كرسي الحكم.. حلم راود قادة وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي منذ نشأته .
السلطة والقبض على رقاب العباد ومقدرات البلاد هدف التنظيم الأوحد في جميع الأقطار والأمصار، ومن بينها الجزائر .
في سبعينيات القرن الماضي أسس الإخوانيان محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني فرعا "سريا" للتنظيم الدولي وأطلقا عليه اسم "الموحدون"، سعيا من خلاله لأن تكون الجامعة بؤرة لانتشار الفيروس الإخواني.
حاول "الموحدون" دفع الشعب الجزائري إلى رفض الدستور والتمرد على الدولة، وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية - كما يرونها طبعا - وكانت تلك أول مؤشرات سعي الإخوان إلى الحكم، لكنها سرعان ما اصطدمت بحزم الرئيس الراحل هواري بومدين وفشلت أمام تجاهل الجزائريين لمخططاتهم.
رغم جرائمهم المشهودة التي ما زالت آثارها ماثلة إلى يومنا، شارك الإخوان في الانتخابات الرئاسية الجزائرية منتصف التسعينيات لكنهم لم يتمكنوا من الوصول أو حتى الاقتراب من القصر الرئاسي، وكان ذلك أول عقاب شعبي لهم في الانتخابات.
في انتخابات الرئاسة عام 1995، فشل مرشح الإخوان محفوظ نحناح في الحصول على أكثر من 26% من أصوات الجزائريين، بالتزامن مع كابوس الخوف والذعر من القتل والذبح الممنهج الذي كان يمارسه الوجه الآخر للإخوان وهو جبهة الإنقاذ.. قتل وذبح لم يسلم منه حتى الرضع بحرقهم وتهشيم جماجمهم، وكذا الحوامل ببقر بطونهم، ليمتد إلى كل ما يدب على الأرض من بشر وحيوان.