السمنة تزيد وفيات فيروس كورونا
السمنة إحدى أسباب وفيات كورونا، وربما تتسبب في مزيد من الارتفاع في معدلات انتشار المرض والوفيات مقارنة بالمناطق الأخرى
كشفت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها(CDC)، أن المصابين بالسمنة المفرطة أو الأشخاص أصحاب مؤشر كتلة جسم 40 أو أكثر، من المجموعات الأكثر عرضة لتعقيدات خطيرة مصاحبة لمرض "كوفيد- 19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتصدر فيه الولايات المتحدة الأمريكية دول العالم في عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد بأكثر من 62 ألف حالة وفاة، كما أنها في صدارة الدول ذات نسبة السمنة العالية.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن الدكتور جنيفر ولايتر، عالمة الأوبئة في مستشفى لانجون هيلث بجامعة نيويورك، قولها إنها تشتبه في أن تكون السمنة إحدى أسباب وفيات كورونا، وربما تتسبب في مزيد من الارتفاع في معدلات انتشار المرض والوفيات مقارنة بالمناطق الأخرى.
وقالت إن الأفراد المصابين بالسمنة المفرطة وأقل من 60 عاماً والتقطوا عدوى "كوفيد- 19"، خضعوا للعلاج في العناية المركزة أكثر مرتين أو 3 مرات مقارنة بالمصابين الآخرين.
كما بلغت نسبة الوفيات بين المصابين بالسمنة المفرطة بسبب كورونا المستجد 3 مرات مقارنة بنسبة الوفيات لدى مصابي كورونا المستجد غير البدناء، بحسب "ولايتر".
وأوضحت "ولايتر" أن البدناء بصورة مفرطة لديهم أقل احتياطي رئوي؛ ومعدلات مرتفعة من توقف التنفس أثناء النوم، والربو وأمراض الرئة المقيدة، ما يجعلهم عرضة إلى أعراض رئوية حادة عند الإصابة بفيروس تنفسي.
وأشارت إلى أنهم عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وفرط شحميات الدم، ونظراً لوجود مستقبلات ACE2 على الخلايا الدهنية لديهم، يتضاعف لديهم تكاثر الفيروس، ما يسبب المزيد من الالتهاب.
ووجد باحثون أن السمنة منتشرة بشكل خاص بين الشباب الذين يخضعون للعلاج من "كوفيد- 19" داخل المستشفيات، وأظهرت الدراسات التي أجريت حتى الآن أن السمنة والسمنة المفرطة كانت من سمات 47.6% و28.2% من حالات كورونا المستجد، على التوالي.
وتعد لويزيانا وميسيسيبي، من بين الولايات الأمريكية التي تعاني من مستويات مفرطة من السمنة، ووفقاً للبيانات الحكومية، كان لديهما عدد وفيات كبير جراء الإصابة بكورونا المستجد.
من جانبه، قال الطبيب الأمريكي ديفيد نازاريان، إن السمنة عادة ما ترتبط بمتلازمة الأيض التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري، والضغط، والقلب، وأمراض الأوعية الدموية وأمراض الكلى.
وأضاف أن مرضى السكري أكثر عرضة لالتقاط العدوى، وأن ارتفاع نسبة السكر في الدم تضعف المناعية، لذلك يمكن أن يتوفر لدى الشخص البدين 5 عوامل خطر من العوامل التي وضعتها "CDC" لحالات كورونا الأكثر خطورة.
وعلاوة على ذلك، تفرض السمنة تحديات هائلة أخرى فيما يتعلق بالعلاج؛ فعلى سبيل المثال توجد صعوبة في توصيل الأنابيب بالمريض البدين الذي يحتاج إلى معدات خاصة لا تتوفر بكثرة، لا سيما في هذه الأزمة.
وربما يكون الحصول على تصوير تشخيصي أكثر صعوبة بالنسبة للبدناء، حيث توجد حدود للوزن على آلات التصوير، بالإضافة إلى صعوبة حمله ونقله، أو تطبيق وضعية الانبطاح معه، ما يقلل من فرص التغلب على كورونا والتعافي منه بين البدناء.
وينصح المسؤولون الصحيون الأشخاص الذين يعانون من السمنة بتوخي الحذر بصورة أكبر من الآخرين لتجنب التقاط المرض المهدد للحياة.
كما طالبوهم بعدم الاهتمام بأي حديث يشعرهم بالتهميش، وبالتالي تجنب الاستشارة الطبية إذا ظهرت لديهم أعراض كورونا المستجد بسبب هذه الدراسات والنتائج.