إخوان الجزائر وفلسطين.. تجارة يفضحها تودد أردوغان لإسرائيل
فضح جزائريون الإخواني عبدالرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، مطالبين إياه بالرد على تودد أردوغان لإسرائيل.
تجارة إخوانية لم تعد تنطلي على الجزائريين الذين باتوا يستوعبون نفاق تيارات التنظيم الدولي أكثر من أي وقت سابق، خاصة في القضايا الحساسة والمصيرية أو التي لا يختلف عليها اثنان في هذا البلد العربي.
وإن كانت فلسطين "أم القضايا ومبدأ لا يتجزأ" عند الشعب الجزائري، فإن ردود أفعالهم الأخيرة تجاه محاولة الإخوان ركوب موجة التعاطف مع القضية، أكدت بحسب المراقبين معرفتهم بخبايا وخفايا نوايا تيارات النفاق السياسي.
ولم يكد مقري ينهي "منشورات التباكي على فلسطين" حتى انهالت عليه تعليقات الجزائريين التي فضحت نفاق جماعته ومتاجرتهم بقضية يعتبرها أبناء بلد المليون شهيد "امتدادا لثورتهم التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي".
رأس الإخونجية عبدالرزاق مقري زعم في "منشوراته التي لم تحرر فلسطين" كما ذكرت تعليقات الجزائريين "دفاعه عن قضيتها ضد التطبيع"، مستعملا كل عبارات النفاق والمتاجرة بها ضد قرار المغرب الأخير إقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
لكن الرأس ذاته لم يسمع له حس عندما تودد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإسرائيل، مغازلاً إياها ومطالباً بعلاقات أفضل، وهي العلاقات التي تضاعفت منذ تولي حزب "العدالة والتنمية" الإخواني الحكم في أنقرة منذ 2002.
تناقض ونفاق لم يمر على الجزائريين، حيث كانت تعليقاتهم صادمة لجماعة مقري وطالبتهم بـ"وقف الاستثمار في القضية الفلسطينية التي تريدون من ورائها مآرب أخرى، وفي وقت الجد تبيعونها بمقعد في البرلمان".
ورد "محمد" أحد رواد منصات التواصل على منشور للإخواني مقري قال فيه: "أنتم من تسببتم في ارتباك أهل القضية بسبب موالاتكم لإيران وأردوغان".
كما أوقعت معظم التعليقات رئيس ما يعرف بـ"حمس" في حرج كبير عندما طالبته بالرد على "عبارات العشق الممنوع" التي أطلقها أردوغان لإسرائيل، واعتبروا أن موقف الإخواني مقري من تطبيع المغرب لا يعد أن يكون "حفراً في الماء"، وبأنه "أسد على رئيس الوزراء المغربي ونعامة مع أردوغان".
وطالب كثير من الجزائريين من الإخونجي "الرد على تصريحات ولي نعمته أردوغان" على حد وصفهم، وسط تجاهل تام من "مقري" على التعليقات الساخرة أو الغاضبة من موقف "بعيد عن الموقف الرسمي الجزائري".
واعتبر مراقبون رقصات التنظيم الدولي على القضية الفلسطينية تأكيدا جديدا لـ"ولاء إخوان الجزائر المطلق للنظام التركي"، وهو ما يؤكده "عجزها وتعاميها عن الرد على العلاقات القوية أصلا بين أنقرة وتل أبيب".
ولم يجد الإخواني مقري حرجاً وهو ينشر مقالاً عن "الإسلاميين والخبز المسموم" زعم فيه بأن "الأحزاب الإسلامية التي تحالفت مع الأنظمة أكلت من خبز التطبيع".
مقال أثبت وفق المتابعين أن إخوان الجزائر "يعيشون حالة من الانفصام العضال"، حاول من خلاله "مقري" قلب الحقائق أو إخفاءها، حيث رد عليه جزائريون من خلال تعليقاتهم على علاقتهم بالنظام التركي وبأن الأحزاب الأخرى اختارت مصالح بلادها عكس جماعته التي كانت وظلت "خنجر أردوغان المسموم في خاصرة البلد الذي نطق بأنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
مواقف كشفت للجزائريين – بحسب المتابعين - زيف شعارات جماعة الإخوان في قضاياهم المحلية أو ما تعلق بالقضايا العربية والدولية.
لكن ما لم تكشفه الحقائق هو أن "ما خفي أعظم من المزايا والمنافع التي جناها إخوان الجزائر على غرار بقية ذئاب التنظيم من متاجرتهم بقضية الشعب الفلسطيني لعقود من الزمن، حرروا بها مصادر تمويلهم وتحركاتهم، واكتفوا بالخطب الشعبوية والشعارات الجوفاء التي أسمنتهم وأغنتهم من جوع".