علي النعيمي: شباب العالم الإسلامي يعاني أزمة هوية
قال الدكتور علي النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، إن شباب العالم الإسلامي يعاني أزمة هوية.
وأضاف خلال فعاليات "منتدى تعزيز السلم" الثامن في الإمارات، الأحد، أن نقاشات المواطنة والتعايش السلمي التي تشمل جميع الدول تأتي كثمار للجهود المبذولة لتسليط الضوء على المعضلة بين الهوية والدولة الوطنية.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات شتى جديدة تتطلب من علمائنا ونخبنا الثقافية التوصل إلى حلول جديدة لهذه المعضلة تتماهى مع العصر الحديث.
وأكد أن الشباب في العالم الإسلامي يعاني بشدة من أزمة في الهوية والانتماء والمسلمون يعانون من أزمة هوية كونهم ينتمون لجنسيات مختلفة.
وأكمل: "شبابنا تم اختطافه بشكل واضح بسبب أزمة الهوية الوطنية.. ونهدف في الإمارات إلى التوصل لحلول حداثية لهذه المعضلات ومن خلال الشريعة الإسلامية".
وتابع: "ليست هناك دولة في العالم الإسلامي لا توجد فيها تعددية ولهذا إما أن نقبل المواطنة والتعايش السلمي ونحميهما في إطار وطني وقانوني وإما أن نورث أزماتنا إلى الأجيال الشابة والقادمة".
وأكد ضرورة تأسيس وترسيخ معنى الدولة الوطنية بشكل شامل، موضحا: "اليهود والمسيحيون لطالما كانوا جزءاً من تاريخنا ويجب أن يكونوا جزءاً من مستقبلنا".
وشدد على أن الإسلام يدعم التعايش السلمي والتسامح بين جميع الأديان.
انطلقت، الأحد، فعاليات الملتقى الدولي الثامن لمنتدى تعزيز السلم في الإمارات، وتستمر حتى 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
يأتي ذلك تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي؛ برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى تعزيز السلم.
ويعقد المنتدى بعنوان: "المواطنة الشاملة، من الوجود المشترك إلى الوجدان المتشارك" بمشاركة ممثلي الحكومات وأبرز القيادات الدينية والمئات من الأكاديميين ورجال الدين من مختلف الأديان، والمذاهب وبحضور العشرات من الباحثين الشباب.
واختار المنتدى موضوع المواطنة نظراً لأهميته في ترسيخ السلام العالمي وحفظ السكينة في المجتمعات والأوطان، واستثماراً لتراكم نتائج عمل المنتدى منذ تأسيسه سنة 2014، وسعيه لأن يوفر فَضاء للعلماء لنشر رسالة السلم والتعاون على الخير والإسهام الإيجابي في تصحيح المفاهيم، باعتماد المنهجية العلمية الرَّصينة.
ويسعى المنتدى من خلال هذا الموضوع إلى تعميق البحث في مفهوم المواطنة الشاملة في عالم ما بعد كورونا، متناولاً بشكل خاص إمكانات وتحديات التنوع والتعددية واستثمارهما في دعم السلم المجتمعي والتحفيز على التنمية المستدامة.
وستتناول جلسات الملتقى محاور مختلفة، من أهمها: تحديد مفهوم "المواطنة الشاملة" من خلال نقاش سياقات نشأته ومسارات تطوره، ومدى راهنيته والحاجة إليه، والإجابة على أسئلة المقومات القيمية للمواطنة، وإفساح المجال للتأصيل الشرعي، وإبراز دور الدين الإيجابي في بناء المواطنة، ومناقشة التحديات التي تواجه البشر كمواطنين على كوكب الأرض.
كما سيكون الملتقى هذا العام فرصة لعرض النماذج الناجحة في تحقيق مفهوم المواطنة واستعراض الإعلانات والمواثيق التي أسهمت في تكوين فهم جديد للمواطنة كإعلان مراكش (2016)، ووثيقة الأخوة الإنسانية (2019)، ووثيقة مكة المكرمة (2019)، والميثاق العالمي لحلف الفضول الجديد (2019)، وحوارات ويلتون بارك حول المواطنة الشاملة (2018-2021) ويطمح المنتدى للخروج بوثيقة جامعة تستلهم المشتركات الدينية والإنسانية والسياقات الحضارية المعاصرة من أجل عالم أفضل تسود فيه الفضائل وقيم التعايش والتضامن والوجدان المتشارك.