بنات أليكو دانغوتي.. ثلاثي نون القوّة الذي سيحمل مشعل إمبراطورية الإسمنت

في تحول لافت داخل إمبراطورية دانغوتي، تبرز بنات الملياردير النيجيري كلاعبات رئيسيات في قيادة المجموعة، ضمن خطة خلافة تدار بهدوء منذ سنوات.
بدأت بنات الملياردير النيجيري أليكو دانغوتي في الظهور كلاعبات رئيسيات ضمن هيكل إدارة أعمال والدهن، في مشهد يعكس تخطيطا دقيقا وانتقالا سلسا للسلطة داخل واحدة من أضخم الإمبراطوريات الاقتصادية في أفريقيا.
- ألبرت غودوين.. شرارة أول إضراب عمالي يهز كندا
- «ماري بارّا» تقود التحول في عالم السيارات.. 11 عاما على عرش جنرال موتورز
لم يعد حضورهن مقتصرا على المناسبات العائلية أو التمثيل الرمزي، بل بات لهن أدوار استراتيجية فعلية في قطاعات مختلفة من المجموعة. تأتي هذه الخطوة كجزء من خطة الخلافة التي يهيّئها دانغوتي بصمت منذ سنوات، حيث بدأ بتقليص مشاركته في العديد من المجالس الإدارية التي طالما ترأسها، وكان أبرزها استقالته في يونيو/حزيران الماضي من رئاسة مجلس إدارة "شركة دانغوتي لتكرير السكر"، بحسب مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
حليمة دانغوتي: اليد القانونية والمالية للمجموعة
تُعد حليمة، أكبر بنات دانغوتي، الواجهة الأبرز بين شقيقاتها في المجموعة. حاصلة على شهادة في القانون من جامعة نوتنغهام البريطانية، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ويبستر، وهي معروفة بدقتها التنظيمية وهدوئها الحازم.
تتولى منصب المدير التنفيذي لشركة "دانغوتي للصناعات التجارية"، وتلعب دورا محوريا في الهيكلة المالية وإدارة المخاطر. كما أنها عضوة في مجلس إدارة مجموعة دانغوتي القابضة.
كانت حليمة أولى بنات دانغوتي اللاتي انخرطن رسميًا في العمل العائلي منذ عام 2008، وهي أيضا من أشرفت على إدراج "دانغوتي للإسمنت" في البورصة النيجيرية، في خطوة تاريخية ساهمت في رفع قيمة المجموعة السوقية بشكل كبير.
فاطمة دانغوتي: المدافعة عن البُعد الاجتماعي للمجموعة
أما فاطمة، الابنة الوسطى، فتركز نشاطها ضمن الجانب الاجتماعي والإنساني للمجموعة، حيث تشرف على مؤسسة دانغوتي الخيرية.
درست في المملكة المتحدة، وتخصصت في العلاقات الدولية والتنمية، وهو ما انعكس في فلسفتها الإدارية داخل المؤسسة.
تحت قيادتها، توسعت المبادرات الصحية والتعليمية للمؤسسة في نيجيريا والدول المجاورة، خصوصًا في مجالات مكافحة سوء التغذية، ودعم النساء الريفيات، والتدخلات السريعة أثناء الأزمات الصحية.
فاطمة تمثل جانب "القيمة المجتمعية" الذي باتت مجموعة دانغوتي تحرص على تعزيزه كجزء من استراتيجيتها المستدامة.
مريم دانغوتي: الصوت الصاعد في الابتكار وريادة الأعمال
أما مريم، أصغر بنات دانغوتي، فهي تمثل الجيل الجديد من رجال الأعمال الذين يتطلعون إلى دمج التكنولوجيا بالاقتصاد التقليدي. بعد دراستها في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال في إحدى الجامعات الأمريكية المرموقة، عادت إلى نيجيريا بحماسة لترك بصمتها.
تُعرف مريم بشغفها بالابتكار، وهي تدير حاليا عدة مشاريع ناشئة داخل المجموعة تهدف إلى رقمنة بعض خدماتها، مثل سلسلة التوريد واللوجستيات. كما تشارك في تطوير استراتيجيات التحول الرقمي داخل "دانغوتي للصناعات"، وهي أحد الأصوات الشابة التي تُحدث فرقا في طريقة تفكير المجموعة تجاه الأسواق المستقبلية.
نهج الأب: تمكين مدروس لا عاطفي
يعرف دانغوتي أن استمرارية إرثه لا يمكن أن تُترك للصدفة أو العواطف الأبوية. اختار إشراك بناته بناءً على كفاءاتهن ومؤهلاتهن، وحرص على أن يبدأن من مواقع تنفيذية وسط طواقم محترفة، لا في مناصب شرفية. كما أن توزيع الأدوار بينهن يُظهر تخطيطا استراتيجيا، يراعي التخصصات والخبرات، ما يجعل من "ثلاثي دانغوتي" أكثر من مجرد ورثة، بل قيادة نسائية جديدة تُمهد لعصر جديد في واحدة من أضخم المجموعات الصناعية في أفريقيا.
بهذا التمكين، لا يُعِد دانغوتي بناته فحسب، بل يعيد تشكيل نموذج الخلافة في بيئة الأعمال الأفريقية، حيث تندر مثل هذه الانتقالات السلسة والمنظمة. الثلاثي النسائي الذي نشأ في ظل صرامة والدهن ونظرته الحازمة للأعمال، يبدو اليوم على أتم الاستعداد لتولي المشعل، كل في مساحته، وكل بأسلوبه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز