أمازون يستحوذ على 83% من مبيعات الكتب في أمريكا
أمازون يبرم صفقة إعلانية مع نادي "بوذفيد" للكتب الذي يمتلك نحو 1.2 مليون متابع على فيسبوك
أثار موقع أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية العالمي، الكثير المخاوف في مجال بيع الكتب داخل الولايات المتحدة، خصوصاً لدى مالكي متاجر التجزئة لبيع الكتب والإصدارات الورقية.
ويعاني تجار بيع الكتب والإصدرات الورقية ودور الكتب من ورطة حقيقة بعد استحواذ أمازون على ما يعادل 50% من نسبة مبيعات الكتب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وتحقيقه مكاسب وصلت إلى أكثر من تريليون دولار، فيما ضاعفت الفوراق بين قدرة دور النشر التقليدية وتجار التجزئة على الابتكار، وإيجاد حلول لمنافسة إمكانيات أمازون العملاقة من سوء الوضع.
وتشير الأرقام إلى سيطرة أمازون على 83% من نسبة مبيعات الكتب الكلية داخل الأسواق الأمريكية 2017، لتصل الإصدارات والكتب الورقية المباعة عبره إلى أكثر من مليون قارئ أمريكي، وهي نسبة تفوق قدرة دور النشر وتجار بيع الكتب بالتجزئة على المنافسة.
واعتبر سام ميسينجهام، خبير التسويق الأمريكي، أن "مجال بيع الكتب الخاص بموقع أمازون الأكبر والأكثر قوة ونجاحاً على الصعيد التجاري حاليا، في ظل فقدان القائمين على دور النشر ومتاجر بيع الكتب الأخرى القدرة على المنافسة، سواء بتنويع مصادر إيراداتهم أو ابتكار طرق جديدة للوصول إلى عملائهم"، كما اعتبر أن القدرة الكبيرة لأمازون على الابتكار هي مصدر القوة الحقيقية له.
وقال: "افتتح أمازون 15 متجراً لبيع الكتب داخل المدن الأمريكية الرئيسية منذ عام 2015، لمحاكاة عمل الموقع الإلكتروني ولكن بشكل مجسد، إذ توجد المتاجر على أرض الواقع وليس في العالم الافتراضي، وتحتوي داخلها على مجموعة من التسهيلات، مثل تنظيم الكتب الأكثر مبيعاً وتقديم التسهيلات إلى زوار المتاجر للعثور على احتياجاتهم من الكتب بطريقة أسهل، بجانب إتاحة العروض والخصومات ونظام التسعير بالطريقة والنمط الذي توجد فيه تلك الخصائص على الموقع الإلكتروني".
فيما نصح مالك مكتبة بيرلي "فيشر بوكس"، أكبر المكتبات البريطانية، أصحاب دور النشر ومتاجر البيع بالتجزئة ومالكي المكتبات المستقلة، بالحرص على الوجود وتوفير الكتب التي تتناسب مع تحولات المجتمع، ومعرفة تفضيلات القراء وتقديم الكتب بأسعار تنافسية؛ للنجاح في منافسة متاجر أمازون الواقعية والإلكترونية.
المشكلات الأخلاقية لأمازون
بعيداً عن سيطرة واستحواذ أمازون على القطعة الأكبر من كعكة مبيعات الكتب داخل الولايات المتحدة، واجهت الشركة الأمريكية الكثير من الضغوظ والتأثيرات السلبية، خاصة بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا، التي كشفت عن تسريب البيانات الشخصية لملايين العملاء والزبائن لأمازون حول العالم، وإعلان شركة آبيبوكس المملوكة لأمازون التوقف عن بيع الكتب في 27 دولة مختلفة، من بينها روسيا وكوريا الجنوبية وبولندا؛ لتثير بذلك غضباً كبيراً بين عملاء الموقع الأمريكي العملاق.
ولكن ما أثار الكثير من السخط على أمازون هو ظروف العمل اللاإنسانية، بحسب وصف البعض لموظفي الشركة العاملين في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى العديد من الاتهامات التي تحاصر أمازون والمتعلقة بملف التهرب الضريبي.
صفقة أمازون مع "بوذفيد"
منافسة أمازون في مجال تجارة الكتب داخل الولايات المتحدة الأمريكية أصبح من الأمور شبه المستحيلة، إذ أن عملاق التجارة الإلكترونية الأمريكي أبرم صفقة قوية من حيث التعاون الإعلاني مع نادي "بوذفيد" للكتب الذي يمتلك نحو 1.2 مليون متابع على فيسبوك.
وتعتبر الشراكة القوية بين أمازون والنادي قفزة عملاقة للغاية في سعي أمازون لاحتكار مبيعات سوق الكتب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ما يصعب مهمة أصحاب المكاتب المستقلة ودور النشر في منافسة الابتكارات والتوسعات التي يجريها أمازون.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز