«تفاوض تحت النار».. إسرائيل تكثف استهداف حركة أمل بلبنان
قتلى من حركة أمل اللبنانية، ثم استهداف جنازة تشييع أحدهم، ثم قصف لمؤسسات الحركة الخدمية، وأخيرا غارة أمام منزل رئيسها نبيه بري.
وخلال أيام بدا لافتا استهداف إسرائيل بيئة حركة أمل في جنوب لبنان، وهي الحليفة الأقرب والأقوى لحزب الله في المجتمع الشيعي، فيما اعتبره محللون محاولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب خلال التفاوض تحت إطلاق النار.
- مقترح «قيد التفاوض» في لبنان.. 3 عناصر وضمانات ودور روسي
- «معركة الإخلاءات».. حزب الله يدعو سكان 25 مستوطنة إلى الرحيل فورا
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية في لبنان)، أن إسرائيل شنت صباح اليوم غارة استهدفت بلدة تبنين في النبطية في جنوب لبنان"، أمام منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري.
القصف الإسرائيلي تركز في الأيام الماضية على مدينة صور وقضائها والنبطية وقضائها، ومعروف أن صور من أبرز مناطق تواجد حركة أمل في جنوب لبنان، حتى أن أنصار الحركة يطلقون على المدينة التاريخية "مدينة الإمام"، في إشارة إلى الزعيم الشيعي البارز موسى الصدر، مؤسس الحركة.
وبرر الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف لصور، باستهداف "مستودعات أسلحة وصواريخ مضادة للدروع ومبان عسكرية ومواقع استطلاع لوحدات عسكرية مختلفة في حزب الله".
وقال مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، في تصريح نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية، إن صور هي "عرين الإمام موسى الصدر"، ونموذج التعايش الاجتماعي اللبناني، كما أنها "العزيزة على رئيس مجلس النواب نبيه بري"، داعيا القوى السياسية اللبنانية إلى التلاقي مع بري للحوار والتوافق على الملفات وتفعيل المؤسسات الدستورية.
وخلال يومين، استهدفت إسرائيل أكثر من مرة مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية، ومدينة تبنين، مسقط رأس بري، كما قصفت مقر بلدية النبطية، وهو ما دانته حركة أمل.
وقُتل 3 من عناصر الحركة أول من أمس بغارة إسرائيلية استهدفت مركزاً لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي التابعة لأمل في بلدة عين بعال، في صور، كما شيعت الحركة ثلاثة قتلى من عناصرها في بلدة برج الشمالي، حسب ما ذكرت الوكالة اللبنانية اليوم.
ما هي حركة أمل؟
حركة أمل صاحبة النفوذ في صور، تأسست عام 1975 على يد رجل الدين الشيعي موسى الصدر، وفي العام 1988 دخلت في اشتباكات مُسلحة دامية مع حزب الله، الوليد الجديد في البيئة الشيعية، وكان أقرب إلى صراع نفوذ، قبل أن تُحسم الغلبة في الطائفة الشيعية اللبنانية للحزب، وبعدها تحالفت معه الحركة في الحكومة اللبنانية عام 2005، وفي الانتخابات التشريعية في يونيو/حزيران 2009.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول قال الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم، في خطابه الثاني بعد مقتل سلفه حسن نصر الله، إن "الرئيس نبيه بري هو الأخ الكبير"، ووضع ملف التفاوض بيده، للوصول إلى وقف إطلاق النار.
وتسبق التطورات الميدانية، حراك سياسي مرتقب، وسط حديث عن اتفاق وصل إلى "مراحل متقدمة" يجري التفاوض بشأنه، يشمل مشاركة عدة دولة سواء في الوساطة أو الإشراف على التنفيذ، لوقف حرب لبنان.
وقال مسؤولون إسرائيليون، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه هذا المسار قطع أشواطا كبيرة، وسط تقديرات بوصول المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، إلى المنطقة قريبا لاستكمال التفاصيل.
ونبيه بري قطعا هو أهم مفاوض لبناني في هذا الحراك، كونه مفوضا من حزب الله، بالمضي في هذا الأمر.
وقال الخبير في العلاقات الدولية ودراسات الأمن القومي والشؤون الإسرائيليّة، الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن قصف "بيئة أمل" يأتي ضمن الاستهداف الإسرائيلي المكثف لكل الجنوب في لبنان، لافتا إلى أن نبيه بري هو المفاوض الأهم الآن من قبل لبنان، باعتباره "الأخ الأكبر" كما وصفه نعيم قاسم.
وأضاف فهمي، وهو عضو في مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن، ويحاضر كلية الدفاع والأمن القومي في مصر، أن رسالة إسرائيل من استهداف "حركة أمل" في هذه الأيام، هي الضغط على بري، وحزب الله في آن، موضحا أن ما يحدث أشبه بـ "مفاوضات تحت النار للقبول بتسوية".
وتابع الدكتور طارق فهمي، أن "إسرائيل تسعى لتحسين شروط التفاوض، لذلك تبعث برسائل ضغط في الأساس إلى نبيه بري ومن وراءه، بأننا مستمرون في حرب الكل مستهدف فيها".
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز