العريس "حديث الجزائر" يكشف كواليس زواجه من امرأتين في عرس واحد (خاص)
بين عشية وضحاها، صار الشاب الجزائري رشيد بوديوة حديث منصات التواصل في بلده والعالم العربي؛ لزواجه من امرأتين في عرس واحد، وبيت واحد.
رشيد حاصل على ماجستير علوم جيولوجيا الأرض، وتغرب لسنوات في فرنسا من أجل لقمة العيش، ويدافع الآن بقوة عن تعدد الزوجات، معتبرًا أن "الناس صارت تستوحش الحلال وترضى بالحرام".
في حديثه لـ"العين الإخبارية"، يكشف رشيد، البالغ من العمر 35 عامًا، تفاصيل زواجه بامرأتين، وكيف نجح في إقناعهما وإقناع أهلهما بالزواج به في بيت وعرس واحد. وإلى نص الحوار:
- بدايةً.. من هو سي رشيد؟
أنا رشيد بوديوة، 35 سنة، حاصل على ماستر من جامعة نيس الفرنسية في علوم جيولوجيا الأرض، عملت في فرنسا بمجال التنقيب، وقبل 4 أعوام عدت إلى ولايتي بالجزائر حيث يعيش والديّ، لإصابتهما بمرض عضال وشلل والدتي، فعدت للتكفل بهما ورعايتهما.
حين عدت إلى ولايتي، لم أجد فرصة عمل في تخصصي، فقررت افتتاح وكالة سياحية بالقرب من البيت، وفي هذه الأثناء فكرت بالزواج، ولكن واجهت صعوبات عديدة، ولم أتمكن من العثور على الزوجة؛ لأن معظم الفتيات يرفضن الزواج ببيت الأهل ويرغبن في بيت مستقل.
- كيف تعرفت إلى زوجتيك؟
قبل وفاة والديّ تعرفت إلى زوجتيّ مريم وحنان، مريم كانت صديقتي منذ الطفولة، عندما كنا في المرحلة الابتدائية، ولما رجعت من الخارج تواصلت معها وأعدنا علاقتنا، وزوجتي الثانية حنان تعرفت إليها عام 2010 قبل سفري إلى فرنسا، واستأنفنا العلاقة بمحض الصدفة عام 2018، لأن أهلها يعملون بالبلدية وحينها كنت أستخرج بعض الوثائق ومن هنا رجعت العلاقة وتقربنا أكثر وقررنا الزواج.
- كيف أقنعتهما بالزواج برجل واحد وفي عرس وبيت واحد؟
في البداية واجهت صعوبات عظيمة في إتمام الزواج، وذات مرة سألت إحداهما على سبيل المزاح عن رأيها في تعدد الزوجات وهل تقبل بالزواج مع أخرى من رجل واحد، وكان جوابها في بادئ الأمر رافضًا بعض الشيء، ولكنها لم تكن غاضبة ولم ترفض بشكل قاطع، وفي اليوم الثاني طرحت السؤال نفسه على الثانية، وبعدها خضت محاولات لإقناعهما على حدة، وكان أكثر اعتراضهما لخوفهما من التقصير، لكنني بددت هذه المخاوف، وتعهدت لهما بأنني سأبذل الضعفين لعدم التقصير، وأخيرًا جمعتهما وتعرفا ببعضهما البعض وصارتا صديقتين، وقبلتا بالزواج مني في بيت وعرس واحد، نحمد الله.
- وكيف أقنعت أهل العروسين؟
أغلب العائلات لدينا لا تقبل بفكرة تعدد الزوجات ويجدون فيها انتقاصا من حق المرأة، وكثير من أفراد العائلتين رفضوا ولم يقبلوا بفكرة الزواج من اثنتين في بيت وعرس واحد، ومن يقبل بالفكرة لم يكن مقتنعا بالكامل، والغالبية لم تقبل من الأساس، ولكن نظرا لأن زوجتي ناضجتين وليستا صغيرتين فكان لديهما قدر من الاستقلالية في اتخاذ القرار، والوعي بعدم تأثير آراء الغير في تحديد قراراتهما ومصيرهما، وتمكنّا في النهاية من إتمام العرس رغم كل الصعوبات.
- كيف تبدو علاقة زوجتيك ببعضهما البعض؟ وما فارق العمر بينكم؟
نحمد الله، الاثنتان على قدر عال من النضج، وهناك تفاهم وتناغم بينهما، وفارق العمر بيننا يسير، فزوجتي مريم تكبرني بعام واحد، وهي التي كنت أعرفها منذ الطفولة، وزوجتي الأخرى حنان تصغرني بعام واحد، فأنا مواليد 1987، ومريم مواليد 1986، وحنان 1988، والحمد لله نحظى بقدر عال من التفاهم، والزواج في الأساس قائم على الحوار والتفاهم والتضحية.
- أنت إذًا من مؤيدي التعدد.. فما حجتك؟
لأكن صريحًا معك، جميعنا نعلم أن قلب الرجل يسع أكثر من امرأة، بينما قلب المرأة لا يسع سوى رجل واحد، ومعظم الرجال يميلون إلى أكثر من امرأة واحدة، وأنا أفضّل الصراحة والوضوح، وحسّيت روحي معهما، ولهذا صارحتهما برغبتي في الزواج منهما، ولم أفضل إطلاق الوعود الكاذبة، التي تفتح الباب بعد ذلك للخيانة والزنا، والمولى يقول "من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، ويقول نبينا عليه الصلاة والسلام "التمسوا الرزق بالنكاح"، لكن مجتمعاتنا صارت تستوحش الحلال وترضى بالحرام.
البعض يربط بين التعدد والغنى، لكن التعدد لا يحتاج إلى المال الكثير، بدليل أنني متزوج في بيت بالإيجار وطابق واحد، وأنا مدين بسبب زواجي لأني اقترضت بعض المال لإتمام العرس وتجهيز بيت الزوجية، وهناك اعتقاد خاطئ عني، وهو أنني رجل غني ولدي بيت كبير وعائل، وهذا ليس صحيحا بالمرة، والغنى ليس شرطا للتعدد.
- كيف أعددت العدة للزواج؟
عثرت على بيت بالإيجار قبل العرس بـ4 أيام، وتمكنت من تجهيزه، وقمت بأعمال تجديد البيت بنفسي؛ فأحضرتك الطلاء ولوازم البيت والعائلة، وقبل العرس بيوم واحد توصلت إلى جهة منظمة وأقمت عرسًا بسيطًا، ولم أقدر على مسايرة الطقوس المتبعة لدى أهلنا، واكتفيت ببعض الحلوى مع الأصدقاء والعائلة.
- كيف وصل الأمر إلى السوشيال ميديا والإعلام؟
صحفية من أقارب إحدى زوجتيّ كانت حاضرة في العرس، والتقطت صورة ونشرتها على منصات التواصل، ومن هنا بدأت الضجة، وكنت أفضل ألا يحدث هذا، وكان كل همي هو أن يمر العرس بسلام، والحمد لله مر رغم كل الصعوبات، وبعد كثرة الأقاويل وانتشار المعلومات الخاطئة حولي، كان لدي حساب شخصي على فيسبوك أتابع من خلاله الأخبار وصفحات الرياضة، فلست من المؤثرين على السوشيال ميديا، ولكن مع انتشار هذه الاعتقادات اضطررت لتدشين حساب جديد باسم "سي رشدي" وتوضيح بعض الحقائق، وقلت إنني لست صاحب ثروة ولا حتى بيت، ولكن الغنى هو غنى النفس.