إضراب مرشد الإخوان "المزعوم".. لماذا الآن؟
في مسعى جديد لابتزاز السلطات المصرية وادعاء المظلومية، زعمت جماعة الإخوان الإرهابية أن مرشد التنظيم محمد بديع، دخل في إضراب.
وقال محللون لـ"العين الإخبارية" إن الإخوان جماعة تقوم على ابتزاز عواطف البسطاء، حيث تستغل حالة المرشد الطاعن في السن وتدعي كذبًا تعرضه للمضايقات في السجن، بهدف تسليط الضوء من جديد عليهم في محاولة منها للحصول على عدة مكاسب.
- مصر وتركيا.. دبلوماسية الزلزال تقض مضاجع الإخوان
- الإخوان "إرهابية" في بارغواي.. تنتهك السلم وتهدد الاستقرار
وأكدوا أن "الجماعة الإرهابية تعمل لصالح قوى دولية لديها آلة إعلامية تحترف الترويج لما يخدم الجماعة، كالإضراب عن الطعام والتعذيب وتلفيق الاتهامات للشرطة وللنظام ككل، وهذه ليست المرة الأولى التي يدعي الإخوان قيامهم بالإضراب عن الطعام ثم يثبت كذب ادعائهم".
فيما اعتبروا أن الهدف الأهم هو "اتساع الخلافات بين الإخوان في الخارج ما دعاهم إلى الالتفات إلى المرشد كحل أخير منقذ للجماعة، فبخروجه تعود القاهرة عاصمة الإخوان من جديد".
ويقبع مرشد الإخوان في السجن منذ 2013، ووصل مجموع الأحكام التي صدرت في حقه إلى 261 سنة سجنا في 12 قضية بعضها بصفة نهائية وبعضها ما زال في مرحلة الطعون.
تكذيب رسمي
من جانبها، نفت الأجهزة الأمنية المصرية مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية، دون أن تشير الىغ بديع أو غيره، حيث اكتفت بالتصريح عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه لا صحة لما تم تداوله من جانب أحد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بشأن إضراب أي من نزلاء أحد مراكز الإصلاح والتأهيل بالبلاد.
ابتزاز عاطفي وادعاء المظلومية
وحول ما تروّجه الجماعة الإرهابية، قال الكاتب والباحث في الحركات الإسلاموية والقيادي السابق في الجماعة، طارق البشبيشي، إنه يشم رائحة الخديعة في هذا الخبر.
وتساءل البشبيشي، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "هل سيضرب المرشد عن الطعام والشراب فقط أم سيضرب عن تناول أدويته التي يحرص عليها بانتظام خلال السنوات العشر الماضية؟".
وأضاف: "إننا أمام موقف انتهازي من الجماعة تستغل حالة المرشد الطاعن في السن، وتدعي كذبًا تعرضه للمضايقات في السجن، والإخوان أول من يعلم أنه يعامل معاملة حسنة وتقدم له رعاية صحية فائقة، بدليل أنه كتب رسائل وهو في محبسه إلى الإخوان في الخارج، فهل فجأة عاملته إدارة السجن معاملة سيئة؟".
وأشار إلى أن "في الأمر خديعة ما، فالمرشد لا يمكن أن يقدم على هذه الخطوة، فهو من الأساس وقبل دخول السجن يعاني من أمراض عديدة ولا يمكن أن يتوقف عن تناول أدويته".
وحول الأهداف الخفية من وراء مثل هذه الأخبار، أوضح البشبيشي أن "الإخوان جماعة تقوم على ابتزاز عواطف البسطاء، ولا مانع أخلاقي لديهم من الكذب في سبيل غايتهم، وليست المرة الأولى التي يدعي الإخوان قيامهم بالإضراب عن الطعام ثم يثبت كذب ادعائهم، ففي أول أزمتهم مع النظام المصري عام 2013 أعلنوا أن 450 سجينا بدأوا الإضراب عن الطعام والشراب نظرًا لسوء المعاملة في السجون، ولما فشلت حيلتهم كرروها في عام 2015، ولما فشلت قدموا شخصا واحدا فقط تم التركيز عليه إعلاميًا، فوقع اختيارهم على الإخواني ذي الجنسية الأمريكية محمد سلطان، ابن القيادي الإخواني صلاح سلطان، زعموا أنه أضرب عن الطعام والشراب لمدة 495 يوما وهي أطول فترة إضراب في العالم، كما أنها غير منطقية، وكان يظهر كأنه مريض ومسكين".
وتابع: "وبعد الإفراج عنه، دبت فيه الحياة فجأة في مطار نيويورك ونشر صورته وهو يأكل البيتزا، وهذا دليل على كذبهم فلو كان مضربًا حقًا لكان عند وصوله لأمريكا دخل المستشفى ولمكث فيه فترة طويلة حتى يتعافى من امتناعه عن الطعام والشراب، ولكنه الكذب الإخواني المعروف، وها هم يحاولون تكرار خديعتهم في شخص المرشد ليظهر في إعلامهم كشيخ مظلوم طاعن في السن يقبع في السجن".
ولا ننسى، والكلام للبشبيشي، أن "الجماعة الإرهابية تعمل لصالح قوى دولية لديها آلة إعلامية تحترف الترويج لما يخدم الجماعة، كالإضراب عن الطعام والتعذيب وتلفيق الاتهامات للشرطة وللنظام ككل، إضافة لتأليف حكايات عن بطولات الإخوان في السجون وغيره من الأخبار التي يتم الترويج لها في صفحات التواصل الاجتماعي".
بديع هو الحل
وحول سؤال لماذا الآن وبعد قرابة 10 سنوات في الحبس وبعد العديد من القضايا التي أدين فيها المرشد، يتم استخدام ورقة الإضراب عن الطعام وسوء المعاملة الطبية؟، أجاب القيادي الإخواني السابق وعضو مؤسس في حزب الحرية والعدالة سابقًا، أحمد المسيري، أن اتساع الخلافات بين الإخوان في الخارج هو السبب في الالتفات إلى المرشد كحل أخير منقذ للجماعة.
وأضاف المسيري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "حالة التنظيم تنذر بانهيار وشيك على كافة الأصعدة، فقد فشلت كافة جهود الإصلاح، وأصبح التنظيم منقسما إلى ثلاث جبهات ولا يمكن عودتهم جماعة واحدة، حتى أصبح لكل جبهة قائد ومتحدث رسمي وتمويل ومسار تربوي ووسيلة إعلامية تعبر عنه، ولم يعد هناك أمل بعودة الجماعة صفًا واحدًا إلا بخروج المرشد نفسه فتتوقف الانشقاقات".
وأكد أن "وجود بديع خارج السجن يحقق ثلاثة أهداف للجماعة، الأول فض النزاع بين جبهات الإخوان وإنهاء حالة الانشقاق ووقف نزيف الجماعة الذي يتزايد بعد انفجار الصراع على منصب القائم بالأعمال، لذك لا بد من خروج صاحب السلطة الشرعية ذاته واستلامه لمهامه، الهدف الثاني قطع الطريق على تنظيم الإخوان الدولي ممثلًا في يوسف ندا ومحمد البحيري من السيطرة على التنظيم المصري، وهو حجر الزاويا في خلافات الإخوان المكتومة.
أما الهدف الثالث، بحسب المسيري، فهو معنوي، لافتا إلى أن "معنى وجود المرشد العام للإخوان في المحبس يعني أن الجماعة كلها في المحبس حتى لو كل الإخوان خارج السجن، أما وجود المرشد خارج السجن فيعني أن الجماعة بخير حتى لو كل الإخوان في السجون، إضافة إلى أنه بخروج المرشد تعود القاهرة عاصمة الإخوان من جديد".
الإضراب ورقة ضغط
يؤكد هذا الرأي البشبيشي بقوله "يسعى الإخوان أن يكون مرشدهم حرًا حتى لو لم يكن يدير الجماعة فهو رمز الجماعة وله أهمية كبيرة، حاول الإخوان إيجاد رمزية بديلة بنائبه محمود عزت، ونجحوا بعض الوقت إلى أن تم إلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة، تحولت الرمزية لإبراهيم منير، وبعد الصراعات بينه وبين محمود حسين ضاعت تلك الرمزية".
وأضاف: "لكن فكرة خروج المرشد بعد إدانته في العديد من القضايا وبأحكام نهائية وأمام رفض الدولة المصرية للتفاوض في شأن الإخوان وعدم تقبل فكرة عودتهم للمشهد رغم كل الضغوط الدولية على القيادة السياسية، من المتوقع أن يلجأ الإخوان لحيلة الإضراب عن الطعام ليكون ورقة ضغط على القيادة السياسة لإصدار قرار عفو عن بديع مع تقديم الضمانات اللازمة للدولة المصرية بعدم مغادرة الأراضي المصرية أو الالتقاء بقيادات الإخوان أو بالتحدث للإعلام، هم فقط يريدونه خارج السجن، وفي حال لم تستجب الدولة أو ثبت كذب الخبر فلن تخسر الإرهابية أكثر مما خسرت ويكفيها أنها صدرت إزعاجا للأجهزة الأمنية ووفرت مادة للحدث عن المرشد ولو بالكذب".
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg
جزيرة ام اند امز