وصية مؤثرة لجزائرية تنبأت بوفاتها: ضعوا فتات الخبز للطيور على قبري
يقال إن الإنسان يشعر بموته قبل أيام قليلة من الوفاة، لكن قليلون فقط من يُترجمون ذلك لكلمات مؤثرة على شكل "وصية".
هذا الإحساس تركته الطالبة الجزائرية "ميمونة باشا" على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من خلال منشور مؤثر تداوله الجزائريون على نطاق واسع.
والأحد، تداول الجزائريون عبر منصات التواصل صورا لمنشور "ميمونة" كتبته قبل أيام قليلة فقط من وفاتها في حادث مرور، أحدث صدمة واسعة، وحالة من الحزن على وفاة شابة لا يعرفونها لكنهم تضامنوا مع عائلتها.
ووفق ما رصدته "العين الإخبارية"، نعت صديقات "ميمونة"، وأكدن وفاتها في حادث مرور بمحافظة تبسة، شرقي الجزائر، وهي طالبة جامعية تدرس العلوم الاقتصادية بجامعة المحافظة، وتبلغ من العمر 18 سنة.
رواد مواقع التواصل أعادوا تداول منشور مؤثر جدا للراحلة "ميمونة"، كان عبارة عن وصية لأهلها وأقاربها من "لحظة وفاتها إلى إخراجها من منزلها لدفنها إلى غاية بقائها وحيدة في قبرها".
المنشور كان بعنوان "كي نموت"، وتعني "عندما أموت"، قالت فيه: "كي نموت دفنوني مور العصر باش كامل الناس تلحق تشوفني" (عندما أموت إدفنوني بعد صلاة العصر حتى يتسنى لكل الناس رؤيتي).
وتابعت: "بلاكم تبكوا عليا تعرفوني منبغيش الحزن" (إياكم أن تبكوا علي، تعرفونني لا أحب الحزن).
ثم واصلت وصيتها المؤثرة: "كي يخرجوني الرجال باش يدوني يدفنوني، متضبحوش عليا، منبغيش ندي صوت البكا في وذني" (عندما يخرجني الرجال لدفني، لا تصرخوا، لا أحب أخذ صوت البكاء في أذني).
وواصلت قائلة: "وكي يدفنوني ويكملوا متبقاوش تقولو مسكين، عندي باش نقابل ربي متخافوش عليا" (بعد دفني لا داعي للقول إنني مسكينة، أملك ما أقابل به وجه ربي، لا تخافوا علي).
الراحلة ميمونة انتبهت في وصيتها لأمور زادت من تأثر رواد مواقع التواصل، عندما قالت في منشورها: "متغلقوش الفايسبوك تاعي، وقعدوا تبعثولي ليمسياج، وشكولي وقت اللي تحبو، نيميرويا خلوه عندكم باش كلما تشوفوه تدعولي" (لا تغلفوا صفحتي على فيسبوك، واصلوا إرسال الرسائل لي، وفضفضوا لي وقت ما تشاؤون، أتركوا رقمي عندكم حتى تدعوا لي بالرحمة كلما رأيتموه).
الشابة ميمونة ضحية ما يسمى في الجزائر بـ"إرهاب الطرقات"، ختمت منشورها بوصية قد تكون الأكثر تأثيرا بحسب متابعيها، وذكرت فيه: "ديرو فوق قبري الخبز باش يجي الحمام ياكل، تعرفوني منحبش نقعد وحدي، رواحو زوروني نتوحشكم، دعولي في صلاتكم، لمهم متنساونيش كيما نسيوتني وأنا حيا".
ويعني ذلك: "ضعوا فوق قبري فتات الخبز حتى يأكل الحمام، تعرفونني لا أحب الجلوس وحدي، زوروني لأنني أشتاق إليكم، أدعوا لي في صلاتكم، المهم لا تنسوني كما نسيتموني وأنا على قيد الحياة".
وكان تفاعل الجزائريين مع منشور الفتاة الراحلة "ميمونة" بكثير من تعليقات الصدمة والحزن والتضامن، فيما شكك البعض في صحة خبر وفاتها، رغم تأكيد عائلتها لذلك لصفحات محلية بمواقع التواصل.