بريطانيا تواجه أزمة في سيارات الإسعاف.. وتأخر الاستجابة يهدد الأرواح

تفاقمت أزمة سيارات الإسعاف في بريطانيا، مع تسجيل أعداد غير مسبوقة من المرضى الذين اضطروا للوصول إلى الطوارئ بأنفسهم، وسط تكدس المركبات وتأخر الاستجابات.
تشهد بريطانيا تفاقمًا ملحوظًا في أزمة خدمات الإسعاف، حيث أظهرت بيانات رسمية حديثة أن عام 2023/2024 سجّل نحو 19.5 مليون حالة وصول إلى أقسام الطوارئ في إنجلترا بوسائل غير إسعافية، وهو ما يعادل 79% من إجمالي الحضور، بينهم مئات الآلاف من المرضى الذين صُنّفت حالاتهم في فئات الخطورة العالية، ما يعكس ضغوطًا غير مسبوقة على نظام الطوارئ الوطني.
تفاصيل أزمة سيارات الإسعاف في بريطانيا
بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن تحليلات أعدتها عدة مؤسسات تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أوضحت أن نحو 2.7 مليون مريض اضطروا في عام 2024 إلى التوجه إلى الطوارئ دون الاستعانة بسيارات الإسعاف، بزيادة بلغت 14% مقارنة بعام 2019، من بينهم أكثر من 266 ألف مريض ضمن الفئتين الأولى والثانية من حيث الخطورة، بارتفاع بلغ 50% عن الفترة نفسها.
هيلين مورجان، المتحدثة باسم شؤون الصحة في الحزب الليبرالي الديمقراطي، عبّرت عن قلقها إزاء هذه المؤشرات، مشيرة إلى أن الثقة في قدرة سيارات الإسعاف على الاستجابة في الوقت المناسب تراجعت بشكل كبير، حتى بالنسبة للحالات الحرجة.
بيانات تكشف عن أوقات انتظار قياسية
تُظهر الإحصاءات الرسمية أن متوسط زمن الاستجابة لمكالمات الفئة الأولى – وهي الأكثر خطورة – بلغ 7 دقائق و56 ثانية في يوليو/ تموز الماضي، بينما تجاوزت الاستجابة للفئة الثانية، والتي تشمل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، 28 دقيقة. أما في الفئة الثالثة، مثل حالات الألم الشديد، فقد وصلت مدة الانتظار إلى ساعة و40 دقيقة، متجاوزة الأهداف التي حددتها الحكومة لهذه الحالات.
ويرى عدد من الخبراء أن المشكلة لا تقتصر على النقص في عدد سيارات الإسعاف أو الكوادر المؤهلة، بل تمتد إلى تكدس المركبات أمام المستشفيات نتيجة قلة الأسرّة، ما يُعيق قدرة الطواقم على تسليم المرضى والتوجه لآخرين.
وقال دينيس ريد، مدير منظمة "سيلفر فويسز" التي تُعنى بحقوق كبار السن، إن العديد من المسنين فقدوا الثقة بالخدمة، وبدأوا يعتمدون على سيارات الأجرة أو حلول ذاتية بديلة بدلًا من اللجوء إلى الإسعاف.
ودعا الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى تخصيص صندوق طوارئ سنوي بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني لدعم خدمات الإسعاف، مع التركيز على إعادة فتح المحطات المجتمعية وتوظيف وتدريب عدد أكبر من المسعفين.
تزايد الاعتماد على وسائل بديلة للإسعاف في بريطانيا
في المقابل، ذكرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أنها تواجه ضغوطًا تُعد الأعلى منذ سنوات، مشيرة إلى أنها تعاملت خلال شهر واحد فقط مع أكثر من 650 ألف حالة طارئة، وتلقت 843 ألف مكالمة على الرقم 999، ما يعكس حجم التحديات اليومية التي تواجهها فرق الطوارئ.
كما قال متحدث باسم وزارة الصحة البريطانية إن الحكومة خصصت استثمارات بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني لتحديث أسطول سيارات الإسعاف وتحسين خدمات الرعاية الطارئة، لافتًا إلى أن هناك تحسنًا تدريجيًا في أوقات الاستجابة مقارنة بالعام الماضي، رغم استمرار الضغط الشديد على المستشفيات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز