واحة الجفرة.. نخيل وبراكين وتراث متجذر في قلب الصحراء الليبية
تحتضن واحة الجفرة الليبية موروثا شعبيا أصيلا وتعد عاصمة للنخيل، فضلا عما تضمه من طبيعة خلابة أهلتها لأن تكون موقعا جذبا سياحيا
تحتضن واحة الجفرة الليبية موروثا شعبيا أصيلا لليبيين، وتعد عاصمة للنخيل في البلاد، فضلا عما تضمه من طبيعة خلابة كالبراكين أهلتها لأن تكون موقعا للجذب السياحي.
تربط الجفرة جنوب ليبيا بشمالها عبر شبكة طرق رئيسية، وتحوز أهمية اقتصادية كبرى لقربها من الحقول النفطية.
وفي الطريق إلى الجفرة تنتشر العديد من الآثار القديمة من القلاع والسبل التي لا تزال تحتفظ بمجمل بنيتها المعمارية.
وتمتد في الجفرة وديان وتلال من الرمال وترتفع المنطقة عن مستوى سطح البحر بمقدار (200 م) تقريبا، ويبلغ اتساعها حوالي 13 كم من الشرق إلى الغرب، و5 كم من الشمال إلى الجنوب.
ويصلها الماء إلى الجفرة من خلال منظومة النهر الصناعي، وكانت الواحة بمثابة العاصمة العسكرية للنظام السابق لكثرة مخازن الأسلحة فيها ومطارها العسكري.
كما تطل على سلسلة جبال الهاروج وهي أكبر تجمع للجبال البركانية في منطقة شمال أفريقيا تبلغ مساحتها 45,000 كيلومتر مربع، ويوجد بها 150 بركانا خامدا، كما توجد على قممها الخامدة بحيرات، إضافة إلى حياة نباتية وحيوانية، وتعد مقصدا مهما لرحلات السفاري.
ويشتهر سكان المناطق القريبة من صحراء الهاروج باصطياد الغزال والودان والأرانب التي ترعى فيها ومن أشهر الأماكن بها وأكثرها حركة هي قارة منذيل والعذب ومرارة وأم الرتم، وتوجد بها منطقة كانت عبارة عن بحيرة منذ زمن بعيد، حيث لا تزال هناك بقايا بحرية.
الأصالة
"الجفرة تسكن في روح أهلها.. الأصالة الليبية الحقيقية بكل مفهومها ومضمونها التراثي الجميل"، يتحدث صالح علي الجماعي الموظف بجهاز الخيالة والفنون والمسرح بالجفرة.
ويقول الجماعي لـ"العين الإخبارية": "الزي التقليدي الليبي لا يزال يشاهد في الجفرة، وهو يتماشى مع الروح الطيبة والجود الحقيقي في بيوت أهلها الكرام".
وتابع الجماعي "الجفرة أكثر ما يميزها عن جميع المناطق جودة التمور فيها، حيث إنها تحتوي على أكثر من مليون نخلة، ويرجع السبب الحقيقي لكثرة زراعة النخيل إلى عرفان أهلها بجيل النخل الذي كان يمد المجاهدين بالغذاء طوال فترة الاستعمار الإيطالي".
وأوضح أن النخيل الموجودة في الجفرة تضم 100 نوع منها (حليمة) وهي محدودة العدد وتوجد في منطقة ودان، و(الدقلة) وتتواجد أكثرها في سوكنه، و(التغيات) وتوجد في جميع نواحي المنطقة، وتحقق أرباحا جيدة لكل المزارعين في المنطقة".
وأضاف أن زراعة التمور مورد اقتصادي حقيقي لليبيا، وقد تعد ثروة بديلة للنفط لأنها تصدر بأسعار جيدة إلى أوروبا.
الفوار الساخن
ومن أهم معالم الجفرة السياحية "الفوار الساخن" الذي يعد وفقا للكاتب والصحفي اخريصي قشقش الزوي معلما من معالم السياحة بالمنطقة الوسطى التي يأتي لها السياح من مختلف المدن الليبية.
ويقول اخريصي لـ"العين الإخبارية" إن الفوار بئر يبعد عن مدينة تازربو بحوالي 80 كيلومترا من ناحية الشرق، وتتدفق منه المياه الكبريتية الساخنة التي تساعد في علاج العديد من الأمراض الجلدية مثل الكزيما والصدفية وغيرها.
وأوضح اخريصي أن البئر ظهرت بداية الستينيات من القرن الماضي عندما أتت إحدى الشركات الأجنبية للتنقيب عن الغاز، بعد أعوام من الدراسات والمسح خرج الماء الساخن بدل الغاز، وظل إلى الآن النبع يتدفق.