عقب استقبال السراج.. الجزائر ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا
الرئاسة الجزائرية أصدرت بيانا عقب استقبال الرئيس تبون لفايز السراج وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية التركي
دعت الجزائر إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا يضمن وحدتها شعباً وتراباً وسيادتها الوطنية، بعيداً عن أي تدخل أجنبي، مشددة على ضرورة احترام الشرعية الدولية لتسهيل استئناف الحوار للوصول إلى حل سياسي للأزمة.
كما أكد بيان الرئاسة الجزائرية حرصها على النأي بالمنطقة عن التدخلات الأجنبية، لما في ذلك من تهديد لمصالح شعوب المنطقة ووحدة دولها ومس بالأمن والسلم في المنطقة وفي العالم.
- خبيران: أردوغان والسراج فشلا بتوريط الجزائر في أزمة ليبيا
- الرئاسة الجزائرية: المنطقة باتت مسرحا لمناورات جيوساسية كبيرة
وأصدرت الرئاسة الجزائرية البيان عقب استقبال الرئيس عبدالمجيد تبون فايز السراج رئيس ما يعرف بـ"حكومة الوفاق" الليبية وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أكدت فيه موقف الجزائر حيال الأزمة الليبية الذي يستند أساسا إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والتزاماً بمبادئ القانون الدولي.
وطالبت الجزائر "الأشقاء في ليبيا إلى تغليب العقل والحكمة وانتهاج أسلوب الحوار بعيدا عن الضغوط الأجنبية، حتى يتسنى تحقيق حل سياسي يرضى به الشعب الليبي ويضمن له الأمن والاستقرار والازدهار".
وكثفت الجزائر من جهودها الدبلوماسية لاحتواء الوضع في ليبيا، بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي بدء تحريك قوات تركية إلى ليبيا بطلب من السراج لإنقاذه ومليشياته من تقدم الجيش الوطني الليبي.
وكشفت وزارة الخارجية الجزائرية عن اتصالات أجراها صبري بوقادوم وزير الخارجية مع نظرائه الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، والمصري سامح شكري والفرنسي جون إيف لودريان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، بالإضافة إلى وزراء خارجية مالي والنيجر والتشاد.
وأجمع المتابعون للزيارتين المفاجئتين اللتين قاما بهما، الأحد، رئيس ما يعرف بـ"حركة الوفاق" الليبية ووزير الخارجية التركي على فشل السراج وأردوغان في توريط الجزائر بالأزمة الليبية، والانسياق وراء المخطط التركي المشبوه في المنطقة.
كما أكد متابعون أن الموقف الجزائري زاد من عزلة أردوغان والسراج الإقليمية والدولية، بعد مراهنتهما على انضمام الجزائر وتونس إلى "الحلف العسكري المشبوه".
وأعربت الجزائر وألمانيا، الأحد، عن رفضهما التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، ودعتا إلى "الوقف الفوري للنزاع المسلح ووضع حد للتدخلات العسكرية الأجنبية فيها"، خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الجزائري والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأوضح بيان الرئاسة الجزائرية أن تبون وميركل تباحثا حول الوضع في ليبيا "وآفاق إحلال السلام في هذا البلد الشقيق"، وأكدا التطابق في وجهات النظر بين الطرفين بشأن "التعجيل بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية والوقف الفوري للنزاع المسلح ووضع حد للتدخلات العسكرية الأجنبية".
ووجهت ميركل دعوة رسمية للرئيس الجزائري لحضور الندوة الدولية حول ليبيا المزمع تنظيمها في برلين، بالإضافة إلى دعوة رسمية لزيارة ألمانيا على أن يحدد تاريخها في وقت لاحق باتفاق الطرفين.