لم تبرؤوا ذممكم أيام المخلوع (بوتفليقة)، أين كانت ضمائركم عندما كانت أموال الشعب تُنهب؟ أين كان خوفكم من الله عندما أبدعوا في إذلال الشعب براتب شهري قدره 5 آلاف دينار، نشكوكم لرب السماء، عند الله تتقابل الخصوم".
أما "محمد طيب إبراهيم" فقد اتهم الإخواني جاب الله بـ"المتاجرة بالدين"، وعلق قائلا: "لا تتجار بالدين، عن أي ذمة تتكلم، أمام الشعب وأمام مصالحك ومصالح أقربائك والحزب العائلي، وكيف تفعل مع استيراد الزجاج، كفوا عن قال الله وقال الرسول، لستم أهلا لها".
ويتضح من ردود أفعال الجزائريين هذه المرة، أن جماعة الإخوان ستكون – وفق المراقبين – على موعد مع "مقصلة شعبية انتخابية مقبلة"، أبانت عن مدى وعيهم (الجزائريين) بالحدود اللامتناهية لنفاق التيارات الإخوانية ومتاجرتها بكل شيء وأي شيء من أجل مصالحها وحساباتها الضيقة، أكدتها حالة الإفلاس التي وصلوا إليها ونفاذ أوراق اللعبة التي أدمنوا عليها طوال 3 عقود كاملة، وبأن "بضاعتهم الكاسدة لن تبق في المشهد السياسي، بل سينقلها الجزائريون إلى مزبلة التاريخ" وفق المتابعين للشأن السياسي الجزائري.