إخوان الجزائر وجرائم "رشاد".. تغريد خارج السرب الوطني
الكل سياسياً وشعبياً اهتز واستنكر جرائم "رشاد" الأخيرة بالجزائر، إلا جماعة الإخوان "أبت وخرصت وغردت خارج السرب الوطني".
"صمت مطبق" من قبل تيارات الإخوان في الجزائر على ثبوت تورط "رشاد" الإخوانية الإرهابية في حرائق الغابات الأخيرة وجريمة قتل شاب بشعة، عاد ليثير المزيد من تساؤلات جزائريين ومراقبين عن سر عزوف جماعة إخوان الداخل عن إبداء مواقف متماهية مع حالة الاستنكار والرفض الشعبي والرسمي لإرهاب "نظرائهم الإخوان في الخارج".
- شبح التسعينيات يطل.. الإخوان تستبق نتائج انتخابات الجزائر
- الجزائر.. اتهام رسمي لـ"رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية بحرائق الغابات
ولم تصدر معظم التيارات الإخوانية خصوصاً القديمة منها أي مواقف سياسية "ولو تلميحاً" لاستنكار استهداف حركة "رشاد" الإخوانية لأمن الجزائر، واقترافها جرائم جديدة لوّحت من خلالها بـ"إعادة تكرار سيناريو التسعينيات" الذي اكتوت منه الجزائر لأزيد من عشرية كاملة، وفق تأكيدات الخبراء الأمنيين.
عين الإخوان الواحدة
ورأى مراقبون بأنه كل ما تعلق الأمر بكشف المخططات الإرهابية لحركة "رشاد" الإخوانية، يدك إخوان الداخل رؤوسهم في التراب، وكأن شيئا لم يحدث، أو أنهم من بلد آخر.
وبعينٍ واحدة، أثبت إخوان الجزائر مرة أخرى بأنهم يرون الحقيقة على مقاسهم، رغم هول جرائم إخوان الخارج الأخيرة التي دفعت السلطات الجزائرية للتحرك وتأكيد ثبوت تورط "رشاد" الإرهابية في الحرائق التي تسببت في مقتل نحو 169 شخصاً وخسائر مادية هائلة، وكذا جريمة قتل وحرق وذبح الشاب جمال بن إسماعيل.
جرائم مع سبق الإصرار والترصد، لم تشفع لإخوان الداخل بالجزائر لأن تسجل "مواقف وطنية"، في مؤشر جديد على "تماهيهم بالصمت مع مخططات رشاد الإرهابية لاستهداف أمن الجزائر" من منطلق "السكوت علامة الرضا"، بحسب المراقبين.
وحاولت تيارات إخوان الجزائر القفز على الحقائق الماثلة للجرائم الأخيرة، وإيهام الرأي العام بـ"وطنيتها الزائفة"، عندما اكتفت بـ"مواقف منقوصة وعمياء" -حسب المتابعين- عندما وجهت سهام نفاقها على "حركة الماك" الانفصالية الإرهابية دون ذكر أو التلميح لشقيقتها في الإرهاب "رشاد" الإخوانية.
ورأى متابعون في الجزائر بأن اكتفاء جماعة إخوان الجزائر خصوصاً ما يعرف بحركتي "مجتمع السلم" و"جبهة العدالة والتنمية" التنديد بجرائم "الماك" مؤشر على حالة الحرج الذي أضحت تعيشه نتيجة تكرر وثبوت المخططات الإرهابية لحركة "رشاد" الإخوانية.
وكذا تأكيدٌ على تغريد إخوان الداخل خارج سرب الإجماع الوطني كلما تعلق الأمر باستهداف أمن الجزائر من قبل إخوان الخارج.
جرائم حرق وقتل هزت الجزائر أثبتت مرة أخرى -وفق المراقبين- "ولاء هذه السلالة لفكر وتنظيم الإخوان الإرهابي"، وبأن أمن الأوطان يسقط كلما تعلق الأمر بمخططات وأطماع وإجرام تنظيم الإخوان الإرهابي.
وليست هذه المرة الأولى التي تسقط فيها أقنعة الوطنية الزائفة عن إخوان الجزائر، إذ تعامت بالمنطق ذاته أيضا عند اكتشاف وإحباط الأجهزة الأمنية منذ بداية العام مخططاً لحركة "رشاد" الإخوانية لـ"القيام بثورة مسلحة" وفق النموذجين الليبي والسوري.
إجماع وطني
وأبدت مختلف الأحزاب السياسية الجزائرية بما فيها المعارضة على رأسها "جبهة القوى الاشتراكية" (أقدم حزب معارض في الجزائر) و"جبهة التحرير الوطني" استياءها واستنكارها جرائم حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية الإرهابيتين.
وأجمعت مختلف الأحزاب الجزائرية على أن "أمن الجزائر خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه"، ودعت الجزائريين إلى "التوحد ودرء الفتنة".
كما حذرت التشكيلات السياسية في الجزائر بحسب بياناتها التي اطلعت "العين الإخبارية" من مخططات الحركتين الإرهابيتيْن، ودعت إلى التعامل بحزم لإحباط مخططاتهما الإجرامية.
مخططات داخلية وخارجية
متابعون لما يسمى بـ"الحركات الإسلامية" في الجزائر، يرون بأن "غض جماعة إخوان الداخل البصر والبصيرة" عن المخططات الإجرامية لعناصر الخارج له أسباب "خارجية" وأخرى "تاريخية"، مرتبطة بمسار وحقيقة بعض الفصائل الإخوانية الداخلية.
أول الأسباب "خارجية"، التي يذكرها المراقبون هو تواطؤ أجهزة مخابرات معادية عبر علاقات مشبوهة مع تيارات إخوانية داخلية وخارجية جزائرية "تمويلا وتخطيطاً"، بشكل جعلها "رهينة لها"، وهو ما يفسر إلى حد كبير صمت بعض المحسوبين على إخوان الداخل على المخططات الإرهابية لـ"نظرائهم" بالخارج.
ومن بين تلك الأمثلة ما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية، التي أصدرت بيانات ومواقف عن كل التطورات السياسية الداخلية، حتى إنها حشرت أنفها في قضايا خارجية لا تخص الشأن الجزائري.
فيما بقيت الحركة الإخوانية بعيدة عن إبداء المواقف من الحقائق المتساقطة مؤخرا لطبيعة المخطط الإرهابي الخطر والمثير الذي تقوده "رشاد" الإرهابية وأذنابها بالداخل، والذي تأكد مرة أخرى بالأدلة والبراهين الرسمية.
ويلخص العارفون بخبايا إخوان الجزائر ذلك في أن "حركة مجتمع السلم" و"رشاد" يجلسان تحت سقف "التنظيم العالمي الإرهابي للإخوان" تحت قيادة "الهرم التركي" الذي "لا يمكن الخروج عن طاعته"، ويشتركان في الدور الضاغط على السلطة الجزائرية "سياسياً وإرهابياً بأوامر خارجية".
وتمثل الحركة الأولى (حمس) في المخطط التركي الإخواني ما يسمى بـ"جناح الإخوان السياسي"، أما الثانية (رشاد) فتُصنف في خانة "حركات سد الفراغ بالمراحل الحساسة" من خلال أنشطة إجرامية وإرهابية، وهو ما يفسر سكوت الأولى عن الثانية.
إنعاش الإرهاب
أما ثاني الأسباب -حسب المتابعين- فهي "تاريخية" مرتبطة بشخصية وفكر الإخواني عبدالله جاب الله رئيس ما يعرف بـ"جبهة العدالة والتنمية" الذي لم يخف يوماً مواقفه "المؤيدة والمساندة" لما يعرف بـ"جبهة الإنقاذ" الإخوانية المحظورة التي تبنت العمل الإرهابي سنوات التسعينيات وتسببت في مقتل نحو ربع مليون جزائري، وانبثقت عنها حركة "رشاد" الحالية.
ويعيد المتابعون مشاهد السيناريو الحالي بعد تكشف مخططات جماعة الإخوان الإرهابية، إلى الدور الذي لعبه الإخواني جاب الله في إعادة "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" إلى الواجهة السياسية غداة ترشح الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة في مارس/آذار 2019.
حينها، فرض الإخواني عبدالله جاب الله مشاركة عناصر من "الجبهة الإرهابية" في اجتماعات للمعارضة لبحث الأزمة السياسية بـ"بيته" و"مقر تياره" رغم منع القانون الجزائري لأي نشاط سياسي لهم، كان من بينهم الإخواني علي جدي.
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMjkg جزيرة ام اند امز