بالفيديو.. "حديقة الحامَّة" جنة خضراء على أرض الجزائر
حديقة الحامَّة في الجزائر العاصمة تعود نشأتها إلى سنة 1832، وهي الأولى إفريقيا والثالثة عالميا من حيث المساحة.
ثالث حديقة في العالم من حيث النباتات النادرة، مصنفة ضمن أجمل خمس حدائق في العالم، الأولى إفريقيا والثالثة عالميا من حيث المساحة.. إنها "حديقة التجارب العلمية الحامَّة"، الواقعة قبالة خليج الجزائر العاصمة، وتحديدا في حي "بلكور" الشعبي.
تعود نشأة حديقة الحامَّة في الجزائر العاصمة إلى سنة 1832، لكن تصميماتها الحالية تعود إلى سنة 1929 للمهندس المعماري الفرنسي رينييه.
ومنذ تصميمها شكلت حديقة الحامَّة أرضا للتجارب العلمية، بدأها الباحثون الفرنسيون بإحضار عدد كبير ومتنوع من النباتات من مستعمراتها في إفريقيا في ذلك الوقت، فقاموا بزراعتها في هذه الحديقة للتكيف مع مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يبعد عن الحديقة بحوالي 200 متر.
وفي سنة 1938، شهدت الحديقة لأول مرة تصوير الفيلم العالمي Tarzan's Revenge، الذي حصد شهرة عالمية فاقت التوقعات، وحصل على إشادة عدد من صناع السينما لروعة مكان التصوير.
تعتبر حديقة الحامَّة من أجمل وأروع حدائق العالم، إذ صنفت في المركز الأول إفريقيا والثالث عالميا من حيث مساحتها، التي تبلغ 32 هكتارا.
وهي أيضا ثالث حديقة في العالم من حيث النباتات النادرة التي لا توجد إلا في الحامَّة وبريطانيا والولايات المتحدة، حيث تضم أكثر من 3 آلاف نوع من النباتات، ومئات من أنواع الحيوانات والأسماك والحشرات، فضلا عن حديقتين على الطراز الفرنسي الكلاسيكي والثانية بالطابع البريطاني.
ولحديقة الحامَّة ميزة أخرى، حيث تتسم باعتدال مناخها، ففي فصل الشتاء تصل درجة الحرارة داخلها إلى 15 درجة مئوية عندما تكون 5 درجات في المناطق المحاذية لها، أما في فصل الصيف فلا تتجاوز 25 درجة مئوية عندما تكون درجات الحرارة 35 خارجها.
اعتدال مناخ الحديقة أسهم بشكل كبير في تنوع النباتات والأشجار والحفاظ عليها، مما ساعد القائمين عليها على إنشاء البيوت البلاستيكية والحصى المكسيكية، ومربعات خُصصت لزراعة الأزهار التجريبية، كما يوجد بالحديقة فضاء واسع للزراعة المخبرية، يقصده عدد من الباحثين والطلبة في مجالي الزراعة والبيئة.
وإضافة إلى ضمها أعدادا من الحيوانات المائية والبرية والبرمائية كالدببة والتماسيح وغيرها، تُعتبر حديقة الحامَّة متحفا للطبيعة، حيث تضم أكثر من 3000 نوع نباتي بأشكال وأصناف وأنواع نادرة، كما تحوي هذه الجنة الخضراء أشجارا يفوق عمرها 150 عاما، حيث زُرعت بداية من عام 1848، على غرار نبتة "الكافور" وشجرة "الجنكة" أو كما تسمى "بالكزبرة أو عشبة الذكاء"، وهي إحدى أنواع الأشجار التي تتحمل التقلبات المناخية القاسية لقرون عدة.
يوجد بالحديقة أيضا "شجرة ورد" يعود عمرها إلى مائة سنة تقريبا ويبلغ ارتفاعها 30 مترا، وأشجار أخرى بنفس الارتفاع كأشجار "البيلسان"، وأكثر من 25 نوعا من أشجار النخيل من بينها نوع "البلميط"، إضافة إلى أشجار التين وجوز البقان وغيرها من الأشجار النادرة.
في حديقة التجارب أيضا، توجد حديقة حيوانات عريقة، حيث كانت تُستعمل قديما كمركز لتربية حيوانات أدغال إفريقيا ودراسة تأقلمها مع المناخ قبل إرسالها إلى أوروبا، حيث يتشابه مناخ الشمال الجزائري مع المناخ الأوروبي.
وتضم الحديقة أيضا بحيرات مخصصة للأسماك، وأخرى خاصة بأنواع عدد من الطيور المائية، كالبط الأبيض والبط المكسوفي والبجع.
الداخل إلى حديقة الحامَّة لا يمكن له إلا أن يصفها "بالجنة الخضراء التي تتوسط مدينة الجزائر"، والمتمعن فيما تحويه من أصناف نباتية نادرة تمتد لقرون لن يراها إلا "مكتبة عالمية طبيعية أو متحفا طبيعيا"، وهو ما جعل زوار هذه الحديقة يفوق يوميا وفي ساعات الذروة 2000 زائر من مختلف مناطق الجزائر ومن السياح الاجانب.