ذكرى زواج بيل كلينتون وهيلاري.. قصة حب تنغصها "مونيكا"
لا شيء ينغص قصة حب ناجحة، سوى خيانة، تظل خنجرا في خاصرة الضحية من الطرفين، وتمر السنون على الجرح الغائر، دون أن يلتئم بسهولة.
هذا بالضبط ما ينطبق على الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وزوجته هيلاري، وهما الآن يحتفلان بذكرى زواجهما الـ 47.
وتبادل الزوجان بالمناسبة عبارات غزل حميمية، أبدت قوة التماسك الذي يربط زوجين، تجاوزا أحلك أزمة في حياتهما حين اعترف كلينتون بعلاقة خارج الزواج مع متدربة في البيت الأبيض، خلال رئاسته، ولم تكن تلك الفتاة سوى مونيكا لوينسكي.
وبينما كتبت هيلاري كلينتون، جملة محايدة: "47 سنة.. ذكرى سعيدة"، غلب على تهنئة الرئيس الأمريكي الأسبق، طابع الندم والاعتذار غير الصريح عن خيانة العمر.
فقد كتب كلينتون على تويتر في ذكرى زواجه: "مرت كل تلك السنوات في غمضة عين. لا أستطيع أن أتخيل إنفاقها مع أي شخص غيرك. ذكرى زواج سعيدة!".
وتقرأ من بين سطور هذه الجملة قصة ندم كبيرة على العلاقة غير الشرعية مع مونيكا لوينسكي، وامتنان كبير للزوجة التي تخطت بشجاعة زوبعة التسعينيات التي شغلت الأمريكيّين وقتها، وكادت تعزل كلينتون من الرئاسة، لولا دفع مجلس الشيوخ ببراءته، رغم اعترافه بالواقعة بعد تحقيق مضنٍ.
ولا تخفي كلينتون الزوجة، في مقابلاتها، وتصريحاتها الصحفية، صعوبة تغلبها على تجاوز فضحية مونيكا لوينسكي، حيث حافظت على زواجها من كلينتون، وعبرت الأزمة نحو تحديات سياسية قادتها للترشح للرئاسة، حين هزمت عام 2016 أمام الرئيس السابق دونالد ترامب.
ما قصة مونيكا لوينسكي؟
تعود القضية إلى تسعينيات القرن الماضي، حين برزت في الصحف الأمريكية عناوين وتفاصيل عن علاقة خارج إطار الزواج بين الرئيس حينها بيل كلينتون، وفتاة متدربة بالبيت الأبيض، على خلفية دعوى من امرأة تدعى باولا جونز ضد كلينتون بتهمة التحرش بها مطلع عام 1991.
كانت مونيكا لوينسكي في العشرين من عمها عام 1995، وتخرجت حديثا، ودخلت البيت الأبيض تبحث عن تدريب عملي، لكنها خرجت بفضيحة علاقة جنسية مع سيد المكتب البيضاوي آنذاك.
ورغم إنكار كلينتون وعشيقته مونيكا، تولى مدع خاص التحقيق في القضية، وأثبت وجود علاقة غير شرعية بين الرئيس والمتدربة، ووثق ذلك في تقرير شهير للمحامي الراحل كين ستار.
صدقت كلينتون زوجها، ورفضت اتهامه بالخيانة، باعتبارها ما يتم تداوله بشأنه "مؤامرة يمينية واسعة النطاق ضد زوجها منذ اليوم الذي ترشح فيه للرئاسة".
لكن ومع إدانته في القضية، عام 1998، وتصويت مجلس النواب الأمريكي لعزل كلينتون، أنقذه مجلس الشيوخ في العام الموالي، وأسقط التهم، وبقي في الحكم حتى نهاية ولايته عام 2001، وحافظ على زواجه من هيلاري كلينتون.