استياء شعبي بالجزائر من دعم الإخوان للغزو التركي لليبيا
دعوات في الجزائر لـ"لجم أفواه التيارات الإخوانية" واتهامات لها بـ"التخندق في أجندة أرودغان للتشويش على دور الجزائر".
أثارت تصريحات قيادات إخوانية بالجزائر معادية للجيش الوطني الليبي وداعمة للمليشيات الإرهابية في طرابلس موجة استياء شعبية عارمة.
وما زاد من الشك في نوايا إخوان الجزائر صدور تلك التصريحات بالتزامن مع جهود الجزائر الدبلوماسية لتجنيب ليبيا والمنطقة نذر حرب دق طبولها النظام التركي.
- الجزائر ترحب بوقف إطلاق النار في ليبيا وتدعو إلى تسوية
- خبير أمني: السراج ووزير أردوغان عادا من الجزائر بـ"خفي حنين"
وأطلق الإخواني عبدالرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، والإخواني عبدالقادر بن قرينة رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء" تصريحين "في وقت واحد" عن الوضع في ليبيا أثارا كثيراً من التساؤلات عن توقيتهما ودلالاتهما.
وتحول الإخوانيان مقري وبن قرينة بشكل مفاجئ "إلى خبيرين استراتيجيين" كما علق جزائريون، وزعما أن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي "خطر على الأمنين الجزائري والليبي"، في الوقت الذي يزور فيها الجزائر وفد رفيع من الجيش الوطني الليبي والحكومة المؤقتة.
وكشفت تصريحات الإخوانيين عن "جهلهما حقيقة الوضع في ليبيا وموقف الجزائر من أزمتها"، وحاولا بتصريحاتهما تغليط الرأي العام عندما حاولا "الكذب والتضليل عن سبق إصرار وترصد" بزعمهما أن المشير حفتر "جلب مرتزقة"، في الوقت الذي نقلت وسائل الإعلام العالمية مشاهد لمرتزقة أرسلهم أردوغان من سوريا إلى ليبيا غالبيتهم إرهابيون من تنظيم داعش الإرهابي، والتي لطالما كانت ورقة ابتزاز للنظام التركي ضد دول المنطقة.
وأثارت مواقف التيارات الإخوانية غضباً واستهجاناً واسعاً في الجزائر، وأجمعت ردود الأفعال على أن "تلك التصريحات وأصحابها لا يمثلون الجزائر ولا موقفها ولا جهودها لحل الأزمة الليبية"، ودعوا إلى "وضع حد للإخوان وعدم التدخل في سياسة البلاد الخارجية وأن يقتصر ذلك على رئيس البلاد والمؤسسات الرسمية خاصة في الملف الليبي" الذي قالوا إنه "أكبر من استيعاب التيارات الإخوانية".
وعلق آخرون بأن "التيارات الإخوانية هي الخطر الأكبر على الجزائر"، والتقت ردود أفعال الجزائريين عبر منصات التواصل على أن مواقفهما "تندرج في إطار تقديم الولاء والطاعة لسلطان الإخوان أردوغان وخدمة أجندته ومحاولة للتموقع السياسي بعد الفشل الذريع الذي منيت به التيارات الإخوانية الجزائرية في 2019".
بينما اعتبر آخرون أنها "تصريحات لا حدث، من منطلق أنها تيارات منبوذة شعبية وتترجم إفلاسهم السياسي التام، ولا يؤخذ على مواقفها في المسائل المحلية، فكيف بالخارجية" كما علق كثيرون.
ولم يستبعد متابعون لتصريحات القياديين الإخوانيين بأنها مرتبطة بالخيبة التي جرها فايز السراج رئيس ما يعرف بـ"حكومة الوفاق الوطني" ومولود تشاووش أوغلو وزير خارجية أردوغان خلال زيارتهما الأخيرة للجزائر.
كما رجح مراقبون أن تكون تلك التصريحات بـ"إيعاز من الأطراف الإقليمية الداعمة للسراج ومليشياته في محاولة لتحريك إخوان الجزائر وتونس ضد حكومتي البلدين والتي تزامنت مع الزيارة السرية التي قام بها راشد الغنوشي إلى تركيا والتقى خلالها رجب طيب أردوغان"، وذلك بعد الرفض الذي لقيه الرئيس التركي من العاصمتين الجارتين لليبيا للانسياق وراء مغامراته وأجنداته المشبوهة والخطرة في ليبيا والمنطقة.
وأكد خبراء أمنيون لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق أن "الجزائر أبلغت السراج وأوغلو رفضها المطلق التدخل العسكري التركي في ليبيا وأن تكون قاعدة لوجيستية لتمرير مرتزقة أردوغان".
ولم يدل السراج وأغلو بأية تصريحات صحفية عقب انتهاء زيارتهما إلى الجزائر عكس بقية وزراء الخارجية الذين زاروا الجزائر، في مؤشر على "فشل زيارتهما وعودتهما إلى بلديهما بخفي حنين".
واعتبرت تعليقات الجزائريين الناقمة على تصريحات الإخوان بأنها "تسيئ لسمعة الجزائر وموقفها المحايد ودورها في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية مع دول الجوار وبقية الدول الفاعلة".
ورأت ردود أفعال الجزائريين أن مواقف التيارات الإخوانية تخدم بشكل واضح الأطماع التركية والإخوانية في المنطقة، رغم زعمها أن مواقفها "تتناسب مع مواقف الجزائر".
غير أن متابعين لتلك التصريحات، شددوا على أن استقبال الجزائر وفداً رفيعاً من الحكومة الليبية المؤقتة والجيش الوطني الليبي (وفق الإعلام المحلي) هو الذي حرك التيارات الإخوانية بهدف التشويش على الدور الجزائري.
واستقبل صبري بوقادوم وزير الخارجية الجزائري، إبراهيم بوشناف وزير الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة الذي حل بالجزائر على رأس وفد سياسي وعسكري رفيع، لبحث الوضع في ليبيا.
وأكد متابعون أنه لم يصدر أي موقف جزائري "داعم لحكومة السراج" أو "معادٍ للجيش الوطني الليبي" خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها فايز السراج إلى الجزائر، وهو ما يؤكد بحسبهم أن التيارات الإخوانية الجزائرية "دخلت ضمن لعبة أردوغان القذرة بالمنطقة وتخندقت بشكل مفضوح في تنفيذ أجندته المشبوهة" كما هي عادة التيارات الإخوانية: "الولاء المطلق للتنظيم وليس للأوطان" كما علق أحد رواد مواقع التواصل.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg
جزيرة ام اند امز