"إخوان الجزائر".. خنجر تركيا في خاصرة بلد "المليون شهيد"
جزائريون يطالبون سلطات بلادهم لاتخاذ إجراءات رادعة ضد الإخوان ودعوات لتصنيفهم "جماعة إرهابية"
لم تعد التجارة بالدين والقضية الفلسطينية الورقة الاستثمارية والانتهازية المربحة لإخوان الجزائر، فأضافوا للقائمة المتاجرة بالماضي الاستعماري لفرنسا.
تلك القائمة أضاف إليها التنظيم الولاء المطلق لسياسات أردوغان التخريبية في المنطقة، حيث أزاحت الأزمة الليبية واحدة من أخطر أقنعة الإخوان وهو "الولاء لتركيا على حساب الجزائر".
فالإخواني الجزائري عبد الرزاق مقري، رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية في الجزائر، أعلنها صراحة أنه يدعم التدخل التركي في ليبيا وما يفعله أردوغان من استعمار وجرائم في هذا البلد العربي.
وفي مقابلة صحفية مع موقع إلكتروني جزائري، داعم للإخوان، استعمل "مقري" ورقة فرنسا وماضيها الاستعماري ليدغدغ مشاعر الجزائريين ويبرر خنوعه ويؤكد بأنه أداة تركية ضد الجزائر والمنطقة، ما دفع رواد مواقع التواصل لدعوة سلطات بلادهم إلى إدرج الإخوان جماعة إرهابية تهدد أمن البلاد.
وتحجج أيضا بما أسماه بـ"تردد الموقف الجزائري الطويل في الملف الليبي"، ليقول بصراحة: "أقول لك بكل صراحة، حين تكون فرنسا ضد تركيا في ليبيا أنا أكون مع تركيا ضد فرنسا".
ولم يكتف رئيس الحركة الإخوانية الإساءة إلى بلاده ودعم الإرهاب بل أساء إلى مصر التي تحاول نزع فتيل الأزمة الليبية الذي أشعله التدخل التركي.
وأضاف الإخوانجي المارق: "حين تعرض علي المفاضلة بين أردوغان والسيسي سأكون مع أردوغان بكل عزم"
إساءات رأس التنظيم الإخواني في الجزائر التي أطلقها بالجملة، تعدت كل الحدود الأخلاقية والسياسية بحسب المتابعين، ووصلت إلى حد إهانة الرئاسة الجزائرية وجيشيها حين وصف موقف وتقدير الجزائر للأزمة الليبية بـ"أصحاب القرار لا يدرون مصلحة البلاد".
في أعقاب تلك التصريحات وصفه الجزائريون مقري بأنه "جسم إخواني تركي خبيث مزروع في الجزائر يتمدد بحرارة أطماع أردوغان وينكمش ببرودة الجزائريين تجاه أقنعة النفاق المتعددة".
عار على بلاد الشهداء
وأثارت تصريحات رئيس الحركة الإخوانية ردود فعل شعبية غاضبة، وأجمع مغرودن على أن " تيار الإخوان" ما هو إلا "وصمة عار في حاضر ومستقبل بلد المليون نصف المليون شهيد - أي الجزائر".
كما أجمع المغردون على ضرورة تحرك السلطات الجزائرية "للجم" من وصفتهم بـ"كلاب أردوغان المسعورة" واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة لوقف حملات الإساءة الإخوانية المركزة ضد الجزائر وجيشها ولعلاقاتها مع الدول العربية.
وشددت تعليقات الجزائريين على أن مواقف رأس تنظيم الإخوان يؤكد أن الحقد المزمن للتيارات الإخوانية على الجزائر، وتستهدف بها تحديداً الجيش.
وأكد آخرون أن تصريحات الإخواني الجزائري عبد الرزاق مقري، ترقى للخيانة والعمالة المصرح بها، فيما قال آخرون إن الجزائر لو كانت بلا رئيس وطالت مدة الفترة الانتقالية، كانت ستقع لقمة سائغة لجماعة الإخوان ومن ورائهم النظام التركي.
إخوان الشياطين
كثير من تعليقات الجزائريين الغاضبة وصفت جماعة الإخوان بـ"إخوان الشياطين"، ورد أحد النشطاء بمنشور وصف فيه الإخواني المقري بـ"القردوخان مقري وبيدق أردوغان".
وتساءل عن سر "إصابته بالخرس وحركته المغرمة بأردوغان، وعدم إصدارها بياناً عن الفضيحة العالمية المدوية لنقل السلاح من تركيا إلى ليبيا"
واستغرب رواد مواقع التواصل متاجرة الإخواني مقري بورقة الماضي الاستعمار الفرنسي في الجزائر ليبرر خنوعه لأجندة أردوغان، حيث وصف بعضهم جماعة الإخوان بـ"الحركى الجدد" وهم خونة الثورة الجزائرية الذين وقفوا مع الاستعمار الفرنسي.
ونوه المغردون بأنه "لا فرق بين دعم فرنسا الاستعمارية بالأمس، ومن يدعم نظاماً تركياً مستعمراً وداعماً للإرهاب في وقت واحد"، مشددين على أن "الخطر الأكبر على الجزائر في الوقت الحالي هي تركيا أكثر من أي طرف آخر".
ورأى متابعون أن وعي الجزائريين فضح عمالة الإخوان لأن مواقفهم جاءت مرة أخرى متناقضة مع المواقف الشعبية.
تعليمات قطر
وأشار مراقبون إلى أن تصريحات الإخواني مقري لم تأت من فراغ، بل بـ"أوامر وتعليمات وجهها حزب العدالة والتنمية التركي لجميع التيارات الإخوانية في المغرب العربي خصوصاً الجزائر" كـ"انتقام منها ومحاولة للضغط عليها".
وأكدت بحسبهم أن لجوء النظام التركي إلى ورقة الإخوان "مؤشر دامغ على غضب تركي من مواقف الجزائر ونظرتها لحل الأزمة الليبية، وتحركها باتجاه عكسي لتحرك أردوغان".
ونوه المراقبون إلى محاولة جماعة الإخوان ومن ورائهم تركيا "تكرير تجربة النظام القطري المنسلخ عن عمقه الخليجي وتآمره على أعضائه"، بأن تكون الجزائر "قطر جديدة في شمال أفريقيا" تنفذ الأجندة التآمرية ضد ليبيا وبقية دول المنطقة.