أرشيف "رشاد" الإرهابي بيد الجزائر.. مدريد تسلّم الدركي الهارب
أضحت الجزائر، قريبة من وضع يدها على أرشيف حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية، بعد تسلّمها للدركي الهارب من إسبانيا، ومثوله أمام المحكمة.
وشرعت محكمة "سيدي أمحمد" في العاصمة الجزائرية اليوم الإثنين، في محاكمة والتحقيق مع الدركي المنشق والهارب المدعو "محمد عبد الله" بعد تسليمه من إسبانيا، حيث مثُل باكرا أمام وكيل الجمهورية.
- اعتقال القيادي الإخواني الجزائري "زيتوت" في بريطانيا
- الجزائر.. اتهام رسمي لـ"رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية بحرائق الغابات
ووافقت مدريد على تسليم الدركي الهارب لنظيرتها الجزائرية، حيث تنقلت فرقة أمنية خاصة، أمس الأحد، لجلبه عبر باخرة خاصة، لتبدأ معها فصول فضح مخططات الإرهاب والعمالة لحركة "رشاد" الإخوانية المصنفة على لوائح الإرهاب في الجزائر.
وكانت الجزائر قد أصدرت، في 21 مارس/آذار الماضي مذكرة توقيف دولية ضد الدركي المنشق محمد عبد الله رفقة 3 أشخاص آخرين، والذي تمكن من الهرب في 2019 إلى إسبانيا، قبل أن تعتقله السلطات الإسبانية، الأسبوع الماضي، وتقرر ترحيله إلى الجزائر.
ويواجه الدركي الهارب تهماً ثقيلة بحسب ما ورد في مذكرة التوقيف، تتعلق بـ"جناية الانخراط في جماعة إرهابية (رشاد) تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، وجناية تمويل جماعة إرهابية تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة، وجنحة تبييض الأموال في إطار جماعة إجرامية".
كما كشفت وسائل الإعلام المحلية في الجزائر، أن الدركي المسترجع من إسبانيا، يتابع أيضا بتهم أخرى تتعلق بـ"تسريب معلومات حساسة عن جهاز الدرك الجزائري لحركة رشاد ومخابرات أجنبية، ونشر فيديوهات تتعلق بتمارين عسكرية لقوات الدرك".
وأحدث تسليم إسبانيا للدركي الهارب محمد عبد الله للجزائر "حالة من الذعر والرعب" لدى عناصر حركة "رشاد" الإخوانية التي حاولت الضغط عبر أبواقها الإعلامية لمنع تسليمه.
وأكدت المصادر الأمنية الجزائرية بأن الدركي المنشق "يشكل أرشيفاً وعلبة سوداء عن كل تحركات ومخططات حركة رشاد الإخوانية في أوروبا والجزائر"، ما يعني – بحسبها – بأن الخناق اشتد على الحركة الإرهابية.
ضربة لـ"رشاد"
وأجمع الخبراء الأمنيون على أن استرجاع الجزائر للدركي الهارب يشكل ضربة موجعة لحركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية، بعد "أن ارتمى في أحضانها" بعد هروبه إلى أوروبا، وكان على رأس شبكة إجرامية تابعة لها على الأراضي الإسبانية.
وكشفت مصادر أمنية جزائرية لـ"العين الإخبارية" عن معلومات جديدة في قضية الدركي الهارب، تتعلق أساساً بارتباطه بحركة "رشاد" الإرهابية.
وأوضحت المصادر بأن الشرطة البريطانية فتحت تحقيقاً مع رأس الحركة الإخوانية المدعو محمد العربي زيتوت، الهارب أيضا إلى لندن، وذلك بـ"بطلب من السلطات الإسبانية".
وأشارت إلى أن "السلطات الإسبانية قررت ترحيل الدركي الجزائري بعد أن توصلت تحقيقاتها الأمنية إلى وجود شبكة إرهابية وإجرامية تابعة لحركة رشاد الإخوانية في إسبانيا يقودها الدركي محمد عبد الله".
وتوصلت التحقيقات – وفق المصادر الجزائرية – إلى "أن الشبكة الإجرامية تهديد خطر للأمن القومي الإسباني، وتمتد إلى دول أوروبية أخرى".
المصادر الأمنية الجزائرية أكدت لـ"العين الإخبارية" بأن الدركي المسترجع "يملك أدلة دامغة وملفات ثقيلة تؤكد بأن حركة رشاد منظمة إرهابية، مركز عملياتها لندن".
وأكدت أيضا على أن "المعلومات التي تلقتها الأجهزة الأمنية البريطانية من نظيرتها الإسبانية المتعلقة بالتحقيق مع الدركي الجزائري الهارب تؤكد بأن هذه الحركة الإخوانية تهديد للأمن الأوروبي وخطر على أمنها القومي".
ولم تستبعد المصادر ذاتها "مطاردة دول أوروبية أخرى لعناصر الحركة الإخوانية على أراضيها وتسليمهم للسلطات الجزائرية بعد التأكد من أنها حركة تخريبية متغلغلة في أوروبا".
والخميس الماضي، داهمت شرطة لندن منزل الإخواني المدعو محمد العربي زيتوت، وكشف المصادر الأمنية الجزائرية عن دوافع الإجراء البريطاني.
وأكدت بأن الأمن البريطاني "سلم للإخواني زيتوت استدعاء من الشرطة للتحقيق وسماع أقواله بعد ورود اسمه في التحقيق الإسباني مع الدركي الجزائري محمد عبد الله".
وعقب ذلك، زعم الإخواني الهارب زيتوت بأن "الشرطة البريطانية جاءت لتبلغه بأن حياته في خطر ونصحته بتغيير مقر سكنه"، وسرعان ما فضح الإخواني نفسه بعد أن نشر مقطع فيديو وصورا زعم بأنها كانت له مع الشرطة البريطانية من أمام منزله المقتحم.
وفضح رواد مواقع التواصل ومواقع جزائرية خاصة كذبة الإخواني، حيث ظهر أن الفيديو يعود لعامين، كما ظهر الإخواني زيتوت في الصور والفيديو "بدون لحية"، فيما كان بـ"لحية بيضاء" عند مداهمة الشرطة لمنزله وهو في بث مباشر عبر مواقع التواصل.
مذكرات توقيف جديدة
وكشفت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" عن تحضير السلطات الجزائرية إصدار مذكرات توقيف جديدة بـ"أدلة دامغة" ضد رأس حركة "رشاد" الإخوانية الإرهابية المدعو محمد العربي زيتوت وذراعه الأيمن الإرهابي مراد دهينة، وكذا فرحات مهني رئيس "حركة الماك" الانفصالية الإرهابية، وعدد كبير من عناصر الحركتين الإرهابيتيْن المتواجدين في عدد من الدول الأوروبية.
وأوضحت نفس المصادر، بأن أمر القبض الدولي الذي تعتزم الجزائر إصداره ضد المتهمين مختلف عن أوامر التوقيف السابقة، إذ تتضمن "أدلة دامغة ووقائع عن تنفيذهم عمليات إرهابية، وعن تحويل الأراضي الأوروبية قاعدة خلفية لعملياتهم الإجرامية وتبييض الأموال، الأمر الذي يشكل تهديدا كبيرا أيضا للأمن الأوروبي".
وتعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأسبوع الماضي، في خطاب تلفزيوني بـ"ملاحقة رؤوس الإرهاب" من حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية "أينما كانوا"، وتوعدهم بأن "يدفعوا الثمن غالياً".
والأربعاء الماضي، اتهمت الجزائر، رسمياً، حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية، بالوقوف وراء جريمة القتل البشعة لشاب متطوع في إخماد الحرائق، مؤخرا، وبإشعال حرائق الغابات التي تسببت في مقتل أزيد من 169 شخصاً.