طُرِدَ فالفيردي لكن فعلته أهدت كأس السوبر الإسباني لريال مدريد ليُجمع الكل على أن ما قام به كان هو التصرف الصحيح.
ما بعد نهائي السوبر الإسباني الذي جرت أحداثه على الأراضي السعودية، سرقت تصريحات رئيس ريال مدريد السيد فلورنتينو بيريز كثيرا من الأضواء، وطافت كلماته نقلا عن القناة السعودية الرياضية صحف العالم، ولم يزاحمه على ذلك إلا فعلة اللاعب فالفيردي.
طُرِدَ فالفيردي لكن فعلته أهدت كأس السوبر الإسباني لريال مدريد، ليُجمع الكل على أن ما قام به كان هو التصرف الصحيح، جاء ذلك على لسان راموس وزين الدين زيدان، بل إن سيميوني مدرب أتلتيكو نفسه قال للاعب وهو في طريقه خارج الملعب بعد طرده: أي لاعب سيفعل ما فعلته.
إنكار بيريز معرفته للاعب اسمه بوجبا جاء بين تعمّد إهانة اللاعب أو تملص من الرد على السؤال ما إذا كان بوجبا في طريقه إلى الريال أم لا، الكثير يميل إلى أن مرد هذه الإجابة تدل على إما حذر قانوني يمنع على بيريز الإفصاح عما يمكن اعتباره مخالفة قانونية في التفاوض، وإما كيد لبوجبا الذي قد لم يساعده في حلحلة مسألة الانتقال.
وأيا كانت الأمور فإن لعب بوجبا للريال في الفترة الحالية من مصلحة الطرفين، وإذا ما انتهيا إلى ذلك سيقوم بيريز باستدعاء تصريح السوبر من أجل الكشف عن الأسباب التي دعته لإطلاقه، لكن في كل الأحوال فهو لا يبدو حسنا وحتى إن وصفته بعض الصحف الإنجليزية بالمزحة الثقيلة فإنه يتجاوز ذلك.
أما عن فالفيردي وفعلته، فهي ربما أكدت أن الفوز ولا غيره هو هدف التنافس، وأن ما يُقال عن اللعب النظيف إنما هو من باب ذر الرماد في عيون الأفلاطونيين، فقد انطلق فالفيردي خلف مهاجم أتلتيكو موراتا الذي كان يتجه لمرمى الريال في حالة انفراد، وقام بعرقلته بعنف قبل 5 دقائق من نهاية الشوط الرابع من المباراة، مانعا هدفا أكيدا.
بالطبع طُرِدَ فالفيردي، لكن فعلته أهدت البطولة للريال، ليُجمع الكل على أن ما قام به كان هو التصرف الصحيح، جاء ذلك على لسان راموس الذي وصفها باللقطة الحاسمة، وأنه كان لأي لاعب أن يفعل ذلك، حتى زين الدين زيدان قال إنه قام بعمل رائع، بل إن مدرب أتلتيكو سيميوني نفسه قال للاعب وهو في طريقه خارج الملعب بعد طرده: أي لاعب سيفعل ما فعلته.
ما يسمى بـ”الفاول التكتيكي”، وهو لمنع هجمة واعدة، تصرف معتاد ويختلف تأثيره بحسب موقع ارتكابه وزمن المباراة وأهميتها والنتيجة حينها، لكن لم يسبق أن جاهر تقريبا الجميع بالثناء على مرتكبها كما فعل الجميع مع فالفيردي، فهل كان ذلك مثلاً سيتم لو كان الخصم برشلونة والمعتدى عليه ليونيل ميسي؟
فالفيردي في النهاية حمل الكأس مع زملائه وحمل معه كأسا أخرى مُنحت له من اللجنة المنظمة كأفضل لاعب في المباراة!
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة