للحد من البلاستيك.. المياه في عبوات ألومنيوم
الألومنيوم ربما يكون أقل تلويثاً للمحيطات، إلا إن إنتاج علبة واحدة منه يطلق كمية من الكربون تعادل ضعفي ما ينبعث لإنتاج زجاجة بلاستيكية
تُكثِّف شركات تعبئة المياه العالمية تجاربها لاستخدام عبوات الألومنيوم التي يسهل تدويرها لتحل محل الزجاجات البلاستيكية التي تلوث مياه البحار.
الخطة تبدو كأنها ضربة موفقة في صالح البيئة لكن ليس هذا هو الحال تماماً.
علب الألومنيوم قد تكون بالفعل أقل تلويثاً للمحيطات، لكن لها ثمنها البيئي إذ إن إنتاج العلبة الواحدة يطلق في الغلاف الجوي كمية من الكربون تعادل نحو مثلي ما ينبعث منه لإنتاج زجاجة بلاستيكية واحدة.
وأصبحت مجموعة "دانون" الفرنسية أحدث شركة تسير في هذا الاتجاه، إذ أعلنت البدء في التخلص من بعض الزجاجات البلاستيكية واستبدلت بها عبوات من الألومنيوم لتعبئة المياه في بريطانيا وبولندا والدنمارك.
وبأشد معدلات الألومنيوم تلويثاً يؤدي إنتاج علبة سعة 330 ملليتراً لإطلاق 1300 جرام من ثاني أكسيد الكربون في الجو، وفقا لتحليل جمعت "رويترز" بياناته أي ما يعادل تقريباً انبعاثات قيادة سيارة لمسافة 7 أو 8 كيلومترات.
أما إنتاج الزجاجة البلاستيكية من الحجم نفسه باستخدام مادة "بولي إثيلين تريفثالات" المستخدمة عادة في الصناعة فينتج ما يصل إلى 330 جراماً من ثاني أكسيد الكربون.
ولذا فإن للألومنيوم بصمة كربونية أكبر في الإنتاج بسبب كمية الطاقة الهائلة الضرورية لعملية الصهر، لكن تعقيدات الأثر البيئي تظهر في مثال آخر، إذ تصبح المعادلة الكربونية الكلية أصعب عندما تؤخذ في الاعتبار مسائل أخرى مثل اللوجستيات.
وقال سايمون لودن، المدير التنفيذي الذي يقود حملة المواد البلاستيكية في شركة "بيبسي": "من المؤكد أن الصورة معقدة، عليك أن تأخذ النقل والتغليف الثانوي وفترة التخزين في الاعتبار وكلها اعتبارات مؤثرة".
ولأن الألومنيوم خفيف الوزن وتحقق العلب كفاءة في استخدام المساحات فإنها تحتاج لمساحة نقل أقل في العادة من البلاستيك والزجاج كما أن تبريد العلب يحتاج لطاقة كهربائية أقل خصوصاً في المناطق المدارية.
وأضاف لودن: "وهذا معناه أن الألومنيوم لن ينتج في بعض الأسواق فعلياً القدر نفسه من غازات الاحتباس الحراري".
ويذكر خبراء الصناعة أنه بإمكان العلب الألومنيوم أن تقتطع جزءاً من صناعة تعبئة المياه التي تبلغ قيمتها 19 مليار دولار سنوياً، لكن من المستبعد أن تكتسح السوق قريباً.
وتعد العوامل الاقتصادية البسيطة عنصراً رئيسياً فالألومنيوم أغلى من البلاستيك، ويقول المحلل أوداي باتل لدى شركة "وود ماكينزي" الاستشارية، إنّ تكلفة المواد الخام اللازمة لإنتاج علبة واحدة تزيد حوالي 25-30% على تكلفة الزجاجة البلاستيكية المماثلة في الحجم.
وثمة عامل رئيسي آخر يتمثل في مدى ملاءمة المنتج للمستهلك: فكم مرة يشرب الناس الزجاجة دفعة واحدة؟ ورغم ما يتحقق من تقدم في تكنولوجيا عبوات الألومنيوم فإن أغلب العلب تظل مفتوحة بعد فتحها في حين أن بالإمكان إعادة الغطاء لغلق الزجاجة.
ويمكن أيضاً بيع زجاجات المياه البلاستيكية بأحجام مختلفة في حين أن أحجام العبوات الألومنيوم محدودة، ونتيجة لهذه العوامل تتوخى الشركات الكبرى الحذر.
وفي مثال على هذا النهج الحذر، تعتزم شركة "كوكاكولا" طرحاً محدوداً في وقت لاحق من العام الجاري لمياه "داساني" أبرز علاماتها التجارية للمياه في الولايات المتحدة في علب ألومنيوم وزجاجات ألومنيوم يمكن إعادة غلقها.
وفي حين أن الشركات بدأت بيع المياه في علب من الألومنيوم لتهدئة المخاوف من التلوث فقد شرعت أيضاً في تغيير صورة البلاستيك وأثره على البيئة.
وتشمل الجهود العلمية التوصل إلى مركبات جديدة قابلة للتحلل حيوياً أو أسهل في تدويرها.
شركة "دانون" أيضاً أعلنت أنّها تعمل على إحلال عبوات ألومنيوم محل زجاجات البلاستيك لمنتجاتها "فلايت" في بريطانيا و"سباركلز" في بولندا و"أكوا" دور في الدنمارك.
لكن الشركة تستخدم 400 ألف طن من زجاجات البلاستيك كل عام وتركز أيضاً على زيادة تدوير البلاستيك وتخطط لاستخدام مواد معاد تدويرها بنسبة 50% في زجاجات المياه بحلول العام 2025 وبنسبة 100% للزجاجات التي تحمل الاسم التجاري "إيفيان".
وبينما تختبر "بيبسي" الألومنيوم لمنتجها "أكوافينا" بمنافذ بيع الأطعمة، فإنها ستطرح أيضاً زجاجة بلاستيكية من مواد معاد تدويرها بالكامل لمنتج آخر باسم "لايفووتر".
وتعمل شركة "بول" أكبر شركة في العالم لصناعة علب الألومنيوم والتي تورّد منتجاتها لشركات مثل "كوكاكولا" و"بيبسي" على زيادة طاقتها الإنتاجية لتلبية الطلب.
وأشارت الشركة إلى أنها تعتزم إضافة طاقة إنتاجية لصنع ما بين 4 و5 مليارات علبة إضافية بحلول منتصف 2021 إلى إنتاجها الحالي البالغ 105 مليارات علبة، لكنها لم تحسب حساب التوسع المحتمل في قطاع تعبئة المياه.
وأوضحت أن تحولاً بنسبة 1% فقط في المشروبات الخفيفة والمياه المعبأة من البلاستيك والزجاج إلى علب الألومنيوم سيعني إضافة 24 مليار علبة.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز