بعد "غلاسكو".. "أسبوع حاسم" لعهد بايدن بالكونجرس وفرجينيا
يعد الأسبوع الجاري حاسما لمصير عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن من انتخابات حاسمة في ولاية فرجينيا إلى إمكانية التصويت على خطته الاستثمارية.
ويشارك الرئيس الأمريكي جو بايدن حضوريا في مؤتمر المناخ "كوب26" المستمر حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في غلاسكو.
وكان الرئيس الأمريكي يمنّي النفس بأن تكون خطتاه الاستثماريتان اللتان يعتزم من خلالهما إعادة بناء الولايات المتحدة وتحديثها، قد أقرتا قبل القمة.
فالخطة الأولى ترمي إلى تحديث شبكة الطرق والجسور والمواصلات المتقادمة في البلاد بكلفة تبلغ 1200 مليار دولار، أي ما يعادل إجمالي الناتج المحلي لإسبانيا، وهي تحظى بدعم الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
لكن مصير هذا المشروع بات مرتبطا بمصير خطة إصلاحات اجتماعية ومناخية عنوانها "إعادة البناء بشكل أفضل" لا تزال مدار سجالات.
وتم خفض تكلفة هذه الخطة بمقدار النصف لتوحيد صفوف الديمقراطيين الأكثر اعتدالا، وبينهم سناتور عن ولاية غنية بالموارد المعدنية.
ويرصد هذا المشروع خصوصا 555 مليار دولار لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وهو ما وصفه البيت الأبيض بأنه "أكبر استثمار على الإطلاق في مواجهة الأزمة المناخية".
وكان بايدن يأمل تحقيق هذا الهدف قبل افتتاح قمة غلاسكو للمناخ ليشكل مؤشرا إلى "عودة الولايات المتحدة" إلى الساحة الدولية بعد عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أذهل العالم بانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ.
لكن المفاوضات الشاقة والمطولة، لا تزال متعثرة في الكونجرس حيث يغوص الأعضاء في تفاصيل الخطة التي لن تطرح على التصويت قبل يوم الثلاثاء على أقرب تقدير.
وتحرم هذه المفاوضات معسكر بايدن من تحقيق انتصار سياسي كبير هو بأمسّ الحاجة إليه حاليا عشية انتخابات حاسمة تشهدها ولاية فرجينيا الثلاثاء أيضا.
اختبار تمهيدي
ناخبو هذه الولاية المجاورة للعاصمة واشنطن مدعوون لانتخاب حاكم جديد في استحقاق يشكل اختبارا تمهيديا لانتخابات منتصف الولاية.
ويتواجه في هذا الاستحقاق تيري ماكوليف (64 عاما) الذي يحظى بدعم الرئيس الديمقراطي، والجمهوري جلين يونغكين (54 عاما) المؤيد لترامب.
وفي مؤشر إلى مدى أهمية هذه الانتخابات، شارك في الحملة الانتخابية في الولاية البالغ عدد سكانها 8,5 ملايين نسمة الرئيس الأسبق باراك أوباما والرئيس الأمريكي جو بادين ونائبته كامالا هاريس.
وأربعة من أصل آخر خمسة حكام ديمقراطيون تعاقبوا على الولاية، وقد فاز فيها بايدن بفارق كبير عن ترامب في انتخابات الرئاسة في العام 2020.
لكن تقدّم المرشّح المدعوم من الرئيس تقلّص بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وباتت المنافسة بين المرشّحين شديدة التقارب.
وحذّر تيري ماكوليف الساعي لتعبئة الناخبين الديمقراطيين من تداعيات سلبية في حال فوز منافسه الجمهوري.
وقال المرشّح الديمقراطي: "إذا فاز يونغكين، سيحقق نهج ترامب تقدما ميدانيا وقد يظهر أمثال ليونغكين في كل السباقات الانتخابية التي ستشهدها البلاد العام المقبل"، في استحقاق منتصف الولاية.
في المقابل يعوّل المرشّح الجمهوري على شعبية الرئيس السابق الذي لا يزال تأثيره قويا في الحزب ولدى الناخبين على الرغم من مرور نحو عام على خروجه من السلطة.
ولا تقتصر نقاط قوة يونغكين على تأييد ترامب له، فحتى أوجه الاختلاف بينه وبين الملياردير الجمهوري قد تعزز حظوظه.
وفي تصريح، لوكالة "فرانس برس" قال مارك باير، الذي عمل في الكونجرس مدى أكثر من 20 عاما، إنه: "على الرغم من حصوله على دعم ترامب وإدلائه بتصريحات إيجابية جدا بشأنه، لا يبدو يونغكين، أقله على صعيد الأسلوب، إن لم يكن السياسة، نسخة عن ترامب".
وشدد على أن الصورة الأبوية ليونغكين تشكل عامل جذب للناخبين المترددين "على الرغم من أن عقيدته المحافظة جمهورية بعمق".