بالصور.. محتجون يغلقون مراكز اقتراع شرقي الجزائر
سجلت الانتخابات التشريعية بالجزائر، مساء السبت، أعمال عنف بإحدى الولايات الواقعة شرقي البلاد من قبل رافضين للاقتراع.
ووفق مراسل "العين الإخبارية"، منع أشخاص رافضون للانتخابات البرلمانية المبكرة بمحافظة بجاية (شرق) المواطنين من الإدلاء بأصواتهم بـ"القوة"، كما قاموا بتكسير صناديق الاقتراع ورمي الأوراق الانتخابية للمرشحين في الشوارع.
- انتخابات البرلمان.. الجزائر تنتقد "مختبرات الفوضى" وحملات التشكيك
- في ساعتين.. 3.72% نسبة تصويت الجزائريين في انتخابات البرلمان
وإثر ذلك، قررت السلطة المستقلة للانتخابات (الهيئة المشرفة على العملية الانتخابية) إغلاق معظم مراكز التصويت، وأبقت على بعضها فقط، مبررة ذلك بـ"تفادي أي مواجهات بين الناخبين والرافضين".
كما اندلعت أعمال شعب في بعض شوارع المدينة وسط انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب في الشوارع الرئيسية للمدينة وبمحاذاة مراكز الاقتراع.
ولا تعتبر الشرعية الهاجس الوحيد الذي ينتظر الغرفة النيابية، إذ يجمع المتابعون للشأن السياسي بالجزائر على "الولادة القيصرية" للبرلمان الجديد بالنظر إلى تراكمات ارتدادات مرحلة ما بعد سقوط نظام عبد العزيز بوتفليقة وتحديات التباين الشعبي إزاء الاستحقاق الانتخابي بين المتفائل والمشكك والرافض والعازف.
استحقاق سرّعت السلطة الجزائرية في الاعلان عنه مبكرا للتخلص من تركة نظام بوتفليقة المتمثل في آخر برلمان بعهده أثار الكثير من الجدل حول ممارسات "غير مألوفة" صدمت الرأي العام، وجعلته محط سخط شعبي.
ورغم المشاركة الواسعة من الأحزاب السياسية في الانتخابات النيابية، إلا أنها شهدت مقاطعة 4 من "التيار الديمقراطي"، وانتقدت "المقاربة الأمنية" في التعامل مع مظاهرات الحراك الشعبي، ورأت أن "تنظيم الانتخابات في جو يسوده القمع والاعتقالات أكبر عائق أمام انتخابات شفافة"، واقترحت تأجيلها و"الدخول في مرحلة انتقالية" لإعادة صياغة قوانين اللعبة السياسية في البلاد.
وتتصدر ولايتا بجاية وتيزي وز الواقعتين بمنطقة القبائل الأمازيغية "أدنى نسب المشاركة" في جميع الانتخابات المقامة بالبلاد، ويرفض جزء كبير من سكانها الأجندات السياسية للنظام الجزائري.
ويتبنى سكان الولايتين الأفكار المعارضة للزعيم التاريخي الراحل حسين آيت أحمد، الذي كان من مفجري الثورة التحريرية ضد الاحتلال الفرنسي (1954 – 1962)، وأسس عقب استقلال البلاد أول حزب معارض وهو "جبهة القوى الاشتراكية".
وقاد تمردا مسلحاً على الجيش الجزائري غداة استقلال الجزائر في يوليو/تموز 1962 على نظام أحمد بن بلة الذي كان أول رئيس جزائري بسبب خلافات على الحكم.
بدأت في الجزائر، صباح السبت، أول انتخابات برلمانية منذ سقوط نظام بوتفليقة وما تلاه من استفتاء على تعديل دستور البلاد.
والبرلمان الجديد سيكون "الابن السابع" في عائلة المسار السياسي التعددي بهذا البلد العربي، والذي امتد إلى مدار 3 عقود، ولكن اقتراع اليوم، يأتي في إطار إصلاحات سياسية وعد بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعد احتجاجات واسعة في 2019 حالت دون فترة رئاسية خامسة لبوتفليقة.
ويشارك في الاقتراع نحو 24 مليون ناخب، لاختيار 407 نواب من بين نحو 25 ألف مرشح يتوزعون على 1483 قائمة انتخابية تمثل 28 حزبا سياسيا، فضلا عن نسبة كبيرة من المستقلين.