عالية بنت الحسين لـ"العين": الإمارات حققت المعادلة الصعبة
"العين" التقت الأميرة عالية بنت الحسين على هامش مشاركتها في ندوة "مبادرة بوذيب – تقود مستقبل رياضة القدرة" بالإمارات
الأميرة عالية بنت الحسين، الابنة البكر للملك الراحل حسين بن طلال، الذي اعتبرها عميدة العائلة، وهذه الأميرة الرياضية المثقفة، التي تشغل حاليا منصب رئيسة اتحاد الفروسية الملكي الأردني، والتي حملت شركة الطيران الأردنية اسمها؛ هاوية خيل وفروسية وفنون عديدة، استطاعت أن تنجز من خلالها الكثير على المستوى المحلي والعربي والعالمي، فقد عرفت منذ صغرها بأنها كانت دقيقة وواضحة ولديها ثقة شديدة بالنفس، حيث عرفت وما زالت دمثة الخلق، متواضعة إلى الحد الذي يجعلها قريبة جدا من كل الناس، وهي أم وصديقة لأبنائها.
مؤخرا حلّت الأميرة عالية ضيفة على الإمارات، حيث شاركت متحدثة في ندوة دولية بعنوان "مبادرة بوذيب – تقود مستقبل رياضة القدرة" التي تزامنت مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، وذلك في إطار مهرجان الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الحادي عشر للقدرة، الذي عقد في قرية بوذيب العالمية للقدرة بمدينة الختم خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 12 مارس الجاري بتنظيم من نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام واتحاد الإمارات للفروسية، عن بعض شؤون حياتها واهتمامها بالخيول العربية الأصيلة والثقافة المرتبطة بها.
وعبّرت الأميرة عالية في لقاء خاص مع بوابة "العين" الإخبارية عن غبطتها لتزامن انعقاد الندوة مع اليوم العالمي لرياضة المرأة، مبينة أن للمرأة مشاركتها الواضحة في مختلف الرياضات، وقد سجلت نتائج كبيرة في ذلك، لا سيما في سباقات ركوب القدرة والتحمل التي تلقى اهتماما واضحا من القيادة الحكيمة في الإمارات، بما يؤكد مشاركة المرأة في تحمل مسؤوليتها تجاه الرياضة بشكل عام وتجاه رياضة الفروسية بشكل خاص، حيث ينبغي على الجميع المشاركة في تحمل هذه المسؤولية لأننا جميعا رجالا ونساء، نعمل بيد واحدة من أجل النهوض بمختلف هذه الرياضات والثقافة المرتبطة بها من حيث تأكيد التقاليد ذات الصلة ببناء العلاقة النبيلة بين الجواد العربي والفرسان والفارسات، إذ ينبغي أن نجعل من الخيول المشاركة في السباقات شريكة للفرسان الذين يمتطونها، كي تكون هذه الرياضة شريفة نزيهة.
كما عبّرت الأميرة عالية عن تقديرها لما حققته الإمارات من نهضة شاملة خلال فترة قياسية، مع نجاحها في تحقيق المعادلة الصعبة وهي الأصالة والمعاصرة، على الرغم من مظاهر الحداثة العديدة التي تبدو في الحياة العامة، ما يؤكد النظرة الاستراتيجية للقيادة الحكيمة في هذا البلد العربي المعطاء، الذي يتمتع بروح سامية من ثقافة التسامح واحترام الآخر، وفق استراتيجية وطنية مستشرفة جعلت منه محط اهتمام وأنظار العالم ووجهة ثقافية وسياحية.
وكشفت الأميرة عن أن أهم ما في أجندة حياتها الآن هو "تربية أبنائي وتنشئتهم على مبادئ الشرف والأمانة والعصامية والخلق القويم، بالإضافة إلى توثيق العلاقة مع من يحبونني، والعمل على مساعدة من يطلب مساعدتي"، مؤكدة أن المرأة الأردنية استطاعت أن تحصل على حقوقها دون أن تظلم في مجالات عدة، مثل التعليم والمهام السياسية والمهن الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وقد صادق الأردن عام 1991 على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي أبرمت عام 1989 وفي عام 1993 شكلت اللجنة الوطنية لشؤون المرأة برئاسة عمتي الأميرة بسمة بإرادة ملكية، ولم يغفل التعديل على مجموعة القوانين، كالتشريعات العمالية عام 1996 حقوق المرأة العمالية على الصعيد العربي، وإلى جانب ذلك، ومما يدل على دعم مسيرة المرأة والاهتمام بها من قبل الجهات الرسمية تم تشكيل المجلس الوطني لشؤون الأسرة برئاسة جلالة الملكة رانيا العبدالله، مما يعزز الاهتمام الرسمي بالمرأة والأسرة التي تعد أساس تنشئتها.. وتضيف: "أود أن أؤكد ضرورة أن تدرك المرأة أهمية إيجاد توازن مع ممارستها لحقوقها، وما هو سائد من مفاهيم اجتماعية تعزز دور الرجل، وعدم المغالاة في الظهور والادعاء حتى لا تكون لذلك نتائج عكسية" .
وتحدثت الأميرة عالية عن المؤسسة التي تحمل اسمها وهي تتولى رئاسة هيئتها الإدارية بقولها: تنهض المؤسسة بمسؤوليات إنسانية واجتماعية كبيرة تجاه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال (التوحد)، ومسؤوليات أخرى تجاه البيئة والكائنات الحية، في وقت تسعى فيه المؤسسة إلى تعزيز التوازن والانسجام والاحترام لجميع الكائنات، كما تعمل على إيجاد شراكات فاعلة محلياً ودولياً لضمان أعلى مستويات الكفاءة والإنجاز في مهامها، ووفق نهج شمولي تقوم من خلاله بدور الوسيط بين الجهات المستفيدة والجهات الداعمة لنشاطاتها وبرامجها المختلفة.
يذكر أن مؤسسة الأميرة عالية تأسست عام 2009 كمؤسسة غير ربحية، وتنطلق نحو تحقيق أهدافها من رؤيتها التي تركز على التعليم باعتباره مفتاح التنمية المستدامة، فيما تتمتع المؤسسة بشراكات فاعلة مع وزارات التربية والتعليم والطاقة والبيئة والتنمية والأوقاف وأمانة عمان والأمن العام وجامعة العلوم والتكنولوجيا وغيرها من المؤسسات، وتبني كذلك على الخبرات التي يتمتع بها جميع الشركاء، وصولاً إلى تحقيق التغيير المستدام الذي يجعل الأردن نموذجاً مثالياً في هذا المجال.
aXA6IDE4LjE4OC4yMTkuMTMxIA== جزيرة ام اند امز