"الحاكم".. أخطر إرهابيي الحوثي عالميا يسعر حرب مأرب
عاد القيادي الحوثي أبو علي الحاكم المطلوب دوليا للعدالة لواجهة المشهد مجددا بإشعاله الحرب على مأرب التي لاقت تنديدا عربيا ودوليا واسعا.
ودفع زعيم المليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي بذراعه اليمنى وثاني أخطر قيادي حوثي إرهابي في الجناح العسكري المنتمي إلى معقل الجماعة الأم المدعو "عبدالله يحيى الحاكم" بقيادة حملة الهجوم الوحشي المستعر للأسبوع الثاني على مدينة مأرب، شرقي البلاد.
و"أبوعلي الحاكم"، كما هي كنيته المعروفة، هو بمثابة "قاتل مأجور" للنظام الإيراني، ويعد مهندس أبشع المجازر الوحشية بحق المناهضين السياسيين والرأس المدبر لمئات العمليات الإرهابية منذ حروب المليشيات الحوثية في معقلها "صعدة".
وأبقت الإدارة الأمريكية في 16 فبراير/شباط الجاري، اسم "الحاكم" ومعه زعيم المليشيات "عبدالملك الحوثي" وشقيقه الأصغر "عبدالخالق الحوثي" على لائحة الإرهاب المدرجين بشكل خاص، رغم شطب واشنطن اسم الجماعة من القائمة السوداء.
كما يضعه التحالف العربي في الترتيب الخامس على قائمة الـ40 مطلوبا المسؤولين عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة باليمن، ويرصد مكافأة مالية تصل لنحو 20 مليون دولار أمريكي.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن 3 قادة من الصف الأول للمليشيات الحوثية من حملة الحرب وإشعال جبهات مأرب، آخر معاقل الشرعية شمالا، لكن "الحاكم" يلعب دورا محوريا أكبر.
وأكدت أن الثلاثي المكون من "الحاكم" وشقيق زعيم المليشيات المدعو "عبدالخالق" المطلوب الثاني لواشنطن والـ6 لقائمة التحالف والمدعو "عبدالكريم المهدي" قائد ما تسمى المنطقة الجنوبية وأحد أقارب زعيم الانقلابيين، هم أبرز قادة مكلفين في الحشد والتصعيد الرامي لاجتياح المحافظة النفطية.
الحشد لساعة الصفر
زعيم قبلي قال بدوره إن القيادي الحوثي "الحاكم" عقد الثلاثاء الماضي لقاء موسعا مع زعماء قبائل تم جمعهم بقوة السلاح من محافظات عدة شمال اليمن لدعوتهم لـ"إنجاح حملة الحرب الجديدة" التي تشنها المليشيات منذ أسبوعين.
وأضاف المصدر، الذي حضر اللقاء وفضل عدم الكشف عن هويته، أن المدعو "أبوعلي الحاكم" تحدث بهمجية وتهديد مع المشايخ إذا لم يقوموا بواجبهم لمساندة حرب المليشيات على مأرب والتي وصفها بـ"الفاصلة ومعركة الحسم".
وأشار المصدر لـ"العين الإخبارية" إلى أن ما بث من تسجيلات مرئية للقيادي الإرهابي يعد مقتطفات مجتزأة من تهديدات مباشرة أطلقها في وجوه زعماء القبائل، بما فيها لصق تهمة "الخيانة" ومساندة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية لمن يرفض طلباتها.
بحسب المصدر فقد حمل الإرهابي "الحاكم" الذي يترأس هيئة الاستخبارات العسكرية للانقلابيين لزعماء القبائل رسالة من زعيم المليشيا مفادها "ضرورة استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحسم العسكري".
كما طالب زعماء القبائل باستعادة وتحييد كل من ينتمي إلى مناطقهم وقبائلهم ويقاتل في الجيش اليمني أو بجانب قبائل مأرب والضغط على الجنود بابتزاز أسرهم وأبنائهم التي تتواجد في مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية خصوصا شمالي البلاد.
وطبقا لذات المصدر فقد توعد "الحاكم" في اللقاء القبلي والعسكري والأمني الزعماء بـ"مصير أسود" حال لم يساندوا المليشيات بحشد المسلحين للجبهات والتواصل لسحب كل من له علاقة بالقتال بجانب قبائل مأرب والجيش اليمني في المحافظة ضد الحوثيين.
وزعم الإرهابي أن "إنجاز النصر يجب أن يتم ولو بأي ثمن"، كما سعى لإغراء زعماء القبائل بعد إبلاغهم بالترتيب مع المليشيات استعدادا لـ"ساعة الصفر" لاجتياح مأرب بعرض "كل ما فيها غنيمة لكم والمجاهدين"، على حد إفادة الزعيم القبلي لـ"العين الإخبارية".
وأبدى عدد من زعماء القبائل ممن شاركوا في اللقاء الحوثي لاستنفار القبائل عدم امتلاك أي حيلة لمقاومة المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا، خشية القمع المفرط للإرهابي "الحاكم".
سجل أسود
ويدفع زعيم مليشيات الحوثي دوما بـ"عبدالله الحاكم" للقيام بالحملات العسكرية السوداء والأدوار الخبيثة واللاأخلاقية، إذ ظهر عديد المرات في تسجيلات مصورة مسربة وهو يهدد كبار زعماء القبائل بطريقة مهينة والتي تتجاوز أعراف وتقاليد اليمنيين باحترام كل صاحب مكانة اجتماعية أو قبلية.
وفي واحدة من ذلك، تعمد إشهار السلاح في وجوه زعماء القبائل أو كبارهم أصحاب المكانة مع ألفاظ تهديد صريحة، وهذا يعد تصرفا مرفوضا ومعيبا لدى العرف القبلي اليمني.
ويعتبر التوحش الذي مارسه "الحاكم" ضد أنصار الرئيس السابق ورجالته العسكريين والسياسيين وزعماء قبائل رفضوا الهجوم على منازل أسرة "صالح" في انتفاضة 2 ديسمبر/كانون الأول 2017، فضلا عن عمليات إرهابية طالت القيادات البعثية باليمن بتوجيهات مباشرة من قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني" أحد الفصول السوداء على لائحة الإرهاب عالميا.
وقال مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية" إن "أبوعلي الحاكم" كان هو المسؤول عن عمليات تصفيات إرهابية بحق عدد من الضباط العراقيين البعثيين الذين كانوا يتواجدون في اليمن منذ أزمة بلادهم، وذلك بطلب من المخابرات الإيرانية.
وأضاف المصدر أن عمليات "الحاكم" بدأت عقب تغلغل الحوثيين 2012 في المؤسسة العسكرية والأمنية ثم بعد اجتياح صنعاء والانقلاب واستهدفت "عددا من الضباط العراقيين الذين كانوا يعملون كخبراء ومستشارين في الجيش اليمني السابق".
ويضع سجل "الحاكم" الأسود قلقا متزايدا على حياة ملايين المدنيين والنازحين في المحافظة النفطية خصوصا أنه سبق أن كان مسؤولا مباشرا لمجازر جماعية ومذابح بحق الأطفال خلال حملة حصار مدينة تعز 2015، وفقا لخبراء.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4yMzcg جزيرة ام اند امز