عاقبته أمريكا وآخرين.. من هو علي كرتي وزير خارجية السودان الأسبق؟
على وقع الأزمة السودانية، التي باتت على أبواب شهرها السادس دون حل يلوح في الأفق، ووسط تصعيد عسكري متبادل، اتخذت الولايات المتحدة من العقوبات سياسة لتقويض الأطراف التي تغذي الأزمة.
سياسة استهدفت في أوائل الشهر الجاري نائب قائد قوات الدعم السريع السودانية عبدالرحيم دقلو، ليأتي الدور اليوم على مسؤول سوداني سابق وشركتين إحداهما مقرها في روسيا، اتهمتهم الولايات المتحدة، بمفاقمة عدم الاستقرار في السودان.
وقال براين نيلسون وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في بيان إن "الإجراء الذي اتخذ اليوم يضع المسؤولية على أولئك الذين أضعفوا الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي وديمقراطي في السودان"، مضيفًا: "سنواصل استهداف الجهات التي تعمل على استمرار هذا الصراع لتحقيق مكاسب شخصية".
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنها استهدفت علي كرتي وزير الخارجية في عهد البشير الذي أصبح زعيما للحركة الإسلامية السودانية بعد الإطاحة بالبشير في 2019.
وكرتي شخصية بارزة بين المخضرمين والموالين لحكم البشير الذين ناوروا لحماية مصالحهم واستعادوا بعض النفوذ في أعقاب "انقلاب" عام 2021.
وأضافت وزارة الخزانة: "(كرتي) وغيره من الإسلاميين السودانيين المتشددين يعيقون بنشاط الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في سبيل إنهاء الحرب الحالية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والمدنيين السودانيين، والجهود الرامية إلى استعادة مرحلة الانتقال للديمقراطية في السودان".
هل من آخرين؟
كما فُرضت العقوبات أيضا على (جي.إس.كيه أدفانس)، وهي شركة مقرها السودان، قالت وزارة الخزانة إنها استُخدمت وسيلة مشتريات لقوات الدعم السريع.
وقالت وزارة الخزانة إن هذه الشركة كانت تنسق مع شركة الإمدادات العسكرية "أفياتريد" ومقرها روسيا، "والتي استهدفتها عقوبات اليوم أيضا، لترتيب شراء قطع الغيار والإمدادات للطائرات المسيرة التي سبق أن اشترتها قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى أعمال التدريب"، بحسب البيان.
وفي بيان منفصل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن واشنطن اتخذت خطوات هذا الأسبوع لفرض قيود على منح تأشيرات لأشخاص يُعتقد بأنهم جزء من الجهود الساعية إلى تقويض التحول الديمقراطي في السودان، بينهم إسلاميون سودانيون ومسؤولون سابقون، بالإضافة إلى آخرين "يقمعون حقوق الإنسان ومتورطين في انتهاكات أخرى".
تأتي عقوبات اليوم الخميس بعد الإجراءات التي اتُخذت بحق نائب قائد قوات الدعم السريع هذا الشهر والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في يونيو/حزيران على شركات اتهمتها بتأجيج الصراع.
ويجمد هذا الإجراء أي أصول للمستهدفين في الولايات المتحدة ويمنع الأمريكيين بشكل عام من التعامل معهم. ويخاطر من يشتركون معهم في معاملات معينة بالتعرض أيضا للعقوبات.
من هو علي كرتي؟
وكرتي معروف بقربه من الرئيس المعزول عمر البشير، وملاحق جنائياً على خلفية قضايا فساد مالي وحيازة عدد ضخم من الأراضي السكنية دون وجه حق.
يعرف عن علي كرتي أنه كان قياديًا في حزب المؤتمر الوطني المنحل، وشغل منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، قبل أن يتولى منصب وزير خارجية السودان، بين عامي 2010 و2015.
وكان كرتي قائدا لقوات الدفاع الشعبي أو الأمن الشعبي التي توجه إليها أصابع الاتهام لفض اعتصام المتظاهرين السودانيين بالقوة. أطلق عليه لقب "ملك الأسمنت" في السودان.
وكانت النيابة العامة في السودان أعلنت في مارس/آذار 2020، أن مكتب النائب العام أصدر أمرا بإلقاء القبض على وزير الخارجية السابق علي كرتي لدوره في انقلاب 1989 الذي أتى بعمر البشير إلى السلطة.
aXA6IDMuOTQuMjAyLjE1MSA= جزيرة ام اند امز