مغارة توقظ التاريخ.. الجزائر تواصل استعادة "جماجم المجاهدين"
في مغارة صبيح الشهيرة غرب الجزائر، تحيي السلطات كل عام ذكرى مجزرة فرنسية، ارتكبت هناك قبل 177 عاما، راح ضحيتها مئات مقاومي الاستعمار.
وتصادف المجزرة 12 أغسطس/ آب من كل عام، وهي مناسبة يستحضر فيها الجزائريون هول الفاجعة، التي راح ضحيتها أكثر من 2000 شهيد حرقا، وفق السلطات ووسائل الإعلام الجزائرية.
وفي زيارته لهذه المغارة الواقعة بولاية الشلف (غرب)، أمس السبت، قال وزير المجاهدين الجزائري، العيد ربيقة، إن "العمل جار ومتواصل على مستوى اللجان العليا المنصبة بدائرته الوزارية بكل موضوعية و طرح علمي"، وذلك ردا على سؤال بخصوص جهود استرجاع جماجم الشهداء بمتحف الإنسان بفرنسا، وفق ما نقلت صحيفة "الخبر" على موقعها الألكتروني.
و استرسل قائلا "نستذكر اليوم شهداء محرقة صبيح لأنه من واجب الجزائريين الآن أن يبقوا على عهد هؤلاء الأبطال, الذين تمت إبادتهم بفعل الحرق العمدي و الاختناق, لأنهم ساندوا مقاومتي الأمير عبد القادر و الشريف بومعزة".
و أضاف الوزير أن المغارة "شاهد حي على تاريخ المنطقة" حيث سيتم - حسبه - بالتنسيق مع السلطات الولائية, إقامة نصب تذكاري أو جدارية مخلدة لهذا الحدث التاريخي.يذكر أن الجزائر استرجعت في يوليو/ تموز عام 2020 رفات 24 من المقاومين الجزائريين للاستعمار، كانت جماجم بعضهم معروضة في متحف بالعاصمة الفرنسية باريس؛ ثم أعيد دفنهم في مراسم خاصة بالبلاد.
تم ذلك بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرسمية الأولى إلى الجزائر، عام 2017، حيث أعلن الاتفاق وقتها على إنهاء قضية جماجم الشهداء المثارة بين البلدين.
وحينها أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحفي أن الجزائر وباريس اتفقتا رسميا على "إرجاع جماجم الشهداء وإنهاء القضية نهائيا"، داعيا إلى "ضرورة الوصول لحل نهائي لقضية الذاكرة الذي ظلت لسنوات محور نقاش وخلاف بين البلدين".
وبهذا وبعد سنوات من الخلاف شرعت الجزائر في استرجاع جماجم شهدائها الموجودة في متحف الإنسان في باريس، البالغ عددها 37 جمجمة مرقمة ومسجلة بالأسماء، نهبها الاستعمار بعد خروجه من الجزائر.
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز