العماني علي الحبسي.. بصمة لحراس المرمى العرب في ملاعب إنجلترا
علي الحبسي حارس مرمى منتخب عمان صنع تاريخا مشرفا للحراس العرب في ملاعب إنجلترا
سطر العماني علي الحبسي، حارس فريق ويست برومتش ألبيون الإنجليزي، اسمه كأحد أهم حراس المرمى في تاريخ الكرة العربية، بما قدمه من نتائج وبطولات وإنجازات محلياً ودولياً، بجانب أنه ترك سمعة مميزة للحراس العرب في ملاعب إنجلترا المختلفة.
ولم يكن الحبسي، حارس منتخب عمان، مجرد اسم عربي محترف في أحد دوريات أوروبا، بل كان حارسا ذا بصمة مميزة في الدوري الإنجليزي الممتاز (بريمييرليج)، بما قدمه من أداء على أرض الملعب، وليس فقط لأنه أول حارس عربي يتألق في أقوى دوريات العالم، وأحد أبرز المحترفين العرب الذين صنعوا اسما في ملاعب أوروبا.
رحلة في ملاعب إنجلترا
بدأت رحلة الحبسي مع الفرق الإنجليزية في 2006 بانضمامه في يناير/كانون الثاني إلى فريق بولتون واندررز، لكن التجربة بدأت بالفعل في سبتمبر/أيلول 2007، حين شارك في فوز فريقه 2-1 على فولهام في كأس الرابطة.
وفي موسم 2007-2008 لعب 15 مباراة مع الفريق؛ إحداها ضد بايرن ميونيخ الألماني في كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا)، والتي قدم فيها أداء مذهلا وتصدى لمجموعة كبيرة من الفرص، لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2 في أليانز أرينا معقل البافاري.
وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، لعب في ديسمبر/كانون الأول 2008 ضد ويجان أتلتيك مباراته الأولى، لتقرر الإدارة تجديد عقده حتى عام 2013.
أفضل لاعب 3 مرات
وانضم الحبسي إلى ويجان في يوليو/تموز 2010، على سبيل الإعارة لمدة موسم، وحصل في تلك السنة على جائزة أفضل لاعب في الفريق، ليتم تحويل عقد الإعارة إلى شراء نهائي.
ولعب الحبسي لفريق ريدينج من 2015 إلى 2017، ونجح خلال تلك الفترة في إحراز جائزة أفضل لاعب في الموسم مرتين.
أقدم كأس في التاريخ
كانت ذروة النجاح للحبسي، مثلما هي لأي لاعب في العالم، عندما اعتلى منصة التتويج خلال رحلته الاحترافية للمرة الأولى، وبالطبع يكون للتتويجات معنى وأهمية أكبر حين تكون في إنجلترا، وبالتالي تزداد تلك الأهمية إذا كانت بأقدم كأس في التاريخ.
وحقق الحبسي كأس الاتحاد الإنجليزي مع ويجان موسم 2012-2013، بالفوز على مانشستر سيتي في النهائي بهدف دون مقابل، حيث تمكن من التصدي لغارات الفريق السماوي وقاد فريقه للتتويج باللقب.
عقدة النجوم
تمكن الحبسي خلال تمثيله فريق ويجان من التصدي لقرابة نصف ركلات الجزاء التي تم تسديدها عليه، ما جعله يصنف ضمن أفضل المتصدين لركلات الجزاء في ملاعب إنجلترا، مما ربط اسم الحارس العماني خلال تلك الفترة بقوة بالانتقال إلى العملاقين ليفربول وأرسنال.
ومن بين النجوم الذين تصدى الحبسي لركلات جزائهم الأرجنتيني كارلوس تيفيز نجم مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي السابق، والمكسيكي خافيير هيرنانديز نجم يونايتد السابق، والإسباني ميكيل أرتيتا نجم أرسنال السابق والهولندي روبين فان بيرسي نجم المدفعجية والشياطين الحمر السابق.
شارة قيادة تاريخية
وبخلاف تجربتي بولتون وويجان، لعب الحبسي كذلك لبرايتون في 2014، وريدينج في الفترة من 2015 إلى 2017، وقدم أداء جيدا خلال المباريات التي شارك فيها.
وفي 16 أبريل/نيسان 2016، ارتدى الحبسي شارة قيادة فريق ريدينج ضد ليدز يونايتد، في اللقاء الذي خسره فريقه 2-3، ليصبح أول حارس مرمى عربي يرتدي شارة القيادة في إنجلترا.
استراحة مع "الزعيم"
وبعد رحلة طويلة في ملاعب إنجلترا قرر الحبسي تسجيل اسمه ضمن سجل حراس المرمى الفائزين بالدوري السعودي للمحترفين، حيث انضم لفريق الهلال لمدة موسمين خلال الفترة من 2017 إلى 2019.
وتمكن صمام أمام منتخب عمان خلال تلك الفترة من التتويج مع "الزعيم" بلقبي الدوري والسوبر المحلي السعوديين في عام 2018.
مشوار دولي حافل
أما عن تجربة الحبسي مع منتخب عمان، والذي تخلله التتويج بكأس الخليج 2009، فيكفي القول إن الحبسي ظل محافظاً طوال 17 سنة على مكانه في تشكيل منتخب بلاده، خاصة لو اعتبرناه أحد نجوم الصف الأول في المنتخب الأحمر.
وشارك الحبسي في 134 مباراة مع منتخب عمان، ووصل لذروة تألقه خلال دورات كأس الخليج المختلفة، حيث تأهل 3 مرات للنهائي، وخسر في 2004 و2007، ثم حقق اللقب في 2009 بركلات الجزاء الترجيحية، في مباراة تصدى خلالها لفرصة حقيقية من ياسر القحطاني مهاجم السعودية في الدقيقة الأخيرة من اللقاء قبل التألق في ركلات الترجيح، لكنه غاب عن النسخة الأخيرة التي توج بها منتخب بلاده في 2018.
يذكر أن الحبسي توج أفضل حارس مرمى في كأس الخليج 5 مرات أعوام 2003 و2004 و2007 و2009 و2011.