حوادث إطلاق النار بأمريكا.. إقرار ضوابط جديدة لبيع السلاح
في إطار الأزمة الأمريكية المزمنة التي تتسبب في سقوط عشرات الضحايا، أصدر الرئيس جو بايدن، الثلاثاء، قرارات بتدابير جديدة.
وأبرز هذه القرارات أمر تنفيذي يشدد قواعد التدقيق في ماضي الزبائن لمعرفة ما إذا كانوا من أصحاب السوابق.
لكن الجمهوريين في الكونغرس شدّدوا على أن "هذا الأمر يناقض الحق الدستوري بحيازة الأسلحة وعلى وجوب أن يكون البت في هذا الأمر من صلاحية كل ولاية على حدة".
وحاليا يطلب من التجار الحائزين على تراخيص فدرالية وحدهم، التدقيق في ماضي الزبائن، رغم أن "ما يباع من أسلحة عبر هؤلاء التجّار هو أقل من نصف مبيعات القطاع في الولايات المتحدة، إلا أن بعض الولايات تفرض شروطا إضافية".
فضح المخالفين
وأمر بايدن وزير العدل بالتشدد مع الباعة الذين لا يجرون التدقيق اللازم وتوضيح مفهوم من ينطبق عليهم تصنيف تاجر.
وقال بايدن إن القرار "يأمر وزير العدل باتّخاذ كل الإجراءات القانونية الممكنة للدفع بنا قدما إلى أقرب ما يمكن من التدقيق الشامل من دون الحاجة إلى تشريع جديد"، مؤكدا أنه "من المنطقي التدقيق فيما إذا كان أحدهم مجرما أو يمارس العنف الأسري قبل شرائه سلاحا".
وقال بايدن إن أمره التنفيذي، وهو قرار يمكن للرئيس إنفاذه من دون مصادقة الكونغرس إنما فقط عبر وكالات فيدرالية وليس وكالات تابعة للولايات، من شأنه أن يضيّق الخناق على تجّار الأسلحة الذين لا يتحلّون بحس المسؤولية.
وأشار إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى دراسة مستقلة تكشف "كيف يسوّق صانعو الأسلحة أسلحتهم النارية لدى مدنيين، خصوصا القصّر، لا سيّما عبر الصور العسكرية".
وسيصدر وزير العدل تقريرا رسميا بأسماء تجار الأسلحة الذين ينتهكون القوانين، ووقال بايدن إن سياسة فضح المخالفين ستساعد أعضاء الكونغرس على "التصدي لأولئك التجار المخالفين لكي يتجنّب الناس الشراء منهم".
لقاء مع ناجين
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن التقى، الثلاثاء، أمريكيين متحدّرين من أصول آسيوية نجوا من عملية إطلاق نار شهدتها إحدى ضواحي لوس أنجلوس مطلع العام الجاري، حيث لوّح باستخدام سلطاته المحدودة لتشديد الضوابط على الأسلحة النارية بينما حض الكونغرس على تحقيق إنجاز كبير في هذا المجال .
وخاطب بايدن الناجين في مونتيري بارك، مشيدا بصمودهم ومستذكرا خصال 11 شخصا قتلوا في كانون الثاني/يناير خلال احتفالات رأس السنة القمرية.
وكان رجل من أصول آسيوية يبلغ 72 عاما قد اقتحم حينذاك مرقص "ستار بولروم دانس ستوديو" في مونتيري بارك، وأطلق 42 رصاصة فقتل 11 رجلا وامرأة تزيد أعمارهم عن خمسين عاما.
وبعد المجزرة التي أوقعت كذلك تسعة جرحى، حاول مطلق النار ارتكاب مجزرة أخرى في مرقص قريب، لكن حارسا يدعى براندون تساي نجح في تجريده من سلاحه، فهرب قبل أن ينتحر في شاحنته الصغيرة حين طوقته الشرطة.
واستذكر بايدن القتلى منوّها بـ"قوّتهم ومحبّتهم وتفانيهم"، وعلا تصفيق حاد عندما ذكر تساي البالغ 26 عاما الذي قال بايدن إنه "كانت لديه الشجاعة للتحرك".
وكذلك علا التصفيق حين أشار بايدن إلى فيلم "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس" الذي تتمحور قصته حول عائلة صينية أمريكية و"صنع التاريخ" لفوزه بسبع جوائز أوسكار.
ثم حضّ بايدن الكونغرس حيث يعارض جمهوريون تشديد القوانين التي ترعى شراء الأسلحة، على الاضطلاع بـ"المسؤولية" وتشديد الضوابط على البنادق العسكرية نصف الآلية التي تلقى رواجا والتي غالبا ما تستخدم في عمليات إطلاق نار جماعية.
وعلى وقع هتاف الحاضرين وعددهم نحو 200 شخص قال بايدن متوّجها إلى الكونغرس "احظروا الأسلحة الهجومية"، مضيفا "افعلوا ذلك الآن. كفى! افعلوا شيئا. حقّقوا إنجازا كبيرا".
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز