جزائريون يردون على تغريدة جمال ريان "المسمومة" بشأن ليبيا
مراقبون يرون أن التدوينة تؤكد صدمة تركيا وقطر من التحركات الدبلوماسية والعسكرية الأخيرة للجزائر لحماية أمنها وعزلهما عن أزمة ليبيا.
"صحفي بثلاث رُتب: صعلوك للحمدين ومرتزقة لأردوغان وخائن لوطنه"، و"من شب على الخيانة شاب عليها".. هكذا رد الجزائريون بغضب وسخرية على تدوينة مسمومة لبوق إعلام الحمدين جمال ريان.
ونشر جمال ريان تدوينة عبر موقع "تويتر" تتقاطر خبثاً، تهجم فيها على الجزائر وجيشها ودورها في حل الأزمة الليبية "بعيداً عن الأطماع التركية"، ودس فيها سم الفتنة بين الجزائر والمغرب.
بوق القطر الإعلامي، طرح تساؤلاً "موجهاً" كعادة قناة الفتنة والخراب التي يعمل بها، وتحدث عما "سيحدث للجزائر إن تورطت في المستنقع الليبي وخضعت للضغوط الخليجية والفرنسية وواجه تركيا وربما المغرب أيضا في ليبيا".
تغريدة يقول الجزائريون والمختصون في مجالي الإعلام والسياسة، إنها لخضت "3 فضائح عن مستواه الإعلامي والأخلاقي المتدني" لـ"أقدم بوق قطري في الجزيرة"، تحت "3 عناوين كبيرة" وهي: "الجهل بالشيء وإدمان الخيانة وقابلية رهيبة للارتزاق".
جهل إعلامي
"لا أظن أن السنين التي قضاها جمال ريان في الجزيرة نفعته في شيء".. هكذا رد أحد الجزائريين على "الصحفي المتقطرٍن"، وختم له بالقول إن "الجزائر أكبر من أن تفهمها".
ربما كان واحداً من الردود التي فضحت مستوى جمال ريان وقدرته المحدودة على استيعاب خراب ليبيا الذي كانت الدوحة غرفة عملياته.
واستغرب مختصون في الإعلام من "كم الجهل" الذي حملته التدوينة بالوضع الليبي وتاريخ الجزائر الدبلوماسي والعسكري، وحتى بـ"طريقة صياغة الأسئلة الإعلامية".
وذكّر بعضهم جمال ريان بمواقف الجزائر من الأزمة الليبية ومبادئها الدبلوماسية والعسكرية "غير المنحازة" و"غير المتورطة في سفك الدم الليبي"، كما فعل نظام الحمدين وأذرعه الإخوانية من المليشيات والمرتزقة التي عاثت في الأرض الليبية فساداً ودماً ودماراً.
وكذا قربها الجغرافي مع ليبيا وحدودهما المشتركة التي تقارب الألف كيلومتر، وبأنها من أكثر الدول المجاورة لها المستهدفة من مؤامرة تقودها تركيا وقطر ضد دول شمال أفريقيا.
بالإضافة إلى "دفاعه المستميت" عن الاحتلال التركي لليبيا البعيدة عنه في الجغرافيا والمصير، مقابل "شيطنة" سعي الدول العربية لإنقاذ هذا البلد العربي الكبير والمهم من مخالب أطماع النظام التركي.
ورأى بعض المغردين، أن بوق الحمدين اعترف من حيث لا يدري بأن "قطر انسلخت من عمقها الخليجي كما انسلخ هو ووالده عن قضية وطنه فلسطين التي تعد قضية العرب والمسلمين الأولى"، وأكدت بأنها "تلميذ مجتهد لشق الصف العربي في مدارس الإخوان وإيران وتركيا".
خبث إعلامي
لكن واحداً من الجزائريين لم يكلف نفسه عناء الرد على جمال ريان إلا بجملة مختصرة عندما قال إن: "ريان يريد أن يحرك الخبث الخبيث فيه"، وآخر أشار إلى أنه "استوحى رأيه من مستنقع".
وجهتا نظر تكررت عند كثير من الجزائريين وهم يتابعون خرجة الصحفي بقناة "الجزيرة" القطرية، خصوصاً مع "عبارات الفتنة" التي استعملها، بينها "تورط وخضع".
ويقول الجزائريون في ردود أفعالهم الغاضبة والساخرة ممن وصفوه بـ"العميل الإسرائيلي والقطري والتركي" إنه يعيش حالة متقدمة "من انفصام الشخصية".
ومن أبرز التعليقات الساخرة للجزائريين، ما كتبه أحد النشطاء رداً على التدوينة: "أن قطر سجلت أولى حالات العدوى بجرثومة انفصام الشخصية"، مشيراً إلى "انتقال العدوى من نظام الحمدين إلى أبواقه المحيطة به في الإعلام والدين والسياسة".
وذكّر بعضهم جمال ريان بـ"جينات الخيانة لفلسطين" التي تسكنه، وبخضوع النظام القطري لمكائد إيران وتركيا ضد الدول العربية، وتورطها في دعم الإرهاب والفوضى في غالبية دول العربية.
فتنة إعلامية
كما انتقد رواد مواقع التواصل محاولة البوق القطري إحداث الفتنة بين الجزائر والمغرب، التي تعتبر أولوية وقاعدة ثابتة في السياسة التحريرية لقناة "الجزيرة" ودبلوماسية النظام القطري.
واتهم الجزائريون جمال ريان ومن ورائه بمحاولة إحداث الفتنة بين البلدين العربيين الجاريين، وبأن للنظام القطري وقناة "الجزيرة" باع طويل في الفرقة بين الدول العربية.
صدمة قطرية تركية
غير أن متابعين لما نشره الصحفي في القناة القطرية، رأوا بأن مضمونها يؤكد "صدمة" النظامين التركي والقطري من موقف الجزائر الذي انتقل من رفض تورطهما في خراب إلى التحرك الدبلوماسي لزيادة عزلة أردوغان الغارق في المستنقع الليبي.
وما يؤكد تحليل المراقبين، هو أن تلك الأبواق ذاتها، سعت في الأشهر الأولى من بداية العام الحالي للترويج لـ"انضمام الجزائر وتونس لحلف تركيا في ليبيا"، خصوصاً وأن أردوغان كان يعول كثيراً على ثقل الجزائر إقليمياً، قبل أن يصطدم بموقف زاده عزلة وانغماساً في المستنقع الليبي.
وهو ما دفع النظام القطري إلى تحريك "ذبابه الإعلامي" عبر منصات التواصل بمنشورات وتغريدات مسمومة تهدف لزيادة الضغط على السلطات الجزائرية والانتقام منها على مواقفها المتعارضة وحتى المتصادمة مع الأجندتين التركية والقطرية في ليبيا وكل المنطقة.
وأشار خبراء جزائريون لـ"العين الإخبارية" بأنهم "لاحظوا في الآونة الأخيرة هجمة إخوانية مركزة مدفوعة من أنقرة والدوحة ضد الجزائر، لم يرق لها ترحيب الجزائر بمبادرة القاهرة، ودعوة الرئيس الجزائري للأطراف الخارجية للخروج من ليبيا وترك حل أزمتها لدول الجيران".
وهو ما يعني – وفق تصريحاتهم – أن عاصمتي الخراب والإرهاب "تتخوفان من دور جزائري مصري تونسي لحل الأزمة الليبية سلمياً يسحب البساط من تحت أردوغان".
وشددوا على أن تلك التدوينة ما هي "إلا تعبير عن حالة الفزع التي يعيشها النظام التركي من بوادر خروج مذل ومهين من ليبيا تنهي مشوار أردوغان في الداخل التركي، بعد رفع الدول الثلاث تنسيقها لحل الأزمة الليبية".
في حين، نوه بعض المغردين بالمناورات العسكرية الأخيرة للجيش الجزائري عقب إعلان تبون اعتزام بلاده دسترة مهام الجيش الخارجية لحماية الأمن القومي من الجماعات الإرهابية و"أي تهديد آخر".
ويؤكد المراقبون أن التهديد الأكبر الذي تواجهه الجزائر هي "تركيا ودواعشها ومرتزقتها الذين زجت بهم على حدودها مع ليبيا وقاعدة الوطية التي سيطر عليها مرتزقة أردوغان"، وهي المتغيرات الجديدة التي باتت تشكل تهديدا كبيرا للجزائر.
وأكدت تدوينة جمال ريان "عكس ما حاول الترويج له"، وهو مخاوف أردوغان من استعدادات الجيشين الجزائري والمصري لحماية أمن بلديهما القومي، وهو ما يضع إرهابيي ومرتزقة النظام التركي بين كماشتي أقوى جيشين في المنطقة.