"الراعي" يرفض "بدعة" حزب الله في تشكيل حكومة لبنان
الراعي تساءل خلال عظة الأحد: "بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها وتعطل تأليف الحكومة حتى الحصول على مبتغاها؟"
شنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي، الأحد، هجوما على الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) على خلفية تمسكهما بوزارة المال وعرقلة تشكيل الحكومة، رافضا أي محاولات لتغيير النظام الحالي في ظل الدويلات وهيمنة السلاح غير الشرعي.
وخلال عظة الأحد، تساءل الراعي: "بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها وتعطل تأليف الحكومة حتى الحصول على مبتغاها وتتسبب بشلل سياسي وضرر اقتصادي ومعيشي؟".
وأضاف: "أين أضحى اتفاق القوى السياسية من أجل الإصلاح وحكومة مصغرة ووزراء اختصاصيين والمداورة في الحقائب وأي علم دستوري يخصص احتكار حقيبة ما؟".
وتابع: "رفضنا ليس موجها ضد طائفة ما، ولكن ضد البدعة التي تسعى لفرض هيمنة لجهة على دولة فاقدة للسيادة"، مؤكداً أن "هذا غير مقبول في نظامنا الديمقراطي التنوعي".
ودعا الراعي رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب إلى "التقيد بالدستور وتأليف حكومة ينتظرها الشعب والعالم، وعدم الرضوخ إلى الشروط أو التأخير أو الاعتذار".
وفي ظل الحديث عن توجه أديب للاعتذار مع العرقلة المستمرة لتأليف الحكومة اللبنانية توجه الراعي له بالقول: "من أيدوك فعلوا ذلك لتؤلف حكومة لا لتعتذر"، مطالباً إياه بتشكيلها وترك "اللعبة البرلمانية" تأخذ مجراها.
ووجه رسالة إلى رئيس الوزراء المكلف، قائلا: "أنت لست وحدك، ونحن لسنا مستعدين لإعادة البحث بنظامنا مع كل تشكيل حكومة، ولسنا مستعدين لتقديم تنازلات أو البحث بتعديل النظام قبل أن تدخل كل المكونات بكنف الشرعية وتتخلى عن مشاريعها الخاصة، ولا تعديل في الدولة في ظل الدويلات أو الجمهوريات وهيمنة السلاح المتفلت غير الشرعي أكان يحمله لبنانيون أو غير لبنانيين".
وبعد أكثر من أسبوعين على تكليف أديب لتأليف الحكومة لا يزال الثنائي الشيعي يعرقل تأليفها نتيجة تمسكه بمطلب الاحتفاظ بوزارة المال على عكس الاتفاق الذي كان توصل إليه الفرقاء اللبنانيون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي يضر بتشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين والمداورة في الحقائب الوزارية وعدم احتفاظ كل طائفة بوزارة محددة.
ومع هذه العرقلة، حثّت باريس مرات عدة اللبنانيين على الإسراع بتشكيل الحكومة لإنقاذ لبنان وبدأت المعلومات تشير إلى احتمال إقدام أديب على الاعتذار إذا لم يتم التوصل إلى حل للعقدة.
والخميس، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مجموعة من الأفراد و4 كيانات لصلاتهم المزعومة بمليشيا حزب الله وإيران.
واستهدفت العقوبات شخصا وشركتين، هما "آرش كونسالتين" للدراسات والاستشارات الهندسية و"معمار" للهندسة والمقاولات، وهي الثانية من نوعها خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، والتي تفرضها واشنطن على حلفاء حزب الله اللبناني وإيران.
ومنذ الإعلان عن العقوبات لم يصدر أي موقف عن حزب الله ولا عن المسؤولين اللبنانيين، في وقت لا يزال الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) يعرقل تشكيل حكومة بعد أكثر من أسبوعين على تكليف مصطفى أديب.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز