صيد ثمين بالمناطق الساحلية.. ضربة جزائرية قاصمة للإرهاب
عملية عسكرية نوعية نفذها الجيش الجزائري شرقي البلاد أسفرت عن اعتقال 7 إرهابيين وتصفية آخر.
بيان وزارة الدفاع الجزائرية أكد ما انفردت به "العين الإخبارية" في تقرير، أمس الأربعاء، نقلا عن مصادر جزائرية أمنية مطلعة، أن "الجيش الجزائري نفذ عملية عسكرية نوعية جدا شرقي البلاد"، تمكن خلالها من "إلقاء القبض على 7 إرهابيين وتصفية واحد آخر" بالمرتفعات الجبلية لمحافظة سكيكدة الواقعة شرقي الجزائر.
- الجيش الجزائري يقضي على "آخر " مجموعة إرهابية شمالي البلاد
- من جيل العشرية السوداء.. الجزائر تكشف هوية 7 إرهابيين قتلى
وذكر بيان "الدفاع الجزائرية" الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه "في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها وحدات قواتنا المسلحة في مجال مكافحة الإرهاب ومواصلة لعملية البحث والتمشيط بغابة واد الدوار قرب بلدية بني زيد دائرة القل بولاية سكيكدة بالناحية العسكرية الخامسة، ألقت مفارز (وحدات عسكرية) للجيش الوطني الشعبي، يوم 16 مارس/آذار، القبض على 7 إرهابيين وعثرت على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في العملية الأخيرة ليوم 19 فبراير/شباط الفارط".
وتم خلال العملية "استرجاع 8 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكميات معتبرة من الذخيرة وأغراض أخرى".
"أقدم مفتي عام"
وكشفت المؤسسة العسكرية الجزائرية عن هويات الإرهابيين الذين ألقي عليهم القبض، كان من أبرزهم المدعو "لسلوس مداني" والمكنى عاصم أبو حيان وهو "المفتي العام للجماعات الإرهابية" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1994.
إضافة إلى بطيب يوسف المكنى أسامة أبو سفيان النيغاسي وهو "أمير الجماعة الإرهابية" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2007.
وكذا زروق بلقاسم المكنى أبو أنس الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2005، وبلاوي محمد المكنى زرقاوي أبو عبيدة الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2007، وزموري عبد الحق المكنى الحاج الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2003، وبن حميدة رشيد المكنى حذيفة الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1996، وجيلالي عبد القادر المكنى موسى الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2015.
فيما تعود الجثة التي عثر عليها إلى الإرهابي زوين محمد المكنى مقداد الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1995.
وشددت على أن حصيلة هذه العملية تضاف إلى حصيلة العملية التي أسفرت يوم 19 فبراير/شباط الماضي، على القضاء على 7 إرهابيين واسترجاع 6 مسدسات رشاشة من نوع "كلاشنيكوف" وبندقية بمنظار وكميات معتبرة من الذخيرة.
آخر جماعة إرهابية
بيان وزارة الدفاع الجزائرية أكد أيضا ما انفردت به "العين الإخبارية"، حيث ذكرت المصادر الأمنية الجزائرية أن الجيش "تمكن من "القضاء على آخر مجموعة إرهابية تنشط في المناطق الساحلية للبلاد".
وأشار بيان "الدفاع" الجزائرية إلى ذلك في ختام البيان بالقول: "ليتم بذلك القضاء على هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تزرع الرعب لسنوات في المنطقة، ولتؤكد هذه النتائج الإيجابية المحققة مرة أخرى على إصرار وعزم الوحدات المقحمة في مكافحة الإرهاب على تطهير وطننا من بقايا الجماعات الإرهابية واجتثاث هذه الظاهرة من بلادنا".
حضور قيادي
وكان لافتاً حضور قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة إلى مكان العملية العسكرية الواسعة، وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية بأن الفريق شنقريحة "تنقل مباشرة إلى منطقة العملية العسكرية، حيث تفقد رفقة اللواء حمبلي نورالدين، قائد الناحية العسكرية الخامسة، الوحدات العسكرية المشاركة في هذه العملية النوعية".
وخاطب "بعين المكان الأفراد العسكريين الذين أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم، حيث أشاد بهذا العمل البطولي، كما أبلغهم تحيات وتهاني عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني".
كما وقف قائد أركان الجيش الجزائري – يضيف البيان – "على ظروف عمل التشكيل العملياتي لهذه الوحدات، مسديا لأفرادها توجيهات، حاثاً إياهم على بذل المزيد من الجهود للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين ومواصلة مكافحة فلول الإرهاب بكل عزيمة وفخر واعتزاز بهذا الواجب المقدس".
معطيات أمنية جديدة
والأربعاء، انفردت "العين الإخبارية" نقلا عن مصادر أمنية جزائرية مطلعة أكدت على عملية نوعية قد تقلب كل المعطيات الأمنية حول مكافحة الإرهاب في الجزائر، عقب وضع حد لـ"آخر" مجموعة إرهابية شمالي البلاد.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن العملية النوعية العسكرية جاءت عقب "معلومات استخباراتية دقيقة جدا"، مكنت الجيش الجزائري من "القضاء على آخر مجموعة إرهابية تنشط في المناطق الساحلية للبلاد".
وأكدت على أن هذه المجموعة الإرهابية "هي آخر ما تبقى من فلول الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط على طول المناطق الساحلية الجزائرية لأكثر من 20 سنة كاملة"، ما يعني بحسب المصادر دائما "القضاء بشكل كامل على الجماعات الإرهابية بالمناطق الساحلية من الجزائر من شرقها إلى غربها"، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 3 عقود كاملة.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "العين الإخبارية" من المصادر الأمنية الجزائرية، فإن الضربة العسكرية جاءت في سياق عملية عسكرية واسعة قادها الجيش الجزائري منذ فترة في مرتفعات محافظتي جيجل وسكيكدة، والتي كانت معروفة بنشاط الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء ما يسمى "القاعدة ببلاد المغرب".
وكانت مرتفعات محافظتي جيجل وسكيكدة شرقي الجزائر من أكثر المناطق التي كانت معقلا للجماعات الإرهابية منذ تسعينيات القرن الماضي والتي عرفت بـ"العشرية السوداء"، والتي كانت تابعة لـ"الجيش الإرهابي للإنقاذ" وهو الجناح العسكري لـ"جبهة الانقاذ" الإخوانية المحظورة التي تسببت في مقتل زهاء ربع مليون جزائري.
قبل أن تتفرخ تلك الجماعات الإرهابية، وتعلن معظمها مبايعتها لـ"تنظيم القاعدة" الإرهابي، حيث كانت أكبر جماعة إرهابية تنشط بالمنطقة هي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي تحولت فيما بعد إلى ما يسمى "القاعدة ببلاد المغرب".