حراك لدعم السودان.. "نبض" موحد لـ"قلب العرب"
حراك عربي يستهدف زيادة الدعم للسودان، البلد المثقل بصراع لم يضع أوزاره منذ أشهر ويهدد بتداعيات وخيمة على الأصعدة كافة.
وعقدت الجامعة العربية بمقرها بالقاهرة، برئاسة أمينها العام أحمد أبوالغيط، اجتماعا لدعم مبادرة "نبض العرب" لإسناد السودانيين المتأثرين من النزاع المستمر منذ أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
- الميرغني لـ"العين الإخبارية": جبهة المدنيين طريقنا لمنع كابوس تقسيم السودان
- نزاع السودان.. لاعب جديد ينفتح على القتال بـ"دواعٍ أمنية"
وفي كلمته الثلاثاء، أكد أبوالغيط أنها "مبادرة صادقة للتعبير عن مشاعر العرب تجاه ما يحدث في السودان، والتعبير عن الحزن لما يتعرض له المواطن السوداني من نساء وشباب وكبار سن وتوقف التعليم".
"مهمة ضرورية"
وأضاف أبوالغيط: "علينا اليوم مهمة ضرورية وهى مساعدة الشعب السوداني"، مشيرا إلى أن جميع المشاركين في المبادرة لديهم القدرة على تقديم تلك المساعدة ويفعلون ذلك حقيقة".
ومستدركا: "لكن علينا أن نواصل الدعم خصوصا في ظل استمرار الاقتتال بالسودان"، لافتا إلى أن "الشعب السوداني جزء من هذه الأمة وعلينا أن نستمر في دعمه بكل الجوانب، مع العمل في الوقت نفسه بالضغط لوقف إطلاق النار لأنه دون وقف لإطلاق النار ستظل الأوضاع مؤسفة".
وشدد "أبوالغيط" على أن "الجميع لديهم قدرة لتقديم الدعم للشعب السوداني، من جمعيات ومستشفيات ومنظمات، وهناك الكثير الذي يمكن تقديمه"، مؤكداً: "لا نستشعر الإرهاق من استمرار الدعم في ظل تعقد الوضع السوداني والعناد المستمر بين الفرقاء السودانيين".
دمار
في تعقيبه على الأزمة السودانية والتحركات العربية، قال القائم بأعمال سفارة السودان لدى مصر، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير محمد عبدالله التوم، إن "الحرب استهدفت مؤسسات الدولة ومرافقها وهياكلها الاقتصادية والخدمية".
وأضاف التوم، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "تم تدمير المستشفيات ومرافق الخدمات ومنازل المواطنين ودُور المتاحف، ومراكز الثقافة، والوثائق التاريخية"، مشيرا إلى أن الحرب "تسببت في فقدان الآلاف من الأرواح ووسائل العيش وتدمير الأصول الإنتاجية وتعطيل سلاسل التوريد والبني التحتية".
وأشار إلى دراسة أجرتها "مجموعة العمل الفنية الاتحادية والمجموعات الولائية" في السودان، بالتعاون مع بعض الوكالات المتخصصة، أظهرت أن حوالي 20.3 مليون شخص يمثلون 40% من جملة السكان تقريبا، هم حاليا في وضع الأزمة أو وضع الطوارئ، بينهم حوالي 8.6 مليون شخص يحتاجون إلى إجراءات عاجلة لإنقاذ حياتهم وسبل عيشهم.
وفي ختام حديثه، أشاد التوم بدور مصر التي "فتحت أبوابها لاستضافة مئات الآلاف من السودانيين وسط إخوتهم المصريين وتقديم كل الدعم للموجودين بالبلاد".
محنة إنسانية
وفي ذات السياق. قال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، إن "المبادرة تستحق كل التأييد والدعم للأشقاء في السودان".
وأوضح حليمة، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن هذا "الاجتماع عكس صورة قوية للتضامن المصري والعربي من خلال المشاركين وما صدر عنهم من مواقف إيجابية وبناءة لدعم الشعب السوداني في المحنة الإنسانية التي يواجهها".
وأكد أن "المبادرة لا تقتصر على الشعب السوداني الموجود في مصر أو حتى على الحدود وإنما ستتوسع لتشمل دولا عربية أخرى تواجه أوضاعا إنسانية كارثية"، متمنيا "نجاح المبادرة والقائمين عليها من حكومات أو اتحادات عربية وغير حكومية".
إنقاذ
من جهته، أشاد رئيس اللجنة العليا للمبادرة، ورئيس الوزراء المصري السابق، الدكتور عصام شرف، بدور الأمين العام لجامعة الدول العربية في خدمة السودانيين.
وقال شرف، في كلمه له بالاجتماع، إنه "منذ 5 أشهر فقد السودان الشقيق أمنه واستقراره حيث أزهقت الأرواح ونهبت الممتلكات وهدمت البنية التحتية".
وتابع أنه "لم يكن غريبا أن تفتح مصر أبوابها لجميع الأشقاء في السودان، وذلك للاستقرار والإقامة والتعليم، كما كانت دائما (مصر) في كل محنة وكما كانت من قبل في الرخاء".
وحول مبادرة "نبض العرب"، أكد شرف أنها "لا تقتصر على السودانيين بل وقف الجميع جنبا إلى جنب لدعم الأشقاء في السودان"، معربا عن تطلعه لـ"أن تكون الاستجابة بحجم الحدث، وأن يستعيد السودان أمنه واستقراره".
وشدد على أن "هذا الملتقى فرصة عظيمة لحشد الدعم لمزيد من الاهتمام بالقضية السودانية ولدعم وإنقاذ السودانيين المتأثرين من النزاع".
وفي نهاية الاجتماع، أعلن عدد من الحاضرين من الاتحادات العربية المختلفة والمنظمات دعم السودان بالملايين من الجنيهات، على رأسهم رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أحمد الجروان، وكذلك اتحاد المنتجين العرب.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA=
جزيرة ام اند امز