15 خطيباً ليوم عرفة في 100 عام.. المفتي أكثرهم وقوفاً و«المعيقلي» آخرهم
يعتلي الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، منبر مسجد نمرة لإلقاء خطبة يوم عرفة، ليكون الخطيب الـ 15 الذي يعتلي هذا المنبر على مدار نحو 102 عام.
وتعد هذه المرة الأولى للشيخ الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، في إلقاء خطبة عرفة.
وسبق المعيقلي في إلقاء خطبة عرفة على مدار نحو قرن، 14 خطيبا من المشايخ والأئمة، كان أكثرهم وقوفًا على منبر مسجد نمرة بعرفات المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بـ34 خطبة، بدأها 1402هـ إلى 1436هـ، تلاه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ بـ25 خطبة على مدار 25 عامًا متواصلة.
مليار مسلم
ويتوقع أن يستمع، نحو مليار مسلم حول العالم لخطبة عرفة التي ستتم ترجمتها هذا العام إلى 20 لغة، فيما تستهدف المملكة رفعها إلى 50 لغة لتصل رسالة الحرمين الوسطية لمختلف قارات العالم.
ويعد منبر عرفة، أبرز رسالة دينية سنوية توجّه من أقدس بقاع الأرض إلى العالم، وهو منبر رسالة السلام والوئام والمحبة والتسامح والوسطية، التي تنطلق من منبع الرسالة المحمدية إلى جميع دول وشعوب العالم.
ومنبر عرفة، هو اقتداء شرعي بخطبة الوداع التي ألقاها رسول صلى الله عليه وسلم في الموضع المشيّد عليه مسجد "نمرة".
وأكد رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، جاهزية منظومة الخدمات الرقمية لمقر مشروع خادم الحرمين الشريفين لبث ترجمة خطبة عرفة في مشعر عرفات.
وجهز مركز خطبة عرفات بمسجد نمرة بأحدث الأجهزة والأنظمة لبث وترجمة خطبة يوم عرفة لجميع المسلمين في أنحاء العالم، من خلال التطبيقات الإلكترونية، ومنصة منارة الحرمين، ومن خلال ترددات البث عبر أثير الإذاعات، في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.
وفي وقت سابق أعلن الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عن زيادة لغات مشروع ترجمة خطبة عرفة إلى (50) لغة؛ نظرًا لحاجة العالم إلى الهدايات الأخلاقية، والتبصرة بأسس التعايش والتقارب، وإذاعة الوسطية والاعتدال، من خلال مشروع خادم الحرمين لترجمة خطبة يوم عرفة؛ الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم لإيصال رسالة الوسطية والاعتدال للأمة.
وأكد السديس أن "خطبة عرفة" تعد مسارًا للإنسانية، لما تتضمن من الأسس الواضحة لحفظ الحقوق والأخوة الإنسانية والعدالة، والتصدي لكل أنواع الاستغلال المادي والمعنوي، ولكل أشكال الاستعباد للإنسان، والدفع بقوة لتفجير طاقات الفرد والمجتمع في الاتجاه الإيجابي لإعمار الأرض بسلام وأخوة وتعاون وتعايش، وهو منهج رسمه نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بقوله: "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت".
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر العاشر من شهر ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بات فيها وصلى الفجر.
102 عام
ويوافق هذا العام 1445 هـ مرور 102 عام هجري من الزمان على تدشين بداية عهد رعاية ضيوف الرحمن من قبل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فقبل أن يكتمل توحيد المملكة، أخذ الملك المؤسس على عاتقه مسؤولية رعاية وأمن وأمان وإكرام ضيف الرحمن، لتكون الركن الأساس في بناء الدولة منذ اللبنات الأولى لتأسيسها.
وبعث رسمياً رسائل إلى أمراء المدن التي دخلت الحكم السعودي، آنذاك، لبدء الاستعداد لاستقبال الحجاج مبكراً في 15 من محرم عام 1343هـ.
واستمرت العناية بالحجاج والمعتمرين منذ ذلك التاريخ مرورا بتأسيس المملكة، وعبر ملوكها المتعاقبين، وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي شهدت رعاية ضيوف الرحمن في عهده نقلة نوعية وإنجازات قياسية.
وبعد عام واحد من توليه الحكم، أطلق الملك سلمان عام 2016 خارطة طريق لرسم مستقبل البلاد تحمل اسم "رؤية 2030" تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات، وكان في القلب من تلك الرؤية وأحد أبرز برامجها، "برنامج خدمة ضيوف الرحمن".
قائمة بخطباء عرفة خلال 100 عام
وعلى مدار هذا القرن من الزمان من المؤسس وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اعتلى منبر نمرة لإلقاء خطبة عرفة، 15 خطيبا "خلال عهد الدولة السعودية الثالثة":
1- أول من خطب في مسجد نمرة بعرفات في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود هو الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب بإذن من الملك عبدالعزيز، وذلك عام 1343 هـ.
2- ما بين عامي 1344 وحتى 1369 هـ اعتلى منبر مسجد نمرة الشيخ عبدالله بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب.
3- في عام 1370 خطب في عرفة الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
(من عام 1371 وحتى عام 1376 اختلف الباحثون فهناك من قال إن الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ استمر في الخطابة خلال الفترة من 1370 وحتى 1376هـ، وهناك من رجح أن يكون مؤدي الخطبة هو الشيخ عبدالله بن حسن بن عبدالوهاب، أو ولده الشيخ عبدالعزيز، والتباين في الآراء لا يؤثر في عدد خطباء عرفة على مدار هذا القرن، كونهم جميعا تأكدت مشاركتهم سابقا أو لاحقا في إلقاء خطبة عرفة)
4- منذ عام 1377 وحتى عام 1398 كان يؤدي خطبة عرفة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
5- في عام 1399هـ ألقى الخطبة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان وسجلت خطبة ذلك العام، وهي متداولة حتى وقتنا الحاضر.
- في عامي 1400 و1401، عاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن لإلقاء خطبة عرفة ليعتذر بعدها عن عدم الخطابة لظروفه الصحية.
6- من عام 1402 هـ حتى عام 1436هـ ألقاها مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ويعد أكثر الخطباء وقوفًا في منبر مسجد نمرة، بـ34 خطبة.
7- عام 1437 هـ، ألقى الخطبة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
8- في عام 1438 هـ ألقى الخطبة الشيخ سعد بن ناصر الشثري.
9- في عام 1439 ألقى الخطبة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ.
10- في عام 1440 هـ، ألقى الخطبة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ.
11- في عام 1441 ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع الخطبة.
12- في عام 1442، ألقى الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة الخطبة.
13- في عام 1443، ألقى الخطبة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
14- في عام 1444 ألقي الخطبة الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء.
15 – يلقي خطبة هذا العام الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام.