واشنطن وبكين.. "شيطنة" في تفاصيل محادثات رفيعة

لم تخلٌ المحادثات الجارية حاليا بين الصين والولايات المتحدة، التي تمثل واشنطن فيها مسؤولة رفيعة، من اتهام مباشر بـ"الشيطنة" وجهته بكين.
ودعت بكين اليوم الإثنين واشنطن إلى الكف عن "شيطنتها"، أثناء محادثات تجريها مسؤولة كبيرة في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تزور الصين حتى الآن، هي نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان.
وتعد زيارة شيرمان إلى مدينة تيانجين (شمال) أول لقاء مهم بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، منذ محادثات أنكوراج، التي جرت بين وزيري خارجية البلدين، وشهدت سجالات حادة.
وتهدف زيارة شيرمان التي بدأت أمس الأحد إلى حماية العلاقات في ظل تدهورها على خلفية مسائل عديدة بينها الأمن الإلكتروني والتفوق التكنولوجي.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ للموفدة الأمريكية -بحسب ما نشر موقع الوزارة- صباح اليوم الإثنين: "ربما تأمل الولايات المتحدة بأن تتمكن عبر شيطنة الصين بطريقة ما... من تحميل الصين مسؤولية المشاكل الهيكلية التي تعاني منها".
وتابع وفق ما نقل عنه البيان: "نحض الولايات المتحدة على تغيير عقليتها المضلَّلة وسياستها الخطيرة"، مشيرا إلى أن واشنطن تتعامل مع الصين على أنها "عدو وهمي"، واصفا العلاقات بأنها بلغت "طريقا مسدودا" وتواجه "صعوبات جدية".
وأشار شيه إلى أن الشعب الصيني يرى في خطاب الولايات المتحدة "العدائي محاولة مستترة بدرجة ضئيلة لاحتواء وكبح الصين"، في تصريحات تذكّر بالسجال الحاد الذي دار بين وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والصيني يانغ جيشي في ألاسكا.
من جانبها أفادت شيرمان التي ستلتقي لاحقا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عبر تغريدة لها بتويتر الأحد، أنها أجرت محادثات مع أعمال تجارية أمريكية بشأن "التحديثات التي تواجهها في الصين" كما قدّمت "أحر تعازيها" في ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مقاطعة خنان.
وذكرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بأنها تأمل في استغلال المحادثات "الصريحة" لتظهر لبكين "كيف يكون شكل المنافسة المسؤولية والصحية"، لكنها ترغب في الوقت ذاته في تجنّب الدخول في نزاع مع الصين.
وتم نزع الصفة الرسمية تماما عن الزيارة؛ إذ لن تتوجه شيرمان إلى بكين، بل ستبقى في تيانجين.
وتعد الزيارة تحضيرية للقاء محتمل في نهاية المطاف بين بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ، في وقت تتدهور العلاقات الأمريكية الصينية، في ظل وجود مؤشرات قليلة على أي تحسّن.
الدرس الصيني
وقبل يوم من وصول شيرمان إلى الصين، تعهّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي "تلقين الولايات المتحدة درسا" في كيفية التعامل مع الدول الأخرى بشكل منصف، ما وعد ببداية صعبة للمحادثات.
ونقل بيان للخارجية عنه قوله، السبت، إن "الصين لن تقبل بأي تفوّق تمنحه دولة لنفسها".
وكان وزير الخارجية السابق الذي أصبح المبعوث الأمريكي بشأن المناخ جون كيري، المسؤول الرفيع الوحيد في إدارة بايدن الذي يزور الصين. وتعهّد الطرفان خلال زيارته التعاون بشأن مسألة تغير المناخ، رغم خلافاتهما العديدة.
وحافظ بايدن على موقف بلاده المتشدد حيال الصين الذي تبناه سلفه دونالد ترامب، في وقت سعت واشنطن لتشكيل جبهة موحدة تضم دولا ديمقراطية حليفة في مواجهة بكين.
وتبادلت الصين والولايات المتحدة الأسبوع الماضي فرض عقوبات على خلفية زعم واشنطن "قمع بكين الحريات في هونغ كونغ"، في آخر موجة عقوبات متبادلة بين البلدين استهدفت شخصيات، بينها وزير التجارة الأمريكية الأسبق ويلبر روس.
كما حشدت واشنطن حلفاءها بمن فيهم حلف شمال الأطلسي لإصدار إدانة مشتركة نادرة من نوعها الأسبوع الماضي للهجمات الإلكترونية الواسعة النطاق التي تنفّذ من الأراضي الصينية.
aXA6IDE4Ljk3LjkuMTc1IA== جزيرة ام اند امز