خطة ثلاثية الأبعاد لإنقاذ الأندية الجزائرية من تبعات كورونا
الاتحاد الجزائري لكرة القدم يكشف لـ"العين الرياضية" خطته لإنقاذ الأندية المحلية من تبعات أزمتها المالية التي استفحلت بسبب فيروس كورونا
جاءت تبعات فيروس كورونا والأزمات المالية التي سببها للكثير من الأندية على مستوى العالم بشكل عام لتزيد من المعاناة الاقتصادية التي تعيشها الأندية الجزائرية بشكل خاص، في ظل الوضعية المالية الصعبة التي كانت تعيشها أغلبها قبل بداية الأزمة من الأساس.
- 3 أزمات تلخص قصة الجزائري بلعمري مع الشباب السعودي
- رئيس الاتحاد الجزائري يضع خطة للسيطرة على أفريقيا
وتسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا في أغلب دول العالم في اتخاذ هذه الدول قرارات بتجميد أنشطتها الرياضية لأجل غير مسمى، من أجل الحد من تداعيات الفيروس، مما عرض الكثير من أنديتها لخسائر كبيرة.
وكشف مسؤولون، في الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ورؤساء بعض الأندية عن وجود توجه لتخفيض أجور لاعبي الدوري المحلي بسبب تلك العطلة الإجبارية التي فرضها كورونا عقب وقف البطولة وإغلاق الملاعب، مشيرين إلى وجود خطة متكاملة لإنقاذ الأندية سيتم تطبيقها خلال الفترة المقبلة.
وفي تصريح لـ"العين الرياضية"، نفى صالح باي عبود الناطق الرسمي باسم الاتحاد الجزائري ما تداولته وسائل إعلام محلية عن إصدار الاتحاد بياناً يشير إلى أن الأندية الـ32 المشكلة للبطولة المحترفة الأولى والثانية "تتجه نحو الإفلاس".
وأكد عدم إصدار بيان رسمي بهذا الكلام سواء من الاتحاد أو أية هيئة رياضية أخرى، وحمّل بعض وسائل الإعلام المحلية وصفحات التواصل الاجتماعي مسؤولية "التأويل"، مؤكدا أن "أزمة البطولة الجزائرية لم تصل إلى حد إعلان أنديتها الإفلاس".
معاناة قديمة
أقر صالح باي عبود في المقابل بصعوبة الوضعية المالية لكثير من الأندية الجزائرية، مشيرا إلى أن الأمر "ليس وليد الوضع الحالي"، لكنه ازداد سوءا عقب توقف البطولة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، منوهاً بأن بعض الأندية كانت تعيش منذ سنوات عجزاً مالياً وديوناً متراكمة.
وردا على تقارير الإفلاس قال: "إذا ما طبقنا القانون التجاري على هذه الأندية فهي في حالة إفلاس منذ 10 سنوات"، مشيرا إلى أن الأندية لا يتم التعامل معها بهذا المنطق، كاشفا في المقابل عن وضع الاتحاد الجزائري خطة لإنقاذ أندية الدوريين المحترفين الأول والثاني.
وأوضح أن "خطة الإنقاذ تعتمد على مرافقة الهيئات المسيرة للأندية في طريقة التسيير والموازنة، لإعادة النظر في طريقتها أولا، وتحضيرها لما بعد أزمة كورونا، والهدف منذ مدة ليس زيادة متاعب الأندية مالياً، بل إنقاذها ووضعها على الطريق الصحيح".
وكشف صالح باي عبود عن أن القرار جاء بعد اجتماع الاتحاد الجزائري لكرة القدم ومديرية مرافقة الأندية ورؤساء أندية البطولة الوطنية.
بنود الخطة
وأشار رئيس الاتحاد الجزائري إلى أن الاجتماع قرر أولا تعيين خبراء سيقومون بمرافقة كل نادٍ في تسيير شؤونه الداخلية، على أن يبدأوا عملهم بعد انتهاء أزمة كورونا، وسيُحدد لهم سقفا زمنيا من شهرين إلى 3 أشهر.
وأرجع أسباب تدهور الوضعية المالية للأندية الجزائرية إلى سببين أساسيين، وهما سوء التسيير وحقبة التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرا، خاصة أن بعض الأندية كانت ملكاً أو تمولها شركات طالتها تهم فساد وأصدر القضاء في حقها قرارات بالتجميد ومصادرة أملاكها وسجن أصحابها.
وأكد أن ثاني بنود الخطة في هذا الصدد سيكون العمل على تطهير الأندية على كل المستويات، والاعتماد على الكفاءات في إدارتها وتسيير شؤونها أملا في انتشالها من عثرتها الحالية.
وأوضح أنه في حال قيام بعض الشركات الراعية للأندية بفسخ تعاقدها بسبب توقف النشاط الكروي، فإن ذلك سيزيد فعلاً من الضائقة المالية لأغلبية الأندية ويؤزم وضعها أكثر، لكنه لن يؤدي إلى إفلاسها، مؤكدا أن الخطة الذي وضعها الاتحاد الجزائري ستجنبها الأسوأ.
وكشف باي عبود أن البند الثالث للخطة سيشمل اتفاقا سيصدر خلال الأيام المقبلة يقضي بـ"خفض أجور جميع لاعبي الدوري الجزائري"، بسبب توقف النشاط الرياضي من أجل تخفيف الأزمة قليلا عن كاهل الأندية التي اضطر بعضها للدخول في محادثات مع اللاعبين في هذا الصدد.
إشارات مطمئنة.. ولكن
عبدالكريم مدوار، رئيس الرابطة الجزائرية المحترفة، اعتبر في تصريح لـ"العين الرياضية" أن تقييم الوضعية المالية للأندية الجزائرية حاليا ليس بالحدث، مؤكدا أن البطولة لم تنته ومن السابق لأوانه إعطاء تقييم عن هذا الموضوع.
وكانت السلطات الجزائرية قررت تمديد تعليق النشاطات الرياضية إلى 19 أبريل/نيسان المقبل، فيما دعا الاتحاد الجزائري اللاعبين لوضع برنامج تدريبي فردي خاص خلال هذه الفترة، حتى يتسنى لهم الحفاظ على لياقتهم البدنية لحين استئناف المنافسة.
وأوضح مدوار أن قرار استئناف الدوري الجزائري مرتبط بانتهاء انتشار فيروس كورونا في البلاد، مشيراً في السياق إلى أنه "يتم التعامل مع هذا الإجراء لكن كل شيء يبقى مبهما حتى الآن".
وبشأن تخفيض أجور اللاعبين أكد أن الرابطة الجزائرية المحترفة هي الجهة المخولة بإصدار ذلك القرار، حيث قال إنها هي المخولة بعلاقة اللاعب مع ناديه وفق العقد المبرم بين الطرفين، وليس لأي جهة أخرى دخل بتلك العلاقة.
وأوضح أن "تخفيض الرواتب قرار نحبذه خاصة أن الأجور حالياً عالية في مقابل عدم وجود موازنات واضحة ومحددة لغالبية الأندية في ظل الاحتراف الذي لم يصل إلى ذروته وهدفه الأساسي"، نافيا أن يكون القرار صادراً عن الحكومة أو أية مؤسسة رسمية أخرى.
واستمرارا للإشارات المطمئنة، استبعد الأكاديمي والمحلل الرياضي مراد بوطاجين فرضية إفلاس الأندية الجزائرية، مشيرا إلى أن جميع الـ32 الجزائرية في الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية "تملك الأموال الكافية لتسيير ما تبقى من مباريات الموسم الحالي".
وأوضح أنه مما يساعد تلك الأندية على الصمود أن الحكومة ما زالت تسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تمويلها، مما يعني أنها تنقذها من عثرتها حال تفاقم الأوضاع بشكل أكبر.
عودة الدوري طوق النجاة
وفي تصريح لـ"العين الرياضية"، أشار عبدالناصر ألماس رئيس مجلس إدارة نادية مولودية الجزائر إلى الأزمة المالية الحالية تعيشها كل المؤسسات الاقتصادية بما فيها الأندية الرياضية نتيجة الظروف الحالية التي يعيشها العالم وتوقف الأنشطة جراء جائحة كورونا.
وأوضح أن "مولودية الجزائر مثل بقية الأندية، والأولوية في هذه الظروف إعادة النظر في أجور اللاعبين والطريقة التي تُدفع على أساسها، وهناك عدة أفكار مطروحة لإقناع اللاعبين بضرورة خفض رواتبهم في هذا المرحلة الصعبة التي نتمنى ألا تطول".
أما توفيق قريشي، المدير الرياضي بنادي شباب بلوزداد، فقد أشار إلى أن فريقه غير معني بالأزمة المالية التي تمر بها الأندية الجزائرية ولا بمسألة الإفلاس.
وأكد في تصريح لـ"العين الرياضية" أن "الإشكال الوحيد الذي يواجه نادينا وأغلب الأندية هو توقف البطولة لأجل غير مسمى بسبب كورونا ودخولنا في عطلة إجبارية"، موضحا أن استئناف المسابقة قد يسهم في حل بعض أزمات تلك الأندية.
وأشار إلى أن إدارة النادي تتجه حال استمر الوضع على ما هو عليه إلى اتخاذ قرار خفض رواتب جميع العاملين بمن فيهم الطاقم الإداري والفني للفريق، مشيراً في هذا السياق إلى أن فريقه لا يخضع لتمويل الشركات الخاصة، وبأن شركة "مدار" الحكومية تحترم واجباتها تجاه الفريق.
وقدم الأكاديمي والمحلل الرياضي مراد بوطاجين سيناريوهات لمستقبل الكرة الجزائرية بعد توقف النشاط الكروي في ظل استمرار أزمة كورونا، مشيرا إلى أن ذلك المستقبل مرتبط بتداعيات تلك الكارثة الصحية التي يمر بها العالم.
وفي تصريحاته لـ"العين الرياضية"، أوضح بوطاجين أن السيناريو الأول يتمثل في عودة النشاط الرياضي على المدى المتوسط بين شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، مرجحا أن يتخذ اتحاد الكرة والرابطة المحترفة وقتها قرارات ببرمجة اللقاءات المتبقية بـ"طريقة عادية".
وأوضح أن المتبقي هو 8 مباريات فقط، وهو ما يسهل على المشرفين على الكرة برمجتها في شهر واحد فقط في ظل عدم وجود منافسات قارية.
وأشار إلى أن السيناريو الثاني وهو الأسوأ يتمثل في استمرار انتشار الوباء لفترة أبعد من المتوقعة، مشيرا إلى أن ذلك سيعني أن الجزائر ستتجه لإلغاء ما تبقى من الموسم وعد استكمال باقي المباريات، مع ما قد يرافق ذلك من إلغاء كل نتائج المباريات السابقة.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز