"رشاد" الإخوانية.. نسخة متحورة من إرهاب التسعينيات بالجزائر
"رشاد" الإخوانية في الجزائر، "نسخة متحورة" من "فيروس الإخوان" أو من إرهاب ما كان يعرف بـ"جبهة الانقاذ" الإخوانية المحظورة سنوات التسعينيات بالجزائر، والتي عرفت بـ"العشرية السوداء"، وتسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري "من أجل السلطة".
وتعود الحركة الإخوانية بوجهها الإرهابي منذ 2019، لتكتب في سجل معاناة الجزائر مع خراب وعبث الإخوان، مجزرة إرهابية جديدة بلغ ضحاياها 169 شخصاً وسنة 2021 شاهدة عليها، كان ذنبهم الوحيد أنهم لا يعرفون أو لا يعترفون بعدو إرهابي اسمه "رشاد" الإخوانية وشقيقتها في الإجرام "الماك" الانفصالية.
محرقة إرهاب الإخوان
الإرهاب في الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي ابتدع "أحدث" الطرق الجهنمية في الإجرام والترويع والتقتيل والتنكيل، كان عندهم الذبح وفصل الرؤوس عن الأجساد "شهوة لا يمكن مقاومتها"، وفق ما تؤكده الصور والمشاهد المروعة وشهادات ناجين من "محرقة إرهاب الإخوان" بالجزائر خلال فترة رحلة إرهاب وخراب الإخوان.
كانوا يذبحون البشر، يقطعون أطرافهم وأعضاءهم التناسلية، ويحرقون الأطفال الرضع فوق المقَالِ ويهشمون جماجمهم على الجدران "لأنهم بذرة سيئة" في مخيلاتهم المريضة، وكما كانوا يزعمون بقروا بطون الحوامل لـ"قتل أعداء أطماعهم في المستقبل"، بحسب شهادات موثقة.
كان أيضا إرهاب إخوان التسعينيات في الجزائر يُنكل بجثث الجزائريين ويُحرم إكرامهم بدفنهم، نفذوا عشرات المجازر الجماعية بالقرى والمداشر وحتى الأحياء السكنية، وعمليات انتحارية وتفجيرات قتلت المئات من الجزائريين في لمح البصر.
ما فعلته الجماعات الإرهابية المتفرخة عن "الجبهة الإرهابية للإنقاذ" الإخوانية فترة تسعينيات القرن الماضي -حسب الخبراء الأمنيين والشهادات الموثقة- كانت جرائم حرب مكتملة الأركان، واصطلح على تسميتهم بعد ذلك بـ"الاحتلال الجديد" الذي مارس على الجزائريين أبشع أنواع التعذيب والتقتيل والترويع لم تعرفها البلاد منذ عهد الاحتلال الفرنسي.
سرطان ينخر رئة الجزائر
في تلك المرحلة المظلمة من تاريخ الجزائر، لم تسلم حتى الكائنات الأخرى من بطش وإرهاب الإخوان، تعطشهم للدماء امتد إلى الحيوانات، حتى الأغنام بأنواعها "كانت عدوا" في نظر الجماعات الإرهابية، حرقوها ورموها بالرصاص دون شفقة ولا رحمة، وفق شهادات أهالي قرى وبلدات عدة في الجزائر.
كل ما كان ينبض بالحياة "وجب سحقه" كما كانت تفرضه تعويذات إرهاب الإخوان، نصّبوا أنفسهم "آلهة يحق لها نزع الأرواح"، وحكموا على كل ما يدب على الأرض بـ"الإعدام".
وكانت الأشجار والغابات أيضا "عدوا لدودا" لجماعات الإرهاب الإخواني في الجزائر، آنذاك مارسوا سياسة الأرض المحروقة لخنق الجزائريين وقطع أرزاقهم عندما كانوا يقطعون ويحرقون ما كان مثمرا منها، لتجويع الأهالي.
ومع اندلاع الحرائق المهولة وغير المسبوقة في الجزائر منذ نحو 10 أيام، كانت بصمات إرهاب الإخوان في هذه الجريمة الطبيعية واضحة، وما كان فرضيات واحتمالات عن تورط "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية أقرب منه إلى الحقائق الدامغة، بعد عشرات الحرائق في توقيت واحد بـ20 محافظة كاملة، واختيار أصعب الأماكن لإخماد الحرائق لضمان أكبر الخسائر البشرية والمادية.
ثم جاءت الجريمة المروعة التي راح ضحيتها الشاب جمال بن إسماعيل في منطقة "الأربعاء ناث إيراثن" لـ"تؤكد ما كان مؤكدا" وتكشف وتفضح مخطط جماعة "رشاد" الإخوانية لتكرار سيناريو التسعينيات.
فقد جاء ذلك الشاب الفنان متطوعاً من مدينة مليانة لإخماد حرائق محافظة تيزيوزو، لكن أوامر "رشاد" الإخوانية حكمت عليه بالقتل والحرق وفصل رأسه عن جسده ثم التنكيل بجثته كما كانوا يفعلون في تسعينيات القرن الماضي.
جريمة بشعة ذكّرت الجزائريين بتقنيات الإجرام التي انتهجها الإرهابيون في سنوات التسعينيات، من التعذيب والقتل والحرق والذبح، لكنها نفذت هذه المرة في شخص واحد وبـ"أوامر إخوانية من الخارج".
وأجمع الخبراء الأمنيون على أن جريمتي حرائق الغابات وطريقة قتل الشاب جمال كانت رسالة حقد من الحركة الإخوانية للانتقام من الجزائريين بإعادة سيناريو العشرية السوداء، بعد أن اكتشفوا وجهها الحقيقي من مظاهرات الحراك الشعبي لإدخال البلاد في أتون الفوضى والعنف.
ثم جاءت رصاصة جديدة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لتكشف وتحبط مخطط تعطش "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية لدماء الجزائريين، وإعادتهم إلى عصر الخراب الإخواني.
واتهمت الجزائر، رسمياً مؤخرا, حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية بالوقوف وراء جريمة القتل البشعة لشاب متطوع في إخماد الحرائق، وكذا في حرائق الغابات التي تسببت في مقتل أكثر من 169 شخصاً.
وأكد المجلس الأعلى للأمن بالجزائر أنه "ثبت ضلوع الحركتين الإرهابيتين (الماك) و(رشاد) في إشعالها (الحرائق)".
كما أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في خطاب تلفزيوني، أن معظم حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد "مدبرة من جهات تعرف جيدا المنطقة وتضاريسها، وقصدوا أن تكون بمناطق آهلة بالسكان".
وحذر الجزائريين عامة وسكان منطقة القبائل التي تضررت بشكل كبير من الحرائق من حركتي "رشاد" الإخوانية و"الماك" الانفصالية التي وصفها بـ"الجراثيم"، بمحاولة إحداث الفتنة على خلفية الحرائق.