عدوى أمازون تصيب أذرعها.. وحدة تابعة تسرح 20% من موظفيها
لا تزال المخاوف من الركود تُلقي بظلالها على عمالقة التكنولوجيا، فعدوى التسريح لم تُعد تقتصر فقط على الشركات الأم ولكن تتفشى بأذرعها.
تسريح 300 موظف في "زابوس"
وقد أقدمت شركة "زابوس Zappos" التابعة لعملاق تجارة التجزئة الإلكترونية "أمازون" على تسريح أكثر من 300 موظف يمثلون حوالي 20% من قوتها العاملة في يناير/كانون الثاني الماضي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن أشخاص مطلعين ومذكرة للشركة.
الصحيفة الأمريكية قالت إنَّ تخفيضات العمالة، التي وُصفت بأنَّها جزء من تسريح أوسع للعمال في الشركة، شملت ممثلي خدمة العملاء في شركة بيع الأحذية والملابس بالتجزئة عبر الإنترنت، التي اشترتها "أمازون" في عام 2009.
وأضافت أنَّ تايلر ويليامز الذي ظل مديراً تنفيذياً لفترة طويلة غادر أيضاً في موجة تسريح العمال، كجزء من تغيير مستمر بعد عامين من وفاة الرئيس التنفيذي السابق توني هسيه في عام 2020 عن عمر يناهز 46 عاماً.
وقالت المتحدثة باسم "زابوس"، لورا ديفيس، للصحيفة إنَّ التخفيضات كانت جزءاً من خطة الأعمال المعتادة، و"تم إجراؤها في النهاية لضمان مواصلة (زابوس) تقديم تجربة عملاء استثنائية على المدى الطويل".
وبدأت "أمازون" في منتصف يناير أكبر جولة من تخفيضات الوظائف على الإطلاق، وهي الجولة التي يُتوقَّع أن تؤثر على 18000 عامل حول العالم؛ وهي أكبر عملية خفض للقوى العاملة في تاريخ متاجر التجزئة الإلكترونية التي يبلغ عمرها 28 عاما.
جاء ذلك بعد أن قالت أمازون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إنها تتطلع إلى خفض عدد الموظفين، بما في ذلك في أجهزتها ومنظمات التوظيف حيث كانت تتطلع إلى تسريح حوالي 10000 موظف.
وذهبت Amazon في فورة توظيف خلال جائحة Covid-19. وتضخمت القوة العاملة العالمية للشركة إلى أكثر من 1.6 مليون بحلول نهاية عام 2021، مقارنة بـ798 ألفًا في الربع الرابع من عام 2019.
موجة تسريح تجتاح "وادي السيليكون"
وخلال الفترة الأخيرة تشهد صناعة التكنولوجيا سلسلة من عمليات تسريح هي الأكبر في تاريخ "وادي السيليكون"، في مواجهة الظروف الاقتصادية غير المؤكدة، في ظل فترة تباطؤ للنمو، وارتفاع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، ومخاوف من حدوث ركود محتمل بالاقتصاد العالمي.
وتتراكم تخفيضات الوظائف في أرض التكنولوجيا، حيث تتكيف الشركات التي قادت السوق الصاعد لمدة 10 سنوات مع واقع جديد.
في يناير/كانون الثاني 2023، أعلنت Google عن خطط لتسريح 12000 شخص من قوتها العاملة، بينما قالت Microsoft إنها ستتخلى عن 10000 موظف.
فيما تقوم Microsoft بتخفيض 10000 عامل حتى 31 مارس/آذار المقبل مع مواجهة شركة تصنيع البرامج الشهير لنمو أبطأ في الإيرادات.
وتعتزم شركة صناعة أجهزة الكمبيوتر الأمريكية "ديل تكنولوجيز" شطب نحو 6650 وظيفة، في وقت يتراجع فيه مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وقالت الشركة، في بيان تنظيمي يوم الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، إن التخفيض سيطال نحو 5% من حجم القوى العاملة بالشركة.
واليوم، لم تكتف شركة ميتا بما قامت به خلال أضخم عملية تسريح للموظفين في تاريخها، بأن استبعدت 11 ألف عامل من موظفيها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
الآن يتجه تركيز ميتا على تقليص العاملين في مناصب الادارة، حيث بدأت في مساومة العاملين في مناصب إدارية بها، بتقديمها خيارا لهم، إما ترك مناصبهم وإما ترك العمل بشكل نهائي.
ويقول موقع "بيزنس انسايدر" إن شركة ميتا الآن طالبت عددا من المديرين والإداريين بها بالانتقال لمناصب مختلفة، والعمل في مناصب أخرى أو تقديم الاستقالة.
وبحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ" تريد شركة ميتا أن يعمل الذي وجه لهم هذا الطلب، في وظائف فردية، لا تتطلب إدارة أشخاص آخرين، بهدف تحقيق رؤية الشركة لعام 2023، والتي أعلن عنها مارك زوكيربرغ على أن تكون عام الكفاءة بالنسبة لـ"ميتا".
في المقابل، لم يحدث مثل ذلك الأمر في أبل، يرجع السبب وراء تعرض صانع آيفون لضغوط أقل مقارنة بنظيراتها في مجال التكنولوجيا لخفض الوظائف خلال التباطؤ الحالي، هو تعيين موظفين أكثر كفاءة من البداية.
وخلال الاندفاع في التوظيف الناجم عن تفشي جائحة فيروس كورونا في هذا المجال، عينت أبل موظفين أقل من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى. وعلاوة على ذلك، حققت الشركة عائدات أكثر لكل عملية تعيين جديدة مقارنة بنظيراتها، بحسب البيانات التي جمعتها وكالة بلومبرج للأنباء.
ويؤتي هذا النهج الذي اتسم بالحذر ثماره الآن، حيث لم تلجأ أبل إلى التسريح الجماعي الذي يحدث في أمازون دوت كوم، وفي جوجل التابعة لشركة ألفابت، وفي ميتا بلاتفورمس وغيرهم من العمالقة.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز