خبير أمني: السراج ووزير أردوغان عادا من الجزائر بـ"خفي حنين"
الجزائر بعثت رسالتين قويتين الأولى للسراج وهي أن السلاح لغة مرفوضة بالنسبة لها أما الثانية فحملها أوغلو وبها رد رافض للتدخل الأجنبي.
قال خبير أمني واستراتيجي جزائري إن رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ووزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو عادا من بلاده بـ"خفي حنين"، بعد صدمتهما من موقفها الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا.
وأكد الدكتور أحمد ميزاب الخبير الأمني والاستراتيجي أن الجزائر بعثت رسالتين قويتين الأولى للسراج، وهي أن السلاح لغة مرفوضة بالنسبة لها، أما الثانية فحملها أوغلو وبها رد قاس رافض للتدخل الأجنبي العسكري في طرابلس.
وأشار ميزاب إلى السراج عاد من الجزائر بصدمة قوية بعد مطالبته في وقت سابق بإعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية معها على غرار ما فعله مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبحسب الخبير الأمني فإن الدور الجزائري في الأزمة الليبية يمكن قراءاته من خلال مقاربة سياسية ثلاثية الأبعاد، تبدأ بالبحث عن عناصر التهدئة ثم تثبيتها وأخيراً التوجه نحو الحوار بين الليبيين لتجنب أي انزلاقات خطرة.
وتستوعب العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية في الملف الليبي مقاربة مدروسة لحجم الأزمة، وأهمية عامل الوقت في التعاطي معها، والبحث عن عناصر التهدئة كأولوية قبل الحديث على المباشرة في جهود التسوية، وفقاً لـ"ميزاب".
وأضاف: "الجزائر تسعى كخطوة أولى لتثبيت مواقفها، بدليل أن السراج وتشاووش أوغلو عادا إلى طرابلس وأنقرة محملين برسائل واضحة تشمل على رد جريء".
وأكد أن الجزائر تتحرك وفق مقاربة مدروسة تقوم على اتصالات أجرتها مع الأطراف الأخرى الفاعلة في الملف الليبي كمحاولة للتهدئة رغم حديث متابعين عن أنه دور "الدقائق الأخيرة"، خاصة بعد إرسال تركيا قوات ومليشيات إلى طرابلس.
وأوضح الخبير الأمني أن الجزائر يمكن أن تنجح في تجنيب المنطقة أسوأ السيناريوهات في حالة "إذا ما أحسنت توظيف الأدوات الدبلوماسية المتاحة لديها والاستثمار أيضا في بعض الأوراق الرابحة".
وتوقع ميزاب انعقاد قمة لدول الجوار الليبي الثلاث (الجزائر ومصر وتونس)، قائلا: "هذا الاحتمال الوارد جداً، وأتمنى أن يكون على مستوى القادة".
وأرجع الخبير الاستراتيجي توقعه بعقد قمة ثلاثية إلى أن مشاركة رؤساء الجزائر ومصر وتونس المجاورة لليبيا يتم من خلالها اتخاذ إجراءات كفيلة بالتسريع نحو التهدئة والبحث عن مخارج حقيقية للأزمة.
وأعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي في وقت سابق الإثنين، سيطرة القوات المسلحة على مدينة سرت بالكامل.
وحث البرلمان، في بيان، ضباط الجيش على استكمال عملياته القتالية حتى تحرير كامل التراب الليبي من المليشيات والجماعات الإرهابية والمرتزقة.
ومن جانبها، باركت الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني انتصار الجيش الليبي وتحرير مدينة سرت من سيطرة المليشيات.
ومنذ يونيو/حزيران الماضي، تتمركز القوات الخاصة على تخوم مدينة سرت، حيث أعلن حينها قائد القوات اللواء ونيس بوخمادة أنه مكلف بمهام محددة في منطقة الهلال النفطي على الساحل الليبي.
وفي 4 أبريل/نيسان الماضي، شن الجيش عملية عسكرية تحت اسم "طوفان الكرامة"، بهدف تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات التي تسيطر عليها منذ سنوات.