إرهاب الإخوان والاستعمار الجديد.. رسائل حزم من جيش الجزائر
من إرهاب الإخوان إلى العلاقات مع فرنسا وبعدها التاريخي، تركزت رسائل الجيش الجزائري "التصعيدية" مؤخرا بشكل لافت.
وعلى مدار أسبوع كامل، كانت للمؤسسة العسكرية الجزائرية مواقف وصفها المراقبون بـ"الحازمة" و"المشفرة" في قضايا أمنية وسياسية مرتبطة أساساً بالحرب على الإرهاب والاتهام الموجه لحركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية الإرهابيتيْن بـ"بيع الشرف والتحالف مع الأعداء".
- سيناريوهات علاقات باريس والجزائر.. تبون يرفض التهدئة
- "رشاد" الإخوانية تجترّ سموم "الإنقاذ" بتكفير جيش الجزائر
بالإضافة إلى ما سماه الجيش الجزائري "ثوب الاستعمار الجديد" في إشارة إلى الأطراف التي تخدم المصالح الفرنسية في الجزائر (كما أكدت على ذلك السلطات الجزائرية في أوقات سابقة)، مؤكدا على أن "المواجهة المباشرة مع الشعوب خاسرة".
"بائعو الشرف"
رسائل المؤسسة العسكرية الجزائرية الحازمة بدأت من مجلة "الجيش" عندما أكدت على "انقطاع الخيط الرابط مع الجزائر" بين من وصفتهم بـ"من باعوا الشرف وتحالفوا مع الأعداء".
وأكد مراقبون بأن الأطراف التي قصدتها افتتاحية مجلة "الجيش" هم حركتا "رشاد" و"الماك" وكذا من يسمون في الجزائر بـ"أذناب فرنسا" في إشارة إلى الجهات التي تسعى للحفاظ على مصالح باريس والدفاع عنها في الجزائر، وتشترك تلك الأطراف الثلاثة في عمالتها لمخابرات دول أجنبية وفق تأكيدات رسمية.
واتهم الجيش الجزائري عبر صحيفته الشهرية تلك الأطراف أو كما سماها بـ"الأبواق" بـ"تعالي صوتها لضرب الثقة المتجذرة بين الجيش وشعبه لكي يسهل لهم التلاعب بمصير الجزائر محاولين استغلال الظروف لتهديم أسس الدولة من خلال رفعه شعارات حمقاء وجوفاء تحاول من خلالها عصابة الخونة تغليط الرأي العام وجر البلاد إلى الفوضى واللأمن".
وشددت على أن "من باعوا الشرف والعرض وتحالفوا مع الأعداء قد قطعوا آخر أمل للتوبة وآخر خيط يربطهم بالجزائر".
وسبق للمجلة ذاتها أن أكدت بأن الحركتين الإرهابيتيْن "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية تنظيمان لا يختلفان عن "الجيا" و"القاعدة" ووصفتهما بـ"وجهي العملة الواحدة".
و"الجيا" أخطر تنظيم إرهابي دموي انبثق عن "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، حيث نفذ أبشع العمليات الإرهابية والمجازر الجماعية ضد الأهالي في عدة مناطق من الجزائر.
"ثوب الاستعمار الجديد"
سهام الجيش الجزائري تركزت أيضا على العلاقات المتوترة مع فرنسا، سواء ما تعلق منها بماضيها الاستعماري أو ما وصفه بـ"الثوب الجديد للاستعمار"، مؤكدا "خسارة أوراقه".
كلام صدر عن قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، مساء الجمعة، الذي فضل توجيه رسائل لفرنسا بتسمية جديدة.
وأوضح بأن "الاستعمار في ثوبه الجديد قد أدرك مبكرا أن المواجهة المباشرة مع الشعوب أصبحت غير مجدية وتكلفه الكثير من الخسائر لا سيما البشرية التي لم يعد يتحملها رأيه العام".
الفريق شنقريحة ربط "الثوب الجديد" لفرنسا في خانة "الحرب النفسية" عندما لفت إلى أن "المؤرخين أجمعوا على حقيقة اعتماد الاستعمار الفرنسي على أساليب الحرب النفسية منذ الوهلة الأولى للاحتلال".
واعتبر بأن "الحرب النفسية" تندرج اليوم ضمن "الحروب الجديدة" ودعا القوات المسلحة الجزائرية إلى "مواجهتها وإفشالها".
وخلال زيارته إلى مؤسسة تابعة للجيش مختصة في "تجديد عتاد السيارات" في العاصمة، قال قائد أركان الجيش الجزائري إنه "يتعين اليوم أن نقتدي بهؤلاء الأمجاد في مواجهة وإفشال هذا النوع من الحروب الجديدة، من خلال تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية والعمل على إبراز ما يجمعنا والابتعاد عما يفرقنا، واستعادة الثقة في قدراتنا وامكانياتنا لأننا في كل مرة وثقنا في انفسنا وآمنا بقدراتنا حققنا المعجزات".
وشدد على أنه "من أجل التصدي بفعالية للنوع الجديد من الحروب فإنه يتعين علينا إعادة قراءة بإفشاله".
وتمر العلاقات الجزائرية – الفرنسية بأسوأ وأصعب مراحلها وفق المتابعين لها، خصوصاً بعد التصريحات المثيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أثارت موجة استياء رسمي وشعبي، زعم فيها "عدم وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي" أي قبل سنة 1830 تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر.
وردت الجزائر على ذلك بسحب سفيرها للتشاور من باريس، ومنع الطيران الحربي الفرنسي من التحليق فوق الأجواء الجزائرية.
والثلاثاء الماضي، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه للخلافات وسوء الفهم مع الجزائر، مؤكدا أنه "يكن أكبر قدر من الاحترام للأمة الجزائرية".
وقال قصر الإليزيه، إن الرئيس ماكرون يأسف للخلافات وسوء الفهم" مع الجزائر ويؤكد أنه "يكن أكبر قدر من الاحترام للأمة الجزائرية وتاريخها"، في أجواء توتر مرتبطة بالتصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي.
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg جزيرة ام اند امز