"رجل عار يصوره".. العيون تلاحق مشاعر بايدن "المختلطة"
لا يكاد يصدر فعل عن الرئيس الأمريكي جو بايدن دون ملاحظة الصحفيّين بما فيها مشاعره المختلطة، بل إن رجلا دون ملابس باسكتلندا صوره عن بعد.
وخلال أيام كان بايدن تحت الأنظار من روما بإيطاليا، إلى غلاسكو باسكتلندا، فرٌصدت ابتساماته، ودموعه، ووثقت اعتذاراته، والأغرب ملاحقته في سيارته "الوحش" بكاميرا رجل مجهول لا يرتدي ملابسه.
ففي طريقه للمشاركة في مؤتمر الأطراف الدولي السادس والعشرين للمناخ في غلاسكو أمس الثلاثاء، فوجئ مرافقو بايدن بشخص يقف على نافذة منزله الأمامية لالتقاط صورة له، غير أن المصوّر كان "من دون ملابس".
فقد رصد الصحفيون هذه الحادثة خلال مرافقتهم الرئيس الأمريكي في أثناء انتقاله من أدنبره عاصمة اسكتلندا، إلى مدينة غلاسكو حيث يُعقد مؤتمر المناخ.
وقال الصحفيون: "في لحظة معينة، حين كنا لا نزال نتنقل في الطرق الريفية، وقف اسكتلندي ضخم عارِ على نافذة منزله الأمامية والتقط صورة للموكب بهاتفه".
ومن غير المؤكد أن يكون بايدن قد لاحظ هذا المصوّر غير الاعتيادي من داخل سيارته الرئاسية المصفحة الملقبة "ذي بيست" (الوحش).
يبكي ويضحك... ويعتذر
ولا يمنع الرئيس الأمريكي حتى ولو كان يعُتبر أقوى رجل في العالم، موقعه من التعبير عن مشاعره، فيضحك ويبكي ويعتذر، خلافا لأسلافه في البيت الأبيض.
فبعد ثقة باراك أوباما الهادئة وتبجّح دونالد ترامب ومفاخراته، يتفرد بايدن بالبوح بما يشعر به.
الإثنين الماضي فاجأ بايدن مؤتمر غلاسكو للمناخ، حين اعتذر باسم الولايات المتحدة عن قرارات اتخذها سلفه دونالد ترامب الذي هزمه في الانتخابات الرئاسية قبل عام بالتمام.
وفي أسلوب بات معهودا، بدأ بايدن اعتذاره عن سحب ترامب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ، وقال "أفترض أنه لا يجدر بي الاعتذار، لكنني في الواقع أعتذر".
فبعيدا عن المبدأ السياسي الراسخ بأن الاعتذار يعني الإقرار بالضعف، لا يتوانى بايدن عن إبداء أسفه، فيأسف لوصوله متأخرا، لإسرافه في الكلام، يأسف لكونه مملّا على حد قوله، أو أقل ذكاء من مستشاريه المجتمعين معه.
وفي روما أدمعت عينا بايدن؛ حيث التقى البابا فرنسيس، حين استذكر ابنه بو الذي توفي عام 2015، وكم بدا صادقا عندما تحدث بكلام مؤثر عن وفاة ابنه جراء إصابته بسرطان في الدماغ.
فبعد لقائه مع البابا فرنسيس، لفت إلى أن البابا زار الولايات المتحدة بعد قليل من وفاة بو، فقدم له تعازيه. وقال بايدن في روما إنه وجد "عزاء كبيرا" في تعاطف البابا ومواساته في وقت "كان الجرح لا يزال مفتوحا".
جلد الذات
وغالبا ما تصبّ اعتذاراته في سياق "جلد الذات"، فيعرّف عن نفسه على الدوام في حضور السيّدة الأولى بالقول "مرحبا بالجميع، أنا زوج جيل".
وغالبا ما يتلقى الأنباء السيئة، وهي كثيرة في الآونة الأخيرة، بابتسامة أو ضحكة.
وحين تبيّن أنه لا يملك الأصوات اللازمة لتمرير خطته لتأمين الجامعات العامة مجانا لجميع الأمريكيين، مازح قائلا إنه لن يلقى ترحيبا في سريره الزوجي، في إشارة إلى أن زوجته أستاذة في جامعة عامة.
وقال ضاحكا: "هناك الكثير من الغرف في البيت الأبيض".
وهذه الانفعالية والقدرة على التأثر ليست من صفات شخصية بايدن فحسب، وإنما هي جزء من هويته السياسية؛ فهو يصف نفسه بأنه متحدر من الطبقة الوسطى، ومعروف بمواظبته على استقلال القطار ويفتخر بجذوره في مدينة سكرانتون العمالية في ولاية بنسلفانيا، مؤكدا رفضه التحول إلى سياسيّ كسائر السياسيين.
بين المرح والضعف
ومع التقدم في السن وتزايد المسؤوليات، تحولت صورة بايدن (78 عاما)؛ فبات بنظر العديد من مواطنيه بإيجابية إلى مرحه، أما منتقدوه، فيعتبرون ذلك مؤشرا إلى أنه أضعف من خوض المعارك السياسية الشرسة التي تغص بها أروقة واشنطن.
ويشير المنتقدون بصورة خاصة إلى عجز بايدن عن تمرير خططه الاستثمارية الطموحة، رغم سيطرة حزبه الديمقراطي على الكونجرس، بل يذهب البعض إلى حدّ التشكيك في قدراته الذهنية.
وبعد تسعة أشهر على دخوله البيت الأبيض، يجد بايدن نفسه في موقع غير مشجع، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" مؤخرا أن 54% من الأمريكيين لا يوافقون على سياسته، مقابل 42% يدعمونها.
غير أن بايدن لا يدع هذه التوقعات تحبطه. وأقصى ما يعلق عليها بالقول باستياء "هيّا!"، فحين سئل في روما عن نسب التأييد له، هزّ كتفيه قائلا إن استطلاعات الرأي "ترتفع وتهبط".
ولا يمضي يوم من غير أن يوجه إليه سلفه ترامب سهامه، مدّعيا خلافا لكل الوقائع أنه فاز في انتخابات 2020، وممهدا الطريق لخوض الانتخابات المقبلة عام 2024.
aXA6IDUyLjE0LjE1MC41NSA= جزيرة ام اند امز