الرئاسة الجزائرية: المنطقة باتت مسرحا لمناورات جيوساسية كبيرة
الرئاسة الجزائرية تحذر من تبعات وانعكاسات تدهور الوضع الأمني في المنطقة وتقول إنها باتت "ميدانا لتشابك عوامل تهديد وعدم استقرار"
أعربت الرئاسة الجزائرية عن "قلقها البالغ" من التطورات المتصاعدة في المنطقة والمحيطة بالبلاد، ووصفتها بـ"مسرح المناورات الجيوسياسية الكبيرة وميداناً لتشابك عوامل تهديد وعدم استقرار".
- الرئاسة الجزائرية بعد قرار تركيا: حل أزمة ليبيا داخلي
- الجزائر ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا وتقرر التحرك بـ"مبادرات"
وعقب اجتماع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وأعضاء الحكومة الجديدة، أصدرت الرئاسة بياناً حذرت من تبعات وانعكاسات تدهور الوضع الأمني في المنطقة على "أمنها الوطني".
وأوضح البيان أن تبون ركّز على البيئة المعقدة التي تحيط بالجزائر على المستويين الإقليمي والدولي والتي تعد اليوم مسرحاً لمناورات جيوسياسية كبيرة وميداناً لتشابك عوامل تهديد وعدم استقرار".
ودعا تبون إلى ضرورة استخلاص أبرز الدروس على المستوى الاستراتيجي من أجل ضمان الأخذ في الحسبان انعكاسات تدهور الوضع الأمني في المنطقة على أمننا الوطني.
وشدد الرئيس الجزائري على عدم حياد بلاده بأي حال من الأحوال عن واجب التضامن وحسن الجوار الذي تستمر في ترقيتهما من خلال تعاون يهدف إلى تحقيق تكامل جهوي مفيد لكل الأطراف.
وجدد رفض الجزائر التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأنها تتصدى بكل قوة لأي محاولة للتدخل في شؤونها الوطنية، وهي المبادئ التي تشكل ركيزة التزامها إزاء السلم والأمن في منطقتها وفي المغرب العربي وفي أفريقيا والعالم.
ولم يسبق للجزائر أن وصفت ما يحدث في المنطقة بـ"المناورات الجيوسياسية الكبيرة المهددة"، وتزامن ذلك مع إقرار البرلمان التركي إرسال جنود لدعم مليشيات السراج.
ويرى الخبراء أن الجزائر باتت تنظر إلى التواجد التركي في ليبيا خطراً داهماً على حدودها الشرقية، في وقت جددت فيه رفضها التدخل في شؤون ليبيا.
ووضعت الجزائر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حرج كبير، بعد أن رفض الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون زيارته إلى الجزائر لبحث إمكانية "انضمام الجزائر إلى الحلف مع تركيا في ليبيا"، وفق وسائل إعلام محلية.
واضطر أردوغان إلى تغيير وجهته إلى تونس، التي استقبلته أيضاً برفضها التام الانسياق وراء مخططات النظام التركي المشبوهة في المنطقة.
وكشف، الخميس، وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الدور الذي ستقوم به بلاده لإبعاد شبح الحرب عن ليبيا والمنطقة، موضحاً أن الجزائر ستقوم في "الأيام القليلة المقبلة" بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة في ليبيا، وألمح إلى تكثيف التنسيق مع دول الجوار الليبي مصر وتونس، حينما تحدث عن مساعدة الليبيين لإيجاد حل لأزمتهم بمساعدة دول الجوار.
وأكد بوقادوم رفض الجزائر "التام" لوجود "قوة أجنبية مهما كانت في هذا البلد الجار"، ما يعني وفق خبراء أمنيين رفض الجزائر الرسمي للطلب التركي بالانضمام إلى ما أسمته "الحلف مع تركيا في ليبيا".
وفي تصريح صحفي على هامش إرسال الجزائر مساعدات إنسانية نحو ليبيا، قال وزير الخارجية الجزائري إن بلاده "ستقوم في الأيام القليلة المقبلة بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية بين الليبيين فقط".
وقدم تصور الجزائر لحل الأزمة الليبية، موضحاً أن الجزائر لها موقف ثابت بخصوص عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً في السياق إلى أن لغة المدفعية ليست هي الحل، وإنما في التشاور بين جميع الليبيين ومساعدة جميع الجيران خاصة الجزائر.
وفسر متابعون تصريح وزير الخارجية الجزائري على أنه إعلان رفض للقرار التركي التدخل عسكرياً في ليبيا، وأن أي حل في هذا البلد العربي لا يتم إلا بدول الجوار، في إشارة إلى مصر وتونس والجزائر التي تعد الأكثر تضرراً من استمرار الأزمة الليبية وانتشار الجماعات الإرهابية بها.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز